تعد عملية زراعة الشعر الطبيعية نقلة نوعية في علاج الصلع، وأول ما بدأت كان في اليابان وسرعان ما انتشرت في أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلى نسب النجاح والأمان العالية، التي تفوق 95%.
فكرة مختصرة
عملية زراعة الشعر تتمحور حول أخذ الشعر من المنطقة الخلفية من الرأس، التي عادة ما تكون كثيفة بالشعر، ويتم نقلها إلى منطقة الصلع بعد تجهيزها بشكل دقيق جداً للمحافظة على البصيلات لكي يتم ضمان نمو الشعر بعد الزراعة بأكبر درجة ممكنة.
الطريقة التقليدية والطريقة الحديثة للزراعة
كانت الطريقة التقليدية للزراعة عبارة عن أخذ (فسائل) تحتوي كل واحدة منها ما بين 10 - 20 شعرة ومن ثم وضعها في منطقة الصلع إلا أن هذه الطريقة لم تعد متداولة الآن ذلك أن الشعر المزروع عندما ينمو يظهر بشكل غير مألوف، ولا يزال البعض يستخدم هذه الطريقة لعدم ممارستهم وتدريبهم على الطريقة الحديثة، التي تتمثل بأخذ فسائل كل واحدة منها تحتوي ما بين شعرة واحدة إلى ثلاث شعرات فقط، وعلى الرغم أن هذه الطريقة تحتاج إلى خبرة وتدريب خاص لعملها إلا أن لها العديد من المزايا.
مزايا الطريقة الحديثة
1) ينمو الشعر المزروع بشكل طبيعي، تماماً خلال عدة أشهر ويظهر الخط الأمامي للشعر مشابه تماماً للإنسان الطبيعي وحتى الأطباء قد لا يتعرفون في كونه مزروعاً أم لا (الصورة 1)
2) بفضل التقدم في عملية استخراج الشعر من المنطقة الخلفية، تتم المحافظة على أكبر عدد ممكن من البصيلات مما يوفر كثافة أعلى للمنطقة المزروعة (الصورة 2)
3) تستخدم خيوط مخفية للمنطقة الخلفية مما يجعلها تعود إلى وضعها الطبيعي بشكل سريع.
4) تتم الزراعة كاملة في عدة ساعات ويعود الشخص إلى عمله في خلال ثلاثة إلى أربعة أيام.
5) لا يحتاج الشخص إلى تناول أي أدوية إضافية أو استخدام شامبوهات خاصة أو مكلفة
6) تعمل للنساء والرجال على حد سواء.
7) إمكانية زراعة الحاجبين والشارب ومنطقة الذقن بعد ذهاب الشعر لإصابة أو حرق.
لم تعد مكلفة
في بدايات ظهور عمليات الزراعة كانت تكلف الكثير من المال ذلك لقلة المتدربين عليها واستغلال بعض الأطباء، أما ومع توفر المعدات الدقيقة والحديثة فصارت غير مكلفة وفي متناول الشخص العادي ولعل هذا السبب من أهم الأسباب وراء الانتشار الواسع لها بالإضافة إلى نسبة النجاح العالية التي تتعدى 95%.
مراكز الشعر المستعار وزراعة الشعر
لقد كان أكثر المتضررين من الانتشار الواسع لزراعة الشعر هم مراكز الشعر المستعار ولذا يسعى البعض منهم في بث الشائعات والمفاهيم الخاطئة عن فشل زراعة الشعر، بل وربما يعمد البعض إلى إثارة الرعب في نفوس الأشخاص المصابين من الرجال والنساء، مع العلم بأن معظم العاملين في هذه المراكز ليسوا بأطباء بل ولا علاقة لهم بالطب بتاتاً، والكثير منهم مسوقون لمنتجاتهم التي لا تقل تكلفتها عن زراعة الشعر، وقد يستخدم بعضهم كلمات براقة مثل زراعة الشعر بدون جراحة.
الزراعة والعلاج النفسي للصلع
الكثير من المصابين بالصلع من الرجال والنساء يفقد جزءاً من الثقة بالنفس بل إن البعض منهم يتجه إلى العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين والبعد عن المناسبات الاجتماعية، وربما كان الحل في السابق استخدام أحد أنواع الشعر المستعار إلا أن المشكلة أن الشعر المستعار لا يبعث الثقة من الداخل، بل ربما على العكس تماماً بحيث يخلق نوعاً من القلق والتوتر الزائد نتيجة لخوف الشخص من أن يكتشف أمره، ولقد أثبتت الدراسات بأن زراعة الشعر الطبيعي تعد أفضل علاج نفسي لاستعادة الثقة وقطع العزلة للكثير من المصابين بالصلع وفقدان الشعر.
طرق تصحيح الزراعات الخاطئة
لعل من أحد مزايا الطريقة الحديثة لزراعة الشعر هي إمكانية تصحيح أخطاء الزراعات السابقة التي تتمثل في الأخطاء التالية:
1) وضع الشعر على خط هندسي مستقيم يعد خطاً ويظهر بشكل غير طبيعي ولتصحيح هذا الخطأ يتم إعادة تشكيل الشعر بشكل شبه عشوائي حيث يعكس الشكل الحقيقي للشعر الطبيعي (صورة 3 - 4)
2) وجود منطقة كبيرة خالية من الشعر في منطقة التبرع، ويمكن تصحيحها بطريقتين علمية، الأولى بجعل الشعر ينمو من داخل الندبة والثانية بإزالة المنطقة واستخدام خيوط مخفية
3) زراعة الشعر في منطقة الجبهة خاصة عند النساء، ومن طرق تصحيحه إزالة الشعر المزروع بالليزر، وإعادة الزراعة في المنطقة الأفقية من الرأس وليس في الجبهة.
4) ظهور الشعر المزروع بشكل خفيف جداً، ويمكن تصحيح هذا الأمر بإعادة زراعة الشعر وذلك بتكثيف البصيلات في مساحة صغيرة وربما استخدام فسائل ذات الثلاث شعرات لتعطي كثافة أكثر.
تطورات مستقبلية
في زراعة الشعر
وسيتم الحديث عن هذه الطرق التصحيحية بالتفصيل في موضوع مستقل لاحقاً وذلك لأهميتها، ولذا يعكف الباحثون لإيجاد حلول لتكثيف عدد البصيلات، ومن ذلك أخذ بصيلات من الشخص نفسه ومكاثرتها في وحدات مخبرية دقيقة لتكاثر الخلايا، ومن ثم إعادتها إلى منطقة الصلع ولقد بدأت فعلياً هذه المحاولات لتطبيقها على الإنسان وما زالت تواجه بعض الصعوبات مثل لون الشعرات واتجاهها وعمرها الحقيقي، ودرجة نموها، إلا أنه من المتوقع أن تظهر بعض النتائج في غضون الخمس سنوات القادمة .
ومن الطرق الأخرى أخذ بصيلات من مناطق الجسم الأخرى، وفيها بعض الصعوبات من حيث اختلاف طبيعة الشعر عن شعر الرأس.
ولا يزال البحث جارياً على قدم وساق لإيجاد طرق جديدة لزيادة كثافة البصيلات المزروعة لتغطية أكبر مساحة ممكنة من الصلع .
استشاري أمراض وزراعة الشعر وجراحة الليزر
أستاذ مساعد - رئيس وحدة الليزر بكلية الطب- عيادات ميدكا