Al Jazirah NewsPaper Monday  17/03/2008 G Issue 12954
الأثنين 09 ربيع الأول 1429   العدد  12954
مواجهة مع الذات

المعاني السامية التي انطوى عليها خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى تحفز على مسلك راقٍ في إدارة الحكم وعلى مختلف مستويات المسؤولية، فالرسالة تشمل الجميع من مسؤولين ومواطنين وتحث على استلهام تلك المعاني لتصبح واقعاً معاشاً..

فقد كان خادم الحرمين الشريفين واضحاً في حثه على استشراف المستقبل بكل اقتدار طالما توافرت لدينا وبيننا من العقلية المدركة للحرية المسؤولة التي هي لازمة لكل حركة تنموية فاعلة تأخذ في الاعتبار معطيات الواقع وتبني عليها مع استلهام كل المبادئ، التي تحض على أمانة الأداء وتجويده والوصول به إلى غاياته القصوى من الفعالية.. ولأن الحديث، كما قال قائد المسيرة يأتي من القلب ليصل إلى القلب، فقد كان من الواضح أن خادم الحرمين الشريفين يستنهض في مواطنيه تحريك مكامن المبادئ التي تربى عليها هذا الشعب التي هي في النهاية من تعاليم ديننا الحنيف، فقد كان المليك حريصاً على التأمين والتأكيد على الاحتفاء والتقدير (للأفكار النابضة بالخير والانتماء والوطنية)، وفي ذلك دعوة صادقة إلى مشاركة فاعلة في القرار والأداء طالما انطلقت هذه المشاركة من قلب ينبض بحب الوطن ويريد الخير له ويعمل من أجل رفعته ورفاهيته. وفي إطار هذا الفهم تكون المتابعة اللصيقة للإنجاز والأداء، بتوضيح أوجه القصور من خلال نقد هادف يأخذ في الاعتبار تلك المبادئ والأفكار كما ينطوي على المصلحة العامة التي تقتضي أيضاً التأمين على مواقع النجاح وإبرازها وتشجيعها..

وضمن هذه المسؤولية التي وردت في أكثر من فقرة في حديث خادم الحرمين الشريفين يتحقق الكثير من الخير، حيث جاءت وقفته المشهودة عند (النقد الصادق للنفس إلى حد القسوة) لتوضيح الحرص على الأمانة التي يحملها على عاتقه التي تضع حاملها مباشرة أمام الله جل جلاله..

وبهذه المكاشفة العميقة والصادقة تمثل كلمات خادم الحرمين الشريفين منهاج عمل وطريقة للأداء ووثيقة ترسم معالم مهمة يمكن الاسترشاد بها في مواجهة مختلف المهام وعلى مختلف المستويات، فهذه الكلمات المضيئة، تلازم حامل المسؤولية أينما كان من الأسرة وصولاً إلى مستويات الحكم العالية، إذ إنها كلها تستوجب مثل هذه الشفافية مع النفس بما فيها من محاسبة دقيقة ومراجعة مستمرة تعمل على إبراز ومن ثم تقويم الأخطاء والسعي الفوري لمعالجتها..

إن مراقبة النفس ومراقبة الله في كل شأن من شؤون البلاد والعباد هي من الأسس اللازمة لتقويم الأداء وتقييمه من خلال وقفات ضرورية للمراجعة والمحاسبة، وكل ذلك كفيل بتلمس السلبيات ومواجهتها في أجواء الحرية والمسؤولية والصدق مع النفس ما يعني أن النتائج ستكون بإذن الله فيما هو مأمول منها من صوابية ومن إيجابية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد