Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/03/2008 G Issue 12949
الاربعاء 04 ربيع الأول 1429   العدد  12949
في الهلال بناء وبطولات
محمد الدويش

غياب أي فريق عن منصات التتويج لموسم واحد يعتبر أمراً اعتيادياً للكثير من الفرق، ولكن الأمر عند الهلاليين يختلف كثيراً لأنهم اعتادوا على الحضور الدائم لفريقهم الكروي وإن غاب موسماً عاد في الموسم الذي يليه بشكل أقوى وأفضل، وهو ما حدث هذا الموسم عندما عاد وبقوة محققاً أولى بطولاته كأس سمو ولي العهد ولا يزال ممسكاً وبقوة بحظوظ المنافسة على بقية البطولات المحلية بل إنه الفريق الوحيد الذي ينافس على ألقاب كافة المسابقات المحلية كباراً وشباباً وصغاراً.

** الحضور الهلالي الدائم في البطولات هو نتاج طبيعي للعمل الجماعي المشترك وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية وهي سمة تميز بها الهلاليون عن غيرهم. وفي الهلال أيضاً يبدأ البناء من القاعدة عن طريق دعم الفرق السنية والاهتمام بها ومن خلالها نمت ثقافة الفوز وتحقيق البطولات لدى اللاعب الهلالي حيث من النادر أن تجد لاعباً هلالياً لم يتذوق طعم البطولات منذ سن مبكرة.

** وما يميز الهلال عن الآخرين أن مرحلة البناء تسير جنباً إلى جنب مع تحقيق البطولات، فخلال الموسم يشهد الفريق دخول عدد من الوجوه الشابة دون أن يتأثر مشواره في تحقيق البطولات.

وثقافة الفوز كما هي موجودة لدى اللاعب الهلالي هي كذلك لدى الإداري والمشجع، فالجماهير الهلالية لا ترضى بغير الفوز دون النظر لأي اعتبارات أخرى، كما أنها لا ترضى بفوز لا يقترن بأداء ممتع لدرجة أصبح معها حضورها أو غيابها عن لقاءات الفريق تحكمه ثقافة الفوز والبحث عن الأداء الممتع، ولعل في لقاءات الفريق في الدور قبل النهائي والنهائي لكأس ولي العهد ما يؤكد ذلك.

** في مسابقة كأس سمو ولي العهد لم يكن الطريق الأزرق مفروشاً بالورود، بل كان شائكاً وصعباً، فالبداية كانت أمام منافس صعب حتى وأن جاءت الفروق الفنية لصالح الزعيم، لأن النصر لا يزال يحتفظ بشيء من حضوره في مثل هذه اللقاءات، ثم جاءت مقابلة الحزم الذي كثيراً ما وقف نداً قوياً للأزرق في هذه المسابقة في سنواتها الخمس الأخيرة. وإذا كان الفريق الأزرق اجتاز هاتين المرحلتين بقليل من الجهد فإن الأمر أختلف كثيراً في لقائي الدور قبل النهائي أمام الشباب الفريق القوي والمنافس العنيد، حيث عانى الفريق في اللقاء الأول الذي انتهى بتعادل سلبي (صعب) قبل أن يحسم الأمر بفوز مستحق في الإياب رغم ظروف النقص الكبير والمؤثر في صفوفه.

وفي المباراة النهائية أمام الاتفاق تجلى نجوم الأزرق وقدموا واحدة من أفضل مبارياتهم في الموسمين الأخيرين، لعب الفريق بانضباطية دفاعاً وهجوماً فسيطر على المباراة وتحكم في مجرياتها ليحقق اللقب بجدارة.

باختصار

** الدعيع والشلهوب لم يختارا الزمان ولا المكان المناسبين لإعلان رغبة الأول بالاعتزال والثاني بالتوقف، فالدعيع الذي وقع عقداً لمدة ثلاث سنوات كان إعلانه الرغبة بالاعتزال مفاجئاً بالفعل خاصة وأنه أكد أكثر من مرة رغبته بالاستمرار، وكان عليه استئذان الإدارة في اتخاذ مثل هذا القرار بدلاً من مفاجأتهم قبل مراسم التتويج. أما الشلهوب فقد تكون له ظروفه، ولكن ذلك لا يعني أن يعلن رغبته بشكل علني ومفاجئ أيضاً دون الرجوع للإدارة وشرح ظروفه ومن ثم إعلان ذلك رسمياً احتراماً للجماهير وحفظاً لحقوق النادي.

** لأننا لا زلنا نتعامل مع الاحتراف بالعاطفة، فإن (حبة خشم) تكفي لتجاوز كافة شروط العقد المبرم بين اللاعب والنادي وضياع حق النادي، وإلا ماذا يعني أن يوقع لاعب عقداً احترافياً مع النادي لسنوات محددة وبمقدم عقد اتفق عليه الطرفان لقاء هذه السنوات ووثقته لجنة الاحتراف، ثم يأتي اللاعب ويعلن اعتزاله قبل أن ينهي ثلث فترة التعاقد، أو يأتي آخر ويعلن رغبته بالتوقف إلى نهاية الموسم حتى دون أن يخبرا الإدارة برغبتهما!. السؤال من يحفظ حقوق النادي التي قد تضيع مع (حبة خشم) أو أمام إصرار اللاعب على التوقف وهو الذي أخذ مقدم عقد لفترة لم يكملها برغبته ودون موافقة النادي؟.

** رغم غياب ثلاثة من عناصر الدفاع الهلالي الأساسيين (المفرج والزوري ونامي) في لقاءات الحسم الأخيرة إلا أن المدرب الهلالي كوزمين نجح في ترتيب هذا الخط الذي ظهر كأفضل خطوط الفريق وكان أحد أهم عوامل تحقيق الهلال لبطولة كأس ولي العهد.

** يتفق الهلاليون وغيرهم من الرياضيين أن البرازيلي تفاريس أحد أفضل اللاعبين الأجانب في ملاعبنا، ويعتبر المدافع الأول في الدوري السعودي ويمثل مركز الثقل والأمان في الدفاع الأزرق، يلعب بفكر كروي رفيع وروح عاليه تؤثر إيجاباً في أداء المجوعة، وعن طريقه يبدأ بناء الهجمة الهلالية. نجم بهذه الإمكانات لا يختلف اثنان على ضرورة استمراره في الفريق، فهل سعى الهلاليون لشراء بطاقته الدولية أو التعاقد معه لموسمين على الأقل؟.

** المرشدي شكل مع تفاريس ثنائي دفاع قوي ومتفاهم أنهى مشاكل كثيرة كان يعاني منها هذا الخط. مستوى اللاعب المتصاعد نتمنى أن لا يصطدم بدكة الاحتياط دون مبرر فني.

** انضمام المرشدي للمنتخب قوبل بالقبول والتأييد، لكن انضمام الفريدي والوباري كان فيه نوع من الاستعجال الذي قد يضر باللاعبين.



Mohd2100@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد