Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/03/2008 G Issue 12949
الاربعاء 04 ربيع الأول 1429   العدد  12949
يارا
عبد الله بن بخيت

أثناء قراءتك لهذه المقالة تكون قناة البي بي سي قد انطلقت ستكون القناة الثالثة المكرسة للأخبار بعد الجزيرة والعربية، الثالثة من حيث الترتيب الزمني فالإنجليز لم يطلقوا هذه القناة لتكون الثالثة من حيث الترتيب المهني. خبرة البي بي سي الطويلة لن تسمح بذلك. سنواجه قوة إعلامية كبيرة تستحق التأمل. المملكة في قلب الأحداث وفاعل فيها. ستكون محركاً أساسياً في برامج هذه القناة الوليدة العريقة.

كانت الجزيرة هي البي بي سي. كانت ضمن مجموعة الأوربت السعودية، توقفت ثم انتقلت إلى قطر تحت اسم الجزيرة بسبب خلاف بين المجموعة وبين قيادات البي بي سي حول الموقف من بعض القضايا المتعلقة بالمملكة. على الأقل هذا ما سمعناه. ثم تبديل الاسم إلى الجزيرة مع بقاء الطواقم ثم انتقلت إلى قطر وانتهت إلى ما انتهت إليه. كانت استثمار سعودي يشوبه بعض الخروقات فأصبحت أكبر مشكلة تواجه السعودية في فترة من الفترات. على قاعدة (اللي يبيه كله يخليه كله). الآن تنبعث البي بي سي بعد هدوء الجزيرة. هناك طريقان للتعامل مع هذه القناة: أما أن نعرض عنها ونتركها للآخرين أو أن نشارك فيها بحيوية وإيجابية ونستفيد من حضورها الحتمي. ترى ما الذي نعنيه بالمشاركة الحيوية؟ هذا هو السؤال الأساسي. هناك فلسفة تسيطر على طريقة تعاطينا مع الإعلام. أي مواطن عادي فوق الثلاثين من العمر يستطيع أن يعرف هذه الفلسفة ويسرد قواعدها. ما زالت بقاياها وشعاراتها مرفوعة على سيارات الإعلام المحلي السائد. ما زال رجالها أحياء يظهرون في المناسبات الكبيرة ويرددون نفس الكلمات التي سمعناها منذ أن دخل التلفزيون بيوتنا (يأبى الشعر إلا أن يشارك..).

البي بي سي هيئة حكومية لا تنشد الربح وتملك تراثاً عريقاً ولها مصداقية كبيرة بين الناس. يضاف إلى هذه العوامل الأساسية عاملان خفيان مهمان الأول قدرة العرب الآخرين على اختراقها بحكم أنهم العاملون فيها بشكل مباشر، والثاني غياب الإعلاميين السعوديين المتوقع عنها. إذاً سنواجه مشكلتين: مشكلة المهنية ومشكلة التحيز. فلسفتنا الملمح لها أعلاه سوف تضعنا في مأزق مع مهنية البي بي سي. ولا أشك في نفس الوقت أن بعض العاملين في البي بي سي سوف يظهرون تحيزاً ضد المملكة. لدينا مشكلتان الأولى تاريخية داخلية تتعلق بنظرتنا للإعلام ككل والأخرى خارجية تتعلق بالعاملين في البي بي سي. هذا ما حدث لنا مع الجزيرة. حسب وجه نظري أرى أن حل كلا المشكلتين واحد. إطلاق الشباب السعودي (نساء ورجال) للعمل في الإعلام الخارجي بدون تحفظ وبدعم خفي إذا لزم الأمر على قاعدة بيدي لا بيد عمر. إذا قرأنا تجربة الإعلاميين السعوديين في القنوات غير السعودية سنقر أنها تجربة ناجحة من الناحية المهنية بل أكثر مهنية من الإعلاميين العرب الذين تستقطبهم القنوات الممولة من السعودية وتدفع لهم ألوف مؤلفة. المشكلة أن النظرة للإعلامي السعودي توقفت عند حدود رجل ينتصب على منصة ببشته الفاخر ويبدأ قائلا: (يأبي الشعر إلا أن يشارك) ومن تجاوز ذلك فهو ضدنا.

فاكس : 4702164


Yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد