Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/03/2008 G Issue 12949
الاربعاء 04 ربيع الأول 1429   العدد  12949
لما هو آت
أبجدية.. وكل نبض..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

حين تكون بين كماشَتَي الوقت والواجب تتراكض...

تماماً كما أركض اللحظة في أديم الصفحة... حولي جيوش من الحروف تتسابق أيها تتصدر المقدمة...

الحروف ليست تستوي فرقة ذات عتاد إلا حين تنتظم في ثغور الكلمات...

وتأتيني فكرة أن هذه اللغة بلا شك منحة إلهية لولاها ما تآلفت الذرة بالكيان ولا النية بالفعل...

تساءلت وثلة من الصديقات يتجهن لمعرض الكتاب: أمزيداً من المنافذ..؟..

بينما أتخطف الضوء وأنا أخالفهن الوجهة...

ولأن الحروف لا تقف بمفردها في ملكوت الأداء فإن حملتها لا شك في ساحة جهاد...

والجهاد لم يكن يوماً عملاً خيالياً ولا حلماً طائفاً ولا صدى لخاطر يمرق في دعة...

في داخل كل عقل مصانع متى ما تضافرت الحروف فإن عدة من مؤونة الرسالة سيتأهب لها الطريق...

حتى الدروب منابر... والعزائم شمعدانات في حلكة التعثر حين تتحول اللغة حدَّ عقاب... لا شهادة ثواب...

وأركض أركض ثمة جيوش تتنازعني لأي الساحات سيتجه الجواد...

وابتسامة عريضة تلوح بها وجوه الكلمات...

والورقة في فضاءاتها تتصيد أجنحة ما لبثت أن تحولت لطيور نبأ...

المحاربون بأقلامهم لا يرتوون أبداً ولا يشبعون...

والجمل ثكنات لا يمكن أن يستريح ببلوغها مَنْ يركضون بالحروف في مضمار المقاصد... حين تتهيأ النوايا لأن يكون القلم سيافاً... والخسائر رقاباً تنتظم لقطعه...

يلوح لي من جمال اللغة أبجدية تلتئم في عقدها كل النوايا وجميع الأغراض...

ووحدها تقوى على بلوغ المعارك حتى في العتب والود أو اللوم أو الاعتذار... أو الحسرة والتأسي...

فكيف بها في معترك البناء واستعادة الحلم...؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد