أشرنا في المقالة السابقة إلى المماطلات والتسويفات والمراوغات التي ينتهجها (بعض) التجار في تنفيذ القرارات العليا بما فيها التوجيهات السامية وللأسف الشديد(!!)، وذلك فيما يخص تحديداً لقمة عيش المواطن ومصدر رزقه وذلك من خلال تناولنا لوقوف سعر أعلاف الماشية عند حد معين دون الالتزام الكامل بتطبيق الأمر السامي في دعم سعر الشعير الذي (استعر) إلى أن وصل سعره إلى ال(50) ريالاً مما يصح معه أن نطلق عليه (سعير) لا شعير!! ولما جاء التوجيه السامي الكريم من قبل مليكنا المفدى -يحفظه الله- لتخفيف الأعباء على أبنائه مربي الماشية قلنا إن السعر سوف يتدنى إلى أن يبلغ ال(20) ريالاً بعد أن دعمته الدولة (100%) ولكن من خلال المماطلات والتسويفات التي أشرنا إليها والادعاءات الواهنة بالتطبيق (بعد نفاذ المخزون السابق)، إلا أن أسعار الشعير وقفت إلى حد الآن عند (30) ريالاً وبقيت ثابتة حتى اليوم وهذا التصرف المراوغ والمحزن من قبل (بعض الإخوة التجار انطبق أيضاً على حال لقمة المواطن (الأرز) إذ إننا نعلم تماماً أن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله قد وجّه ومن خلال مكرمته الأخيرة فيما يخص (عيش) المواطن ب(دعم حتى المخزون لدى المستوردين) من الأرز. ولكن المواطن ومن خلال جولة قامت بها جريدتنا الغراء هذه ونقلها لنا الزميل عبدالله الحصان على الصفحة الأولى من عدد يوم الأحد الفائت أقول قد تفاجأ المواطن بمواصلة أسعار الأرز للارتفاع في بعض مراكز التسويق على الرغم من إعلان عدد من مراكز البيع بالتجزئة خفضها للأسعار والالتزام بما جاء بالمكرمة الكريمة!! أي أن المحزن في الأمر أن حكاية المخزون (الواهية) لم يزل يرددها بعض التجار حتى بعد دعم المخزون ذاته.
* * *
يبقى القول أخيراً أننا نهيب بالإخوة التجار أن يخافوا الله ويستحوا مما يفعلون ويقتدوا بخطا والدنا الكريم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في الحرص على لقمة عيش المواطن وتحقيق (أمنه الغذائي) وذلك لأن الأمن الغذائي مرتبط بالأمن الوطني بشكل عام ومن يتلاعب بلقمة المواطن ويستهين بها هو تماماً مثلما يتلاعب بحياته لأن اللقمة هي سر وسير الحياة.
* * *
آخراً: ألا يحق لنا أن نتساءل بكل حزم أين هيئة حماية المستهلك مما يحدث أم أنها مجرد هيئة من ورق وذلك هو السؤال؟!