Al Jazirah NewsPaper Monday  17/03/2008 G Issue 12954
الأثنين 09 ربيع الأول 1429   العدد  12954
إشراقة شمس
د. خليل إبراهيم السعادات

تشرق شمس يوم جديد ويتساءل الإنسان ماذا سيحدث اليوم أو ماذا حدث في ساعات نومه. ويفتح القنوات الإخبارية بوسائلها ووسائطها المتعددة ليرى أن العالم سكون وهدوء نسبي أو عادي لا يؤرقه إلا المشاكل العامة العادية التقليدية في السياسة فوز مرشح على آخر، أو فوز حزب على آخر، أو خيبة أمل في انتخابات برلمانية أو بلدية، وزيارة رئيس، واستقالة وزير، وتقاعد مستشار وهكذا وهكذا في الاقتصاد انخفاض العملات والأسهم وارتفاعها، غلاء المعيشة في بعض البلدان وانخفاضها في أخرى، قلة الوحدات السكنية، عدم وجود الوظائف، تنوع المنتجات المستهلكة، تعدد الشركات الصناعية، تعدد المصانع بما تتضمنه من منتجات مختلفة وبمواصفات مختلفة وتعدد الأسماء في هذه الصناعات ولكل اسم أو منتج ميزاته ومواصفاته الخاصة وبطريقة تنافسية لاجتذاب المستهلك وهكذا وهكذا في الرياضة فوز فريق على آخر استقالة رئيس ناد وتعيين آخر، شراء لاعب بملايين الدولارات أو بيعه، انطلاق دورة عالمية أو إقليمية، وآليات للسيارات، سباقات للخيول، لعبة الجولف ومن فاز بها ومن خسر وهكذا وهكذا. في الزراعة تصدير المنتجات الزراعية المختلفة من الفواكه والخضروات والحبوب والزيوت إلى البلدان المستهلكة وما يصاحب ذلك أيضا من تنافس على جيوب المستهلكين من الدول المستوردة، بناء جسور أو سدود وهكذا وهكذا في السياحة كم عدد السائحين في هذا العام، وكم عدد الفنادق المشهورة، وما مقدار العائدات السياحية بالدولار أو اليورو، وتنافس شركات النقل الجوي في نقل السائحين والمسافرين وهكذا وهكذا في الإعلام سيل كبير من القنوات الفضائية المتنوعة، عدد كبير من الأفلام السينمائية وتنافسها للحصول على المرتبة الأولى في شباك التذاكر، عدد كبير من الصحف والمجلات، كتب مطبوعة في جميع المجالات وهكذا وهكذا.

إذن يتساءل الإنسان بعد ما أشرقت شمس هذا اليوم ماذا حدث لم يحدث شيء كل شيء كما هو كما هي الحياة في السنوات الخمسين الماضية. لكن مهلاً اتجه أيها الإنسان إلى المنطقة العربية أو ما يسمى الشرق الأوسط هذه المنطقة التي تصنع الأخبار والأحداث الساخنة فجميع الأمور السابقة الروتينية العادية تحدث في جزء آخر من العالم، أما هذا الجزء من العالم فهو بؤرة الأحداث ومصنع الأخبار التي يتجه لها العالم وتجد وسائل إعلامه المرئية والمسموعة والمقروءة المادة الإخبارية المناسبة لملء وقتها وصفحاتها وربما تسلية لشعوبها.

استعمار وحروب واحتلال وغزو ودمار وقتل للبشر وتدمير متعمد للبنى التحتية فهل هو انتقام من ماضٍ مجيد أم خوف من مستقبل قادم. وربما تساءل هذا الإنسان وماذا بعد أيتها المنطقة العربية ماذا بعد. وعلى الله الاتكال.

كلية التربية - جامعة الملك سعود



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد