Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948

الذينَ آذَوُا الرَّسُولَ
محمد عباس عبدالحميد خلف

 

أعْظِم بِخَيْرِ الخَلْقِ جَاءَ رَسُولا

أَشْرِفْ بِهِ هَادِ الوُجُودِ سَبِيلا

بالحَقِّ جَاءَ مُحَطماً أَصْنَامَهُمْ

فَاللهُ وَاحِد، لا إلَهَ بَدِيلا

سَفَهٌ فِعَالُهُمُ، وَكُفْرٌ مَاحِقٌ

وَضَلاَلُهُمْ غَطَّى هُنَاكَ عُقُولا

زُعَمَاءُ كُفْرٍ، أوْ كِبَارُ قَبَائِلٍ

هَبُّوا دِفَاعاً إذ أَتَيْتَ رَسُولا

خَوْفًا عَلَى تِلْكَ الزَّعَامَةِ، إنّهُمْ

طُغْيَانُ عَاثَ مَدَى الزَّمَانِ ثَقِيلا

وَأَتَى الحَبِيبُ مُحَرِّرًا مِنْ ظُلْمِهِمْ

وَمُبَدِّدًا ظُلُمَاتِهِمْ تَبْدِيلا

وتَفَنَّنُوا, وَتَآزَروُا في شِرِّهِمْ

آذَوْهُ أَقْسَى مَا يَطِيقُ كُبُولا

هذا أبو جَهْلٍ يُحَاوِلُ رَمْيَهُ

بِحِجَارَةٍ قَدْ عََادَ بَعْدُ خَذُولا

فَحْلٌٌ مِنَ الإبِلِ الضِّخَامِ أَعَادَهُ

في ذُعْرِهِ فَانَقَضَّ مِنْهُ ذَلِيلا

مَنَعَ الحَبِيبَ مِنَ الصَّلاةِ بِكَعْبَةٍ

ألْقَى بأقْذارٍ، وَبَثَّ وُحُولا

وكَمِثْلِه تَبَّتْ يَدَاهُ وزَوْجُهُ

عَمُّ النَّبِيِّ وجَارُهُ مَخْبُولا

إِيذَاؤُهُ فَاقَ الجَمِيعَ تَعَنُّتًا

سَبَّا وزُورًا، أطْلَقُوهُ القِيلا

سَفُهٌ لَئِيمٌ عُقْبَةُ بنُ معِيطِ إذْ

خَنَقَ النَّبِيَّ بِثَوْبهِ مَجْدُولا

فَأَتَى أبُو بَكْر وَأَلْقَى عُقْبَة

كَمْ كَانَ صِدِّيقًا، وكَانَ خَلِيلا

لِمَ تَقْتُلُونَ مَن الذِي في دَعْوَةٍ

لِلهِ يَحْمِلُ لِلعُقُولِ دَلِيلا

وكَمِثْلِهِمْ العَاصُ كُلُّ عَدَاوَةٍ

لِنَبِّينَا يُبْدِي هُنَاكَ غُلُولاً

وَيَقُولُ عَنْ سَفَهٍ وكُلُّ تَكَبُّرٍ

الدَّهْرُ يُهْلِكُنَا كَفَاهُ مُزِيلا

يَا عَمْرُو يَا ابْنَ العَاصِ نِعْمَ مُنَاصِر

لِحَبِيبِنَا، صِرْتَ الهَوَى تَبْدِيلا

مَا كَانَ ضَرَّ العَاصَ لَوْ بِنِهَايَةٍ

هُوَ مُسْلِمٌ، مَا كَانَ مَاتَ رزِيلا

والأَسْوَدُ الزَّهْرِيُّ رَغْمَ خُؤُولَةٍ

قَدْ هَالَهُ أنْ يُصْبِحَنَّ رسُولا

مُسْتَهِزِئٌٌ بِصَحَابةٍ لِرَسُولِنَا

جَاءَتْ مُلُوكُ الأرضِ ثَمَّ حُلُولا

لمَ لمْ تُكَلِّمْهُ السَّمَاءُ بِيَوْمِنَا

لَيْسَتْ بهِ سُبُلُ السَّمَاءِ وُصُولا

هُوَ كاسْمِهِ سُوُدُ الصَّحِيفَةِ، إنَّهُ

لِلنَّارِ شَرُّ وَقودِهَا مَحْمُولا

والأسْوَدُ الأّسَدِيُّ رَغْمَ عُمُومَةٍ

لِخَديجَةٍ عَاشَ الحَيَاةَ ذَلِيلا

مُتَغَامِزٌ بالمسْلِمِينَ إذا هُمُ

مَرُّوا وكَانُوا يَقْصِدُونَ سَبِيلا

سُودُ الوُجُوهِ فِعَالُهُمْ سَتَقُوُدهُمْ

لِجَهَنَّمٍ -فِيهَا العَذَابُ شَمُولا

يَا ابْنَ المغِيَرة يَا وَلِيدُ ألاَ أرْعَوِي

قَبْلَ النِّهَايَةِ إذْ دَنَوْتَ رَحِيلا

لكنَّهُ بالكُفْرِ إصْرَارٌ عَلَى

كُلِّ العَدَاوَةِ لاَ يُريدُ بَدِيلا

واللهُ أنْزَلَ فِيهِ كُلَّ وَعِيدِهِ

بِئْسَ العُقُلُّ زَنِيم دَامَ غَلُولا

رَغْمَ اسْتِماعٍ في تَدَبُّرهِ مَضَى

لِيقُولَ سَاحِر مُؤْثِر تَضْلِيلا

إنيِّ سَمِعْتُ كَلاَمَهُ وحَقِيقَةً

بِطلاَوةٍ وحَلاَوَةٍ مَقْبُولا

هُوَ وَالِدُ البَطَلِ الهُمَامِ وَفُارسٍ

سَيْفَا عَلَى طُول المدَى مسْلُولا

يَا خَالِد يَا ابْنَ الوَلِيدِ فتحتها

بُلْدَانَ كُفْرٍ، طِبْتَ بَعْدُ مَقُولا

هَاثُلَّةُ الإِجْرَاِم في إِيذَائِهِمْ

مُتَكَبِّرُون، مُعَانِدُونَ دلَيلا

آَذَوْهُ بالكُفْرِ الذِي هُوَ قَائِدٌ

لَهُمُ إلَى سَقَرِ الجَحِيِم أصُوُلا

فَدَعَى عَلَيْهم كُلِّهِم قَتْلَى إذاَ

بَدْرٌ تَنَاهَتْ في القِتَالِ فُلُولا

مَاتُوا عَلَى الكُفْرِ الذِي هُوَ دِينُهُمْ

لمْ تَنْفَع الأصْنَامُ ثَمَّ فَتِيلا

لَمْ تُغْنِهِمْ أَحْسَابُهُمْ وَزَعَامَةٌُ

فَمَضوْا إلَى قَعْرِ العَذاب نُزُولا

وتَحَقَّقَ النَّصْرُ الكبيرُ مُؤزرا

خَيْرُ البَرِيةِ ظَافِراً وشَمُولا

مَنْ ذَا تَطَاوَلَ مُؤْذِيًا فَجَزَاؤُهُ

اللهُ مُنْتَقِمٌ يُعِزُّ رَسُولا

هُمْ غَرَّهُمْ طُغْيَانُهُمْ لِكِنَّهُمْ

يَوْمًا وَرَاءَهُمُ نَسْوهُ ثَقِيلا

واللهُ قَادِرٌ أنْ يُبَدِّلَ غَيْرَهُمْ

قَوْمًا كِرَامًاً مُؤْمِنِينَ بَدِيلا

للكُفْرِ أَهْلٌ لِلْعِدَاءِ شَرَاذِمٌ

عَادُوا لِعَصْرِ الكَافِرِينَ قُفُولا

فِئَةٌ لإيذَاءِ الحَبِيبِ تَجَاوَزَتْ

حَدَّ التَأَدُّبِ، شَوَّهُوا الإنْجِيلا

لَوْ أنَّهُمْ فَهِمُوا كِتَابهُمُ كَمَا

قَدْ جَاءَ عِيسىَ مَا مَضوْا تَضلِيلا

إنْ كَانَ إِيذَاءُ النَّبِيَّ تَحَرُّرًا

بِئْسَ التُّحَرُّرُ، قَدْ غَدَا مَسْؤُولا

لَيْسَ التَّحَرُّرُ أنْ تَكُونَ سَفَاهَةٌ

لَيْسِ التَّحَرُّرُ أنْ تَعِيشَ جَهُولاً

لاَ تَدْرِي قَدْرَ حَبِيبِنَا ومَكَانَهُ

هُوَ مرسل الثقلين فَاقَ مَثِيلا

تَبَّتْ يَدَاهُمْ ذَاكَ فِعْلٌ شَائِنٌ

هُمْ لاَ يَرَوْنَ إلىَ الصَّوَابِ سَبِيلا

سَنَرَدُّ مَا قَالُوِّا بِحَق دَاحِضٍ

كَبْتًا لَهُمْ، وَإلىَ الصَّوَابِ وُصُولا

فَلْيَعْلُمُوا أنَّ الحَبِيبَ مَكَانُهُ

فَوْقَ الوُجُودِ تَعَالِيًا تَأْصِيلا

وَلَسْوفَ يَبْقَى المسْلِمُونَ بِحُبِّهِمْ

دِرْعاً يُزِيلُ لَذَا العِدَاءِ رَعِيلا

والكَوْنُ يُعْلِنُ أنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ

يَسْمُو عَلَى كُل الوُجُودِ جَلِيلا


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد