Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/03/2008 G Issue 12955
الثلاثاء 10 ربيع الأول 1429   العدد  12955
تسونامي خائر القوة

في إسرائيل يتحدثون عمّا يشبه الهجمة الدبلوماسية بغرض حمل الدولة الصهيونية على الوفاء بمقتضيات السلام، ويتمثل ذلك في زيارات متتابعة لها من قبل قادة عالميين ابتداءً من المستشارة الألمانية ومروراً بنائب الرئيس الأمريكي ووصولاً إلى وزيري خارجية روسيا وبريطانيا.. فالمجتمع الدولي يدرك كثيراً مسؤولية إسرائيل في عرقلة التسوية، مع اقتناعه بالحاجة إلى تغليب السعي للسلام على أي معوقات أخرى مثل الأجواء المتوترة التي تدفع بها إسرائيل من خلال اعتداءاتها المتواصلة على الفلسطينيين في غزة والضفة، والتي أسفرت خلال أقل من أسبوعين عن استشهاد نحو مائتي فلسطيني..

هذه الموجة من التحركات الدبلوماسية المكثفة وصفها إعلاميون في إسرائيل بأنها تشبه موجات التسونامي، أي أنها كاسحة وقوية، ولا يكفي الشكل الذي تمثله هذه الموجات -إن صح تسميتها بالتسونامي- لكن ما يهم هو التأثير الفعلي لها، فكثيراً ما أصدرت المراصد الجوية تحذيرات عن تسونامي قوي قد يضرب سواحل جنوب شرق آسيا، لكن سرعان ما تثبت هذه الإنذارات أنها مبالغ فيها ولا تطابق (الواقع على البحر..).

ومن المهم دائماً النفاذ مباشرة إلى أس المشاكل وإلى المعوقات الحقيقية المتمثلة في عدم انصياع إسرائيل لأي قرار دولي وإحجامها عن التعامل مع أي جهد حقيقي للتسوية، بل وإمعانها في وضع العراقيل أمام التسوية..

عشية هذه الزيارات أعلنت إسرائيل عن أكثر من مشروع استيطاني فيما بدأت بالفعل العمل في مشروعات استيطانية جديدة، وكل هذه من العوامل التي لا تجعل مجالاً أمام التسوية.

في الاعتداءات الأخيرة على غزة حينما كان يسقط عشرات الشهداء في اليوم الواحد وطوال أكثر من أسبوعين، فقد كانت ذات القوى الدولية التي تتحرك الآن تتفرج فقط على ما يحدث، بل إن بعضها رأى فيما تقوم به إسرائيل مجرد دفاع عن النفس، وقد شكل كل ذلك حافزاً جديداً لإسرائيل وشجعها على المضي قدماً في محرقتها الفظيعة بغزة..

القوى الدولية الكبرى تهدر الكثير من الوقت في التودد إلى إسرائيل بدلاً من مواجهتها بالحقائق وبالجرائم التي ترتكبها يومياً، وهي ستفعل خيراً إن مارست ضغوطاً ملموسة عليها، وإلا فإن كل هذه التحركات ستكون مجرد ذر للرماد في العيون، وستساهم فقط في تعقيد المشاكل القائمة من خلال إطلاق يد إسرائيل لتفعل ما تشاء سواء على صعيد المستوطنات أو فيما يتصل بمسلسل القتل اليومي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد