Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948
في حضور مكثف وأكثر من خمسين مداخلة
(فلسطين) القضية المتجددة دائماً في حوارات الجنادرية

الثقافية - علي بن سعد القحطاني

نالت (فلسطين) القضية الأولى للعرب والمسلمين الاهتمام الأكبر من ثقافة الجنادرية سواء في دوراتها السابقة وحضرت هذه القضية بشكل رئيسي ومتجدد على طاولة مثقفي الجنادرية فقد عقدت ندوة (فلسطين القضية والأبناء المتحاربون) مساء يوم الاثنين 2-3-1429هـ الموافق 10- 3-2008م في قاعة الملك فيصل الرئيسية بفندق الإنتركونتننتال شارك بها كل من الأستاذ شفيق الحوت والدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك بالقدس والدكتور مصطفى البرغوثي والأستاذ أسامة حمدان وأدار الندوة الدكتور فهد بن عبدالله السماري، وقد تضمنت ورقة الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ستة محاور وأسهمت في إثراء النقاش حول القضية الفلسطينية وجاء على النحو التالي:

المحور الأول: منزلة فلسطين في الإسلام: حينما نذكر المسجد الأقصى المبارك فإننا نعني أيضاً القدس بخاصة، وفلسطين بعامة، وأي مسمى يرد في هذا البحث من المسميات الثلاثة فهو يعني المسميين الآخرين فالتلازم بينها هو تلازم عقيدة وإيمان وعبادة وتاريخ فالله عز وجل يقول في سورة الإسراء {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ولا توجد سورة في القرآن الكريم قد بدأت بلفظ (سبحان)، إلا سورة الإسراء للدلالة على أن الله رب العالمين يريد أن يشعرنا أن هناك أمراً خارقاً للعادة قد حدث ألا وهو معجزة الإسراء والمعراج. والمعلوم أن المعجزات هي جزء من العقيدة الإسلامية. وأن المباركة التي وردت في هذه الآية الكريمة قد شملت أرض فلسطين من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن بما في ذلك مدينة القدس، وأن المباركة للمسجد الأقصى المبارك هي مضاعفة ومحققة من باب أولى وهناك رأي لعلماء التفسير بأن المباركة تشمل بلاد الشام بل تشمل ديار الإسلام كلها، وأن أي قطر يسلم أهله تشمله المباركة. ولتوضيح منزلة فلسطين في الإسلام لابد من تناول الارتباطات الوثيقة والحقوق المتينة والعلاقات الوطيدة التي تربط المسلمين بأرض فلسطين

المحور الثاني: فلسطين والتاريخ الإسلامي: إذا اعتبرنا أن فلسطين عامة والقدس خاصة قد فتحت فتحاً روحياً إيمانياً بمعجزة الإسراء والمعراج فإنها قد فتحت فيما بعد فتحاً سياسياً صلحاً مع أهلها في عام 15هـ- 636م على يد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما دخل بيت المقدس مشياً على الأقدام وتسلم مفاتيح المدينة من صفرونيوس بطريرك الروم وقتئذ وكان أهل بيت المقدس يرحبون به وفضلوا حكم الإسلام على حكم الرومان وبقيت هذه المدينة تستظل بظل الإسلام العادل في عهود الراشدين والأمويين والعباسيين حتى احتلت من قبل الفرنجة الصليبيين سنة 493هـ- 1099م وكذلك سائر أراضي فلسطين. ثم حررها صلاح الدين الأيوبي سنة 583هـ- 1187م بعد انتصاره على الفرنجة الصليبيين في معركة حطين في العام نفسه ثم سقطت مدينة القدس مرة أخرى سنة 627هـ- 1229م زمن الملك الكامل بن الملك العادل الأيوبي ثم تحررت مرة أخرى سنة 642هـ- 1244م زمن الملك الصالح نجم الدين ابن الملك الكامل وبقيت في يد المسلمين حتى عام 1948م حيث سقط الساحل الفلسطيني الذي يقع على البحر الأبيض المتوسط كما سقط النقب من جنوب فلسطين والجزء الغربي من مدينة القدس وأقيم عليها جميعها الكيان الصهيوني وبقي من فلسطين وقتئذ القسم المحاذي لنهر الأردن وعرف فيما بعد بالضفة الغربية، وقد انضم إلى الأردن مع القسم الشرقي من مدينة القدس (والذي يشمل البلدة القديمة منها). كما بقي قطاع غزة الذي أصبح تحت إشراف وحكم جمهورية مصر العربية. وفي عام 1967م سقط ما تبقى من فلسطين ووقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، ونستطيع القول: إن فلسطين كلها من البحر الأبيض المتوسط غرباً حتى نهر الأردن شرقاً أصبحت محتلة. وذلك من خلال ما عرف بحرب حزيران أو نكسة حزيران.

المحور الثالث: بدايات الأطماع الصهيونية في القدس وفلسطين: منذ القرن التاسع عشر للميلاد حاول اللوبي الصهيوني العالمي الضغط على السلطان العثماني التركي عبد الحميد الثاني (كان حكمه للدولة العثمانية من العام 1878م وحتى العام 1909م) وذلك للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين ولإقامة مستعمرة يهودية فيها وقد رفض السلطان عبدالحميد هذا العرض وبقي على موقفه الإيماني الثابت وقال للوفد الصهيوني (لا أفرط في شبر واحد من فلسطين إلا على جسدي) رغم أنهم عرضوا عليه مبالغ طائلة لخزينة الدولة ومبالغ أخرى لحسابه الخاص ولكن لم يخضع لهذه الإغراءات وطرد الوفد الصهيوني من مجلسه في الوقت الذي كانت الدولة العثمانية في ضعف مالي.

وسار على نهجه الحكام الأتراك العثمانيون ممن جاءوا بعده إلا أن الحركة الصهيونية لم تتوقف عن محاولتها التآمرية على فلسطين وعلى شعبها فعقدت مؤتمرها المعروف في مدينة بازل في سويسرا ويقال له مؤتمر بازل حسب اللغات المتعددة وذلك في العام 1310ه- 1897م وتمخض عن هذا المؤتمر قرارات عرفت ب(بروتوكولات حكماء صهيون) التي تنص على ضرورة إقامة دولة يهودية في فلسطين ولابد من العمل على تفوق اليهود على سائر شعوب العالم والسيطرة عليها من خلال نشر الفساد وافتعال الخلافات فيما بينها وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم قبل خمسة عشر قرناً فيقول الله عز وجل في وصف نفسياتهم وكشف مؤامراتهم {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} ويقول سبحانه أيضاً في حقهم {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}. ويقول رب العالمين في آية ثالثة{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}.

المحور الرابع: الاستيطان والسرطان السكاني: لقد بدأت الصهيونية العالمية سلب الأراضي من فلسطين منذ القرن التاسع عشر للميلاد تمهيداً لإقامة دولة إسرائيل حيث لا يمكن إقامة أي دولة دون أرض واليهود لا يملكون الأرض أصلاً فأخذوا في اتباع أسلوب التدرج في سلب واغتصاب الأراضي!! وعليه فقد قام الاستيطان عملياً من قبل الأثرياء اليهود في العالم أمثال: موريس منتفيوري (البريطاني) واندموند روتشلد (الفرنسي) فقد أنشأ منتفيوري في مدينة القدس لحجاج اليهود الفقراء بيتاً بمثابة فندق يقيمون فيه ويقع خارج سور البلدة القديمة من الجهة الغربية من مدينة القدس وذلك في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد أما روتشلد فقد أسس عام 1883م شركة (P.I.C.A) شركة الاستعمار اليهودي في فلسطين.

المحور الخامس: مخططات تهويد القدس: لم تكد الحرب تضع أوزارها عام 1387هـ- 1967م حتى قامت السلطات الإسرائيلية المحتلة بعزل مدينة القدس سياسياً وإدارياً واقتصادياً عن المناطق المجاورة لها من المدن والقرى والضواحي فقد أصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً بضم مدينة القدس للأراضي التي كان مسيطراً عليها في عام 1368هـ- 1948م أي ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية ضماً قسرياً وأطلق عليها (القدس الموحدة) وأنها عاصمة أبدية لهم، هذا وقد قامت السلطات الإسرائيلية بعدة إجراءات عدوانية تعسفية بحق مدينة القدس بهدف طمس هويتها العربية والإسلامية وبهدف تهويدها.

حلول ومقترحات:

وقدم الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك بالقدس وذلك في المحور السادس من ورقة العمل مجموعة من المقترحات والمعالجات لحماية القدس من التهويد بناءً على خبراته وتجاربه ومعايشته اليومية لهذه القضية، وفي ختام ورقته قال: إن حقنا الشرعي في فلسطين يستند إلى قرار رباني إلهي ولن يضيع هذا الحق بمرور الزمان مهما طال ومهما تعاقبت الأجيال.

القضية المركزية

أكد الأستاذ شفيق الحوت في ورقته على القول إن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية وأن المساس بالمصير الفلسطيني، يتجاوز أرض فلسطين وشعبها، إلى المساس بمجمل المصير العربي (وإنه لمن الوهم الذي ما بعده وهم أن يظن الفلسطيني نفسه قادرا وحده على تحرير وطنه، كما أنه من خداع الذات أن يظن العربي أن باستطاعته النجاة بحريته وسيادته طالما فلسطين محتلة وشعبها مشرد) وبعد أن عرض المحاضر لماهية الأزمة وأسبابها وسرد وقائع المسيرة النضالية وصولا إلى الواقع الراهن قدم الأستاذ شفيق الحوت رؤيته للخروج من الأزمة وقال: لذلك أرى أن الخروج من الأمة الراهنة للحركة الوطنية الفلسطينية سيتبع سبيلين لابد من سلوكهما كنتيجة حتمية للظروف التي تفرض نفسها على هذه المرحلة.

الأول وهو ما يمكن تسميته بالسبيل البعيد المدى، المعقد والمركب والممرحل والمعتمد على إستراتيجية متكاملة تستشرف الآفاق المستقبلية لحركة التغيير الدائرة في المنطقة العربية بأسرها لاستباق ما يمكن أن يفرض عليها من خارج إرادتها.

وهذا يعني التحرك من أجل بناء حركة نضالية جديدة لا أعتقد بجدواها إذا كانت قطرية الهوية والتوجه. فأنا لا أرى مستقبلا واعدا لتحقيق أهداف الأمة في فلسطين وخارجها بأداة غير قومية وبفكر غير واع لما طرأ على هذا العالم من متغيرات وما شهده من قفزات ثورية في المجال العلمي ودنيا الاتصالات والآثار الرهيبة لوسائل الإعلام. إننا نطل على عالم القرن الواحد والعشرين، وفي لحظة بات موعد الهبوط البشري على المريخ شبه محدد.

ومن هنا لابد من إستراتيجية تواكب العصر وتحدياته الهائلة، مما يحتاج إلى تفعيل الدور النخبوي لأبناء أمتنا بالتخطيط والتنظير من دون أن يعني ذلك ضرورة تكليفهم تنفيذ ما يقترحونه، ولكن شرط أن يكونوا على مستوى القيادات المعادية كفاءة وتدريبا وخبرة.

لن أستفيض في الطرح، وأكتفي بالدعوة لعقد خلوة لعدد من (حكماء العرب) من مثقفين وناشطين وأصحاب تجارب نضالية تستهدف التمهيد والتحضير لعقد مؤتمر أوسع يكون على غرار ما فعله الصهاينة قبل مائة عام عندما اجتمعوا في بال وأعلنوا عن عزمهم على إقامة الدولة اليهودية.

السبيل الثاني أقل طموحا من الأول بالطبع، ويقتصر في أهدافه على كيفية التعامل المباشر مع ما يمكن تسميته بالسياسي واليومي من حيثيات الصراع الراهن، في إطار عمل جبهوي مشترك يساهم من خلاله ما هو قائم من قوي تنظيمية وفعاليات شعبية وشخصيات وطنية.

(فتح) و(حماس)

عن رؤيته حول الأحداث الأخيرة في الساحة الفلسطينية تحدث الأستاذ شفيق الحوت وقال: أريد أن أهمس في أذني كل من (فتح) و(حماس) بأنه لن يكون هناك من منتصر في أي احتراب بينكما، ولكل منكما من يتربص لوراثته، فهناك (مفاوض) مستعد لتجاوز ما توقف عنده الرئيس عرفات من خطوط حمر، كما هناك من يتهم (حماس) بالتهاون في عقيدتها ويدعو إلى أصولية أكثر تشددا وجذرية وعنفا، ولعل همسة مماثلة يمكن توجيهها لمن ينصفهم الغرب بعرب (الاعتدال) وعرب (التطرف) فأقول للأولين إنه لا ثمار لاعتدالكم ولا ثمن، وتجربة أنابوليس خير شاهد ودليل، وأقول للآخرين إن وحدة الموقف العربي شرط لا بد من توفيره لتحقيق أي انتصار على العدو.

المبادرة السعودية

تحدث الأستاذ أسامة حمدان عن المبادرة السعودية الأخيرة لقضية فلسطين وقال:

في ظل هذه الأجواء المحمومة وفي مطلع عام 2007م دعا خادم الحرمين الشريفين لحوار فلسطيني - فلسطيني في مكة، وقد انعقد اللقاء في فبراير 2007م وأثمر اتفاقا وضع أربعة محاور لتنظيم الأوضاع الفلسطينية وبشكل واضح، مطلقا بذلك بداية جديدة في الواقع الفلسطيني - إن صفت النوايا - وهذه المحاور تركزت فيما يلي:

- تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

- تنظيم عمل الأجهزة الأمنية وفق خطة يتفق عليها وبإشراف وزير الداخلية المستقل.

- الاتفاق على أسس الشراكة السياسية التي يجب أن تشمل كافة القوى الفلسطينية.

واستقبل الشعب الفلسطيني اتفاق مكة بفرح وسعادة بالغين، كما عبرت مواقف عربية عديدة عن دعمها وتأييدها لهذا الاتفاق، وباركته القمة العربية التي عقدت في الرياض في مارس 2007م، وبدا وكأن هناك نافذة من الأمل تفتح لتفضي إلى إعادة تكوين الكيانية السياسية الفلسطينية، شاملة منظمة التحرير، السلطة الفلسطينية، وكل الفصائل الفلسطينية.

الوفاق الوطني

قدم الأستاذ أسامة حمدان رؤيته: للخروج من المأزق يقتضي التحرك بشكل عملي مباشر تتلخص فيما يلي:

1- إعلان كافة القوى والفصائل الفلسطينية وبوضوح التزامها المشاركة في حوار وطني شامل يهدف إلى إعادة بناء الكيانية السياسية الفلسطينية، وتنظيم الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وعلى قاعدة اتفاق مكة وإعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني.

2- ينطلق الحوار برعاية عربية ودون شروط مسبقة، لتحقيق هذا الهدف.

3- يعمل المتحاورون على قاعدة وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة القضية الفلسطينية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني (وحدة كيانية فلسطينية تحقق شراكة سياسية لكل القوى الفلسطينية، وتضمن وحدة الموقف الفلسطيني).

4- التزام الخيار الديمقراطي الفلسطيني وتكريسه في تشكيل المؤسسات الوطنية الفلسطينية، واحترام نتائجه باعتبارها تعبيرا عن الإرادة الشعبية الفلسطينية.

6- في مرحلة التحرر الوطني التي يعيشها الشعب الفلسطيني فإن المطلوب تشكيل قيادة توافق وطني فلسطيني والاتفاق على برنامج إدارة الصراع مع العدو.

إن تحقيق هذا الحوار والوصول إلى نتائج عملية فيه برعاية عربية وتنفيذه بإشراف ودعم عربي من شأنه أن يفتح الآفاق نحو الخروج من مأزق الانقسام الفلسطيني، والانطلاق نحو تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية التي تحظى فعلا بدعم أمتنا العربية والإسلامية، بل وأحرار العالم أجمع.

المداخلات

- ورد للدكتور فهد السماري مدير الندوة خمسون طلبا بالمداخلة والسؤال.

- رأى عبدالرحيم جاموس أن الأولى تسمية الندوة (انقسام القضية) بدلا من (فلسطين: القضية والأبناء المتحاربون) نظرا للأحداث الأخيرة الجارية في الساحة الفلسطينية.

- اقترح حسيب البوسني أن يقوم المسلمون بنصرة المستضعفين في أرض فلسطين وقال: رغم أنني بوسني إلا أنني أعتبر فلسطين قضيتي الأولى.

- أوردت وسيلة حلبي أبياتاً من الشعر تصور الانشقاق الحاصل بين الإخوة الفلسطينيين.

- رأى منتصر زريق أن الصراع العربي الدائر الآن في فلسطين أبشع من الصراع الصهيونية وقال: إن القضية الفلسطينية ضربت في الصميم لأسباب أنانية ومصالح شخصية.












 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد