Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948
نقل الطالبات والموظفات داخل المدينة
د. عبد الملك بن إبراهيم الجندل

قبل أكثر من خمس وعشرين سنة، كنت في زيارة لإحدى المدن البريطانية الصغيرة، وكان لدي رحلة قبل الفجر إلى العاصمة، لذا لا بد من تجهيز سيارة تقلني إلى محطة القطار، خصوصاً أن مضيفي ليس لديه سيارة، والوقت قبل الفجر، حيث لا تتوفر سيارات الأجرة، قلقتُ حينها بكيفية توفير السيارة، فابتسم مضيفي قائلاً: لا تهتم ولا تحتار، نتصل الآن بشركة (ليموزين)،

ونطلب منهم الحضور غداً وحسب الموعد، وبالفعل وفي نفس الموعد حضرت سيارة الأجرة، وتم إيصالي إلى المحطة، وبسعر المشوار الاعتيادي.

وتلك الخدمة ليست مقصورة على بريطانيا، أو ما يسمى بالدول المتقدمة، بل وتشاركها دول من العالم الثالث، فما عليك إلا الاتصال، وعن طريق اللاسلكي يتم توجيه أقرب سيارة إلى موقعك، وإن كان موعد لاحق فيتم أخذ العنوان وإرسال السيارة في الوقت المحدد.

ملاحظتي للمعاناة التي يتكبدها الشخص في إيصال زوجه وبناته إلى العمل أو المدرسة صباحاً وظهراً، تساءلت لماذا لا نستفيد من تلك الخدمة القديمة عندهم، وتصبح عندنا حديثة ومطورة، وذلك عبر الآلية الآتية:

أولاً: تزويد سيارات الأجرة بأجهزة اللاسلكي، للاتصال بين السيارة ومقر الشركة.

ثانياً: تقوم شركة سيارات الأجرة بإدخال خدمة (توصيل الطالبات والموظفات) بطريقة الاتفاق مع الشركة، لنقل المعلمات أو الطالبات، وبنفس سعر المشوار العادي، وليس (قطوعة شهرية) ترهق كاهل ولي الأمر.

ثالثاً: كيفية العمل:

يتم الاتفاق مع الشركة: أنه عند الساعة السادسة والنصف - مثلاً - تتواجد سيارة الأجرة عند المنزل، وعند الساعة الواحدة والنصف ظهراً تتواجد عند المدرسة أو مكان العمل، والشركة تنسق مع سائقيها، فبعد النداء يتوجه أقرب سائق إلى الموقع.

رابعاً: من مميزات تلك الخدمة:

1 - ستقضي على (سائقي) العشوائية غير المعروفين، والذين يسهل هروبهم عند أدنى مشكلة.

2 - التخفيف من استقدام السائقين، لأن سعر التوصيل الحالي (الخاص) في بعض الأحيان يقارب أو يتعدى (استقدام سائق).

3- تقلل من احتجاجات الطالبات لدى أولياء أمورهن، واللاتي يذهبن للمدرسة ويرجعن بالحافلة، بسبب الخروج مبكرة إذا كان دورها بداية مشوار الحافلة، وكذلك التأخير حين يأتي دورها آخر الطالبات.

4 - التقليل من المبالغ الخيالية التي تدفعها بعض المعلمات أو الموظفات لصاحب سيارة النقل الخاص.

خامساً: الملاحظة الرئيسية والتي قد يفترضها البعض، أنه في كل يوم ستأتي سيارة مختلفة للنقل، وهذه الملاحظة جديرة بالاهتمام، لذا لا بد من الضبط والتنظيم، والدقة في اختيار سائقي سيارات الأجرة، إضافة إلى التشديد على السائقين السعوديين وغيرهم، بأن أي شكوى يتم ثبوتها فسيتم سحب الرخصة، والتحويل للتحقيق ويضاف على السائق الأجنبي الترحيل إلى بلده، وعدم السماح له بدخول المملكة بعد ذلك، وهذا حرص على الأعراض، وردع لمن تسول له نفسه استغلال المرأة التي اؤتمن عليها حين ركوبها معه.

ختاماً: يجب النظر إلى المشكلة بموضوعية، وأن المشكلات القديمة والمتشعبة ليس لها حل واحد، بل تحل بعد تجزئتها، فما تقدم قد يكون جزء من الحل وليس الحل كاملاً، وقد تختلف آراء الناس حولها، بناء على إسقاط الحل على مشكلته، فمن لديه طالبتان أو ثلاث قد يؤيده مائة في المائة، ومن لديه طالبة واحدة قد يعطيه نسبة أقل، ومنهم من يضرب به عرض الحائط لأن تلك الحلول لا تنطبق إطلاقاً على مشكلته.



aljndl@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد