Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/03/2008 G Issue 12948
الثلاثاء 03 ربيع الأول 1429   العدد  12948
هرمون النمو ومرض السكري
هرمون النمو مسبب مؤقت ونادر لارتفاع السكر ...ولكن في الغالب إيجابياته تفوق سلبياته

يعتقد الكثيرون خطأ أن هرمون النمو مسبب لمرض السكري، وحقيقة الأمر أن هرمون النمو يرفع من مستوى السكر في الدم عند بعض المرضى وليس جميعهم وتكون هذه الزيادة في غالبية الأحيان مؤقتة وتزول بوقف هرمون النمو.

وتحتفل الأوساط الطبية هذه الأيام بمرور أربعين عاماً على اكتشاف واستخدام هرمون النمو. فقد تم استخدامه في الأطفال الذين عانوا من نقصه الوراثي أو المكتسب فقبل أربعين عاماً استخرج هذا الهرمون واستخلص من الغدة النخامية التي تقع في أسفل المخ وابتهج حينها الأطباء والمرضى معاً بنجاح استخدامه إلا أن هرمون النمو المستخلص من الإنسان أو الحيوان سرعان ما أدى إلى ظهور مرض عصبي عضال في مستخدميه ما أدى إلى امتناع الأطباء عن استخدامه.

وفي عام 1985م تمكن الباحثون من انتاج هرمون نمو مصنع مخبرياً وكيميائياً والذي نجح تأثيره وانتشر تعاطيه. وعلى الرغم من عوائق استخدامه (فهو يعطى عن طريق الحقن تحت الجلد) وبالرغم من تكلفته الباهظة التي قد تتعدى الثمانين ألف ريال سنوياً إلا ان استخدامه بين المرضى ووصفه من قبل الأطباء قد انتشر، والتساؤل الذي يطرح الآن هل كل مستخدم لهذا الهرمون منتفع به، وهل كل طبيب واصف لهذا الدواء عالم بتفاصيل نفعه وتأثيره؟..

إن هذا التساؤل حدا بالجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء والهرمونات لوضع نظم كيفية صرف هذا العلاج ومن المرضى قد ينتفع منه ومن المرضى محتاج إليه وذلك للحد من سوء استخدامه وتجنب مضاعفات تعاطيه والاقلال من التكلفة العلاجية غير المبررة.

أما عن استخدام هرمون النمو في الأطفال فلقد أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام هرمون من النمو في الأطفال في الحالات التالية فقط:

1- الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو الوراثي والمكتسب. وتشمل هذه الأسباب ضمور الغدة النخامية أو العيوب الجينية لهرمون النمو وبعض المتلازمات. وأيضاً بعض أورام المخ والعلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو الجراحي.

2- الفشل الكلوي: لقد أثبتت الدراسات معاناة الأطفال المصابين بالفشل الكلوي من قصر القامة وتحسنهم الطولي باستخدام هرمون النمو ما أدى إلى إفراز استخدام هرمون النمو في مرضى الفشل الكلوي من الأطفال من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

3- مرض تيرنر: وهو مرض يصيب الفتيات ويؤدي إلى نقص احدى كروموسومات X ويصاحبه نقص في الطول وعيوب خلقية عديدة كأمراض القلب والغدة الدرقية وضمور المبايض وتأخر البلوغ.

4- نقص وزن الوليد: إن المواليد التي تنقص أوزانهم عن 2.2كجم عند الولادة نتيجة لخلل أثناء الحمل ناشئ من الأم أو المشيمة أو أن الجنين نفسه قد يكون مؤهلاً لاستخدام هرمون النمو. لقد دلت الدراسات أن أكثر من ثلث هؤلاء المواليد يكونون قليلي الوزن والطول أيضاً وأن غالبيتهم لا يتحسن طولهم بمرور العمر. لذا كان استخدام هرمون النمو مبرراً لهم. كما دلت الدراسات أنهم يستجيبون طولياً لهذا العلاج.

5- متلازمة برادر: وتكون هذه المتلازمة بسبب خلل جيني على الكروموسوم (15) وتتصف هذه الحالة بالبدانة وقصر القامة والتأخر الذهني وتأخر البلوغ. أيضاً دلت بعض الدراسات استجابة هؤلاء المرضى لعلاج هرمون النمو بالرغم من أنهم لا يعانون من نقص الهرمون.

إن تحديد الحالات التي يستخدم فيها هرمون النمو من قبل الجمعيات الطبية المختصة يستبعد بطبيعة الحال الحالات الأخرى التي أثبتت التجارب الطبية عدم جدوى استخدام هذا الهرمون فيها. فالأطفال قصيرو القامة الذين أكمل بلوغهم أو الذين يعانون من نقص بسيط في الطول أو الذي يكون معدل النمو لديهم طبيعياً بالرغم من قصرهم لا يستفيدون من هرمون النمو.

أما عن استخدام هرمون النمو في البالغين والكبار فإن استخدام هرمون النمو وموافقة الجمعيات الطبية المختصة وإقرار الدراسات العلمية على ذلك لا يقتصر على الأطفال فقط بل يتعداه في حالات خاصة في الكبار والبالغين. ومن فوائد هرمون النمو الأخرى غير النمو الطولي أنه يزيد من قوة وتماسك العظام ويقلل نسبة الدهون في الجسم وخاصة في منطقة الوسط والبطن ويزيد من قوة عضلة القلب، والغدة الحركية والجنسية.

ولقد أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1996م استخدام هرمون النمو في الكبار والبالغين في حالة فقدانهم لهرمون النمو وذلك في الحالات التالية:

1- فقدان هرمون النمو بسبب أورام المخ.

2- نقص هرمون النمو بسبب العلاج الجراحي، الكيماوي أو الاشعاعي.

3- نقص هرمون النمو الوراثي.

4- فقدان هرمون النمو بسبب أمراض الجهاز المناعي وتكون الأجسام المضادة.

5- في بعض حالات الايدز المصاحبة لنقص الوزن الشديد.

ولعل الحرص على عدم استخدام هرمون النمو المفرط وغير المدروس هو لان لهذا العلاج أعراضاً جانبية قد تكون خطيرة، وهي زيادة ضغط الدم في المخ، والانزلاق الغضروفي، وآلام العضلات والمفاصل والتنميل والضغط على بعض أعصاب اليدين.

ويتخوف البعض من تأثير هرمون النمو على زيادة نسبة حدوث بعض الأورام لدى المرضى الذين لديهم قابلية، وإن كانت الدراسات لم تثبت ذلك بعد.

ويبقى هرمون النمو الأمل الذي يود جميع قصار القامة استخدامه وإن كان استخدامه لا يفيد إلا القليل.

لا يزال هرمون النمو ومشتقاته محط أنظار الكثيرين من الرياضيين لما له من وظائف عدة ومزايا جمة. وقد ذكرنا آنفاً أن لهرمون النمو القدرة على بناء العضلات وتقوية كثافة العظام وزيادة نسبة الكالسيوم فيها وزيادة الطاقة الإنتاجية وتقوية الجهاز المناعي والجهاز الحركي، ولكن أيضاً ذكرنا أن هذه المميزات غير مثبتة في دراسات علمية بشرية طويلة الأمد وإنما غالبيتها مبنية على دراسات بشرية قصيرة الأمد أو دراسات حيوانية وتجارب مخبرية. لذا نصحنا بعدم استخدامها مطلقاً أو مراجعة العيادات المختصة حين استخدامها للتعرف على الجرعات الآمنة ومضاعفات الهرمونات حين استخدام جرعات كبيرة أو استخدامها لمدة طويلة وسنتحدث هنا عن مشتقات هرمون النمو والتي استقطبت العديد من الرياضيين:

- آي جي إفIGFوهو العنصر الفعال والنشط الذي ينتج من الكبد تحت تأثير هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية وله نفس وظائف هرمون النمو في قدرته على بناء العضلة إلا أنه أكثر فعالية وأقوى إنتاجية غير أن مضاره هو نقص مستوى السكر في الدم لذا لا ينصح باستخدامه قبل التمرين الرياضي مع متابعة تحليل السكر باستمرار أثناء النوم في حالة استخدامه ويجب التنبيه أن هذا الهرمون لم يصرح باستخدامه طبياً إلا في حالات قصر القامة التي تسمى مرض لارون، أما استخدامه رياضياً فلم توافق عليه إدارات الأدوية كإدارة الدواء والغذاء الأمريكية على سبيل المثال. وهناك ما يعرف بهرمون IGF-1

R3 وهو طويل المفعول وله نفس نتائج هرمون IGF-1 إلا أنه أكثر فعالية، والدراسات الإنسانية

والبشرية على هذا الهرمون قليلة جداً ولا تعرف نتائجه المستقبلية ويجب ألا يقرن بهرمون الأنسولين لأن ذلك سيؤدي إلى نقص شديد في السكر. وقد أجرينا العديد من التجارب المعملية على هذا الهرمون في الجرذان وأثبتنا قدرته على زيادة عدد وحجم الخلايا العضلية في الحيوان وذلك في جامعة كاليفورنيا بأمريكا، ولا يعتبر ذلك مبرراً لاستخدامه في الإنسان لهذا الغرض فالأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات. وقد تمكن العلم حديثاً من استخلاص نوع من أنواع هرمون

IGF والتي تنتج في العضلة نفسها ويسمى MGF وله قدرة فائقة على تنمية العضلة ولكن

في الحيوان ولم تتم تجربته في الإنسان ولا تعرف أيضاً نتائجه المستقبلية حتى الآن وتعطى هذه الهرمونات عن طريق الحقن بالعضلة وقد أمكن توفرها عن طريق الاستنشاق، ولكن لا يعرف مدى امتصاصها وفعاليتها إذا أعطيت عن طريق الاستنشاق بالفم أو الأنف.

الهرمون المحفز لهرمون النمو (GHRH): وهو الهرمون الذي يفرز من منطقة تحت المهاد في المخ ويؤثر على الغدة النخامية ويزيد من إفراز هرمون النمو وهو من الهرمونات التي يمكن تحضيرها في المختبرات لأغراض مخبرية بحثية إلا أن بعض المختبرات تقوم ببيعها للرياضيين لغرض تقوية العضلات وتنميتها ولها نفس خواص هرمون النمو وتلعب دوراً في إنقاص الوزن والكولسترول والدهون وتعطى عن طريق الفم ونتائجه المستقبلية على الإنسان غير معروفة.

الأحماض الامينية المنشطة لهرمون النمو: وتضم كلاً من الارجنين والدوبا والكلوندين وغيرها وهي أحماض أمينية وعوامل منشطة لهرمون النمو ومحفزة لإفرازه ولعل هذه الأحماض الامينية هي من أكثر الأدوية أماناً، حيث إن أعراضها الجانبية قليلة إذا أخذت بجرعات قليلة ولمدة قصيرة وتتضمن أعراضها الجانبية الاستفراغ وانخفاض ضغط الدم والشعور بالنعاس، ووظائفها هي نفس وظائف هرمون النمو كزيادة كثافة العظام وقوة العضلة وزيادة الطاقة والقدرة الجنسية، وهي ذات تأثير إيجابي على الجلد والوزن والدهون والكولسترول والجهاز المناعي بالجسم، وهناك عوامل أخرى محفزة لهرمون النمو وتضم الجابا وقلتامين ومقدرة تحفيزها لهرمون النمو أكبر من غيرها وتوجد هذه المركبات في المحلات المختصة بالفيتامينات ومواد التغذية البناءة للجسم وهي أقل خطراً إذا ما قورنت بالهرمونات البناءة الأخرى. وكما ذكرنا سابقاً فإن هذه الأدوية التي تعطى عن طريق الفم أو الاستنشاق أو الحقن هي في طور الدراسة ولم يثبت نتائجها على المدى البعيد لذا ننصح بعدم استخدامها أو متابعة ومراجعة الطبيب المختص عند الرغبة في تعاطيها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد