Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/03/2008 G Issue 12950
الخميس 05 ربيع الأول 1429   العدد  12950
التضامن الإسلامي

العالم الإسلامي لديه قوة كامنة هائلة، وكان يمكن أن تستثمر هذه القوة للحفاظ على الحضارة الإسلامية التي تصدرت كل الحضارات في الماضي، ولكن مع الأسف الشديد خسر العالم الإسلامي كثيراً من رصيده الحضاري لأسباب كثيرة أهمها الفرقة والتشاحن بين مختلف دوله، ومعاناته من ظواهر سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة كارتفاع نسبة الأمية، والفقر، والمرض والتطرف والإرهاب وغياب الاستقرار السياسي عن بعض دوله. ولا سبيل إلى النهوض بالأمة الإسلامية إلا بالتضامن ونبذ الفرقة عبر توحيد الجهود في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية.

هذا التضامن هو الهدف الأكبر لمنظمة المؤتمر الإسلامي منذ إنشائها قبل قرابة الأربعين عاماً، وهو ما تتطلع إليه الشعوب. ويمكن التذكير هنا بالكلمة الافتتاحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة في 2005م حينما قال: (إنه لمن المؤلم أن نرى كيف تداعت حضارتنا المجيدة من مراقي العز إلى سفوح الوهن.. وكيف تحولت أمتنا الواحدة بشموخها وكبريائها إلى كيانات مستضعفة).

إلى أن قال حفظه الله: (إنني أتطلع إلى أمة إسلامية موحدة وحكم يقضي على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف للقضاء على العوز والفقر).

إن العالم الإسلامي اليوم بحاجة ماسة إلى تنمية شاملة في كل الميادين، تنمية حقيقية تعيد إليه حضارته التي أشعت في كل جنبات الدنيا، وكانت رافداً أساسياً من روافد الحضارة اليوم.

ولكن هذه التنمية لا يمكن أن تتحقق في ظل التشتت والخلاف والفرقة، وخاصة وأن العالم الإسلامي اليوم يواجه حرباً إعلامية ضروساً تهدف إلى تشويه صورته وتحطيم معنوياته وتشكيكه في قدرته على النهوض مجدداً.

والعالم كله يدرك أن أمتنا الإسلامية تمتلك طاقة بشرية هائلة تتجاوز مليار ونصف مليار نسمة، وتمتلك ثروات طبيعية كبيرة، وعلى رأسها النفط، والدول الإسلامية تحتل مواقع جغرافية إستراتيجية.

ولكل دولة ميزة نسبية يمكن أن تقوم الدولة من خلالها بخدمة العالم الإسلامي بطريقة أو بأخرى لحل مشكلات الأمة.

ولهذا يخشى أعداء الأمة من أن تتضافر الجهود الإسلامية لاستثمار المقومات الإسلامية لإعلاء شأن الأمة الإسلامية بين الأمم.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد