لو كان احتياطي العالم من الألماس بقدر الحجارة لتدنت قيمته لمستوى قيمتها، لكن قيمته العالية تتماشى مع قلته وندرته مع اختلاف المكونات واللون واللمعان الذي لم يرفع من قيمة القصدير إلى مستوى الأحجار الكريمة والمجوهرات.. وحتى لا أخوض في بحر لا أجيد السباحة فيه سأدخل إلى ما أريد الحديث عنه وهو الإبداع.. فالمدهش منه والملفت ليس بقدر أو قيمة السائد من الكلام مما له شكل الشعر وزناً وقافية. |
ومن هذا المنطلق لا أظن أن بإمكان الشاعر أن ينتج من الشعر ما يواكب رغبات الصحافة التي تطالبه دائماً بالجديد وإصرار غالبيتها على عدم إعادة نشر ما سبق نشره.. وهنا يقع الشاعر ما بين خيارين أحلاهما مر.. إما أن يتوارى عن الإعلام ويخسر التواجد وهذا ما سيفعله من يحترم الشعر والمتلقي ويحترم نفسه ومكانته لعدم قدرته على تلبية طلبات هي أقرب إلى إنهائه.. وإما أن يوافق ويستمر بإنتاج ما ليس له علاقة بالإبداع ليتراجع مستواه وتتدنى قيمة ما يطرح لتصل إلى قيمة السائد الذي لا يضيف للمتلقي متعة أو فائدة تُذكر.. ولا يُضاف إليه هو رصيد من الجمال إن كانت له مكانة جميلة في ذهن ووجدان متلقية. |
وهنا أقف حائراً أمام حال كهذه حين يصر منتهجها من الصحفيين على أن لا مكان لنشر قصيدة غير جديدة وكأن القصيدة عود ثقاب لا يمكن إشعاله إلا لمرة واحدة.. وأظن أن ذلك تعسفٌ لا داعي له.. وكم تمنيت لو أن الشاعر لا يوافق على نشر جديده في أي مطبوعة قبل قيامها بنشر ثلاث أو أربع قصائد سبق نشرها لئلا يُستهلك الشاعر بإجباره على إنتاج غير مقنع. |
|
هلا فيك ياللي تشرب الشعر من صدرك |
شفايفك.. وتهله مطر عطر في صدري |
عرفت القصيد وهو عرفك وعرف قدرك |
وحبك وعبر عن مشاعرك من بدري |
|
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7559» ثم أرسلها إلى الكود 82244 |
|