Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948
نقلة نوعية في العلاقات

يكمن هدف الوصول إلى ساحة عربية معافاة وإيجابية ومتوافقة، ضمن أبرز أولويات المملكة، ووفقاً لذلك فإنّ تحركات المملكة على الساحة العربية الإسلامية، تخصص الجانب الأكبر منها من أجل تعزيز العلاقات، والانتقال بها إلى آفاق واعدة من التعاون .. ومن هذا المنظور يمكن النظر إلى الزيارة الحالية التي يقوم بها سمو ولي العهد إلى دولة قطر الشقيقة..

غير أنّ العلاقات بين المملكة وقطر، تأخذ شكلاً أكثر عمقاً من جهة أنّها علاقات بين إخوة وأشقاء، تجمع بينهم طائفة واسعة من القواسم المشتركة، التي تكون في العادة بين أبناء الأُسرة الواحدة، هذا إلى جانب حقائق الجوار والوجود ضمن العائلة الخليجية الواحدة المؤطرة في شكل مجلس التعاون الخليجي..

ومن هذه المعطيات، وانطلاقاً من العزم المتوفّر لدى قيادات البلدين، يمكن بكلِّ ثقة، الحديث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة واعدة، تشكِّل هذه الزيارة نقطة تدشينها، وذلك بعد فترة من الفتور انتهت الآن كلُّ ملامحها، وذلك من خلال الإرادة القوية لدى الرياض والدوحة بضرورة طي مثل هذه الصفحات..

ولا يحتاج الأمر إلى البرهنة، على قوة هذا العزم لإرساء أسس المرحلة الجديدة الواعدة، ويكفي أنّ الوصول إلى الترتيبات العملية التي مهّدت لهذه الانطلاقة، عزّزته حركة إرادة سياسية من قِبل البلدين، ولعلّ هذه الزيارة بشكلها الرفيع بقيادة سمو ولي العهد، والمدة الزمنية الطويلة نسبياً التي تستغرقها، قياساً بزيارات القادة المتبادلة، تعكس الأهمية التي توليها المملكة من أجل تمتين العلاقات مع الشقيقة قطر..

وبالطبع هناك إدراك واعٍ لأهمية وضع العلاقات في مسارها الصحيح، فهناك إلى جانب التوق التلقائي للتواصل بين الأشقاء، جملة من الحقائق المتعلقة بأوضاع المنطقة والتي تستوجب أن تكون بلدانها، وبالذات الدول الست في مجلس التعاون الخليجي، في وضع يؤهِّلها للتعامل يداً واحدة، مع مختلف المستجدات من منطلق المبادرة إلى التصدِّي للمهدّدات، ومن منطلق الاستعداد الدائم للعمل معاً وبصورة تضعهم جميعهم في حال المبادأة بالعمل لمواجهة المواقف..

وتشمل التحديات جملة واسعة من الموضوعات بينها بصفة خاصة تلك الأمنية، فضلاً عن الظروف السياسية المضطربة في المنطقة، فضلاً عن ضرورة التنسيق لتحقيق النقلات المطلوبة في الواقع العربي بصفة عامة، وذلك وفقاً للحقيقة القائلة إنّ الدول الست في مجلس التعاون، يمكن أن تؤدي دوراً محورياً لتجسيد الآمال العربية على أرض الواقع، باعتبار أنّها الأكثر تناغماً وتأثيراً في المحيط العربي، بما يتوفر لديها من مقوّمات التواصل الحميم الطبيعي، وبما لديها من إمكانيات اقتصادية وسياسية، تجعل صوتها مسموعاً على نطاق واسع..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد