Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/03/2008 G Issue 12962
الثلاثاء 17 ربيع الأول 1429   العدد  12962
فتح وحماس ومسؤولية القيادة

انتعشت الآمال بالخروج من القطيعة المستفحلة على الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس، وهي قطيعة أثرّت سلباً على مجمل الوضع الفلسطيني، بما في ذلك المحاولات المتواصلة لإرساء عملية للتسوية، فضلاً عمّا وفّرته الأزمة من ظروف مثالية لإسرائيل انتهزتها لإعمال آلتها الحربية في الشعب الفلسطيني، في مذابح مريعة أسفرت عن مصرع المئات..

وسيكون من الأوفق أن تتوجّه الحركتان مباشرة إلى استخدام الآليات التي وفّرتها المبادرة اليمنية، لتبديد كلّ مظاهر الخلاف، من خلال حوار جاد يضع في اعتباره توفير المقوّمات اللازمة كي لا تعود تلك الفترة المظلمة مجدداً، وأمام الحركتين وسائل عديدة يمكن البناء عليها في الحوار المرتقب بينهما، يبرز بينها بصفة خاصة اتفاق مكة المكرمة، الذي أشارت إليه بوضوح المبادرة اليمنية، باعتباره محورياً في التوصل إلى أيّة تسوية بين الجانبين..

ومن المهم أيضاً استصحاب الآمال الفلسطينية العريضة في الوحدة والتلاقي، باعتبار أنّ الفلسطينيين هم الأكثر تضرراً مما يحدث، فنظرة سريعة إلى قطاع غزة، تقنع المراقب بوجود معاناة مريعة، مع غياب كافة مقومات الحياة وانقطاع المواد التموينية، وتدهور الأوضاع الصحية والبنيات التعليمية وغيرها..

لقد سادت قناعة بين الفلسطينيين بأنّ قياداتهم وكأنها تتخلى عنهم، وأنّها مشغولة فقط بالصراع السياسي على مواقع النفوذ، وأنّها في سبيل ذلك أهملت الاحتياجات الفلسطينية المهمة المتمثّلة خصوصاً في مهام التحرير، وتوفير سبل العيش الكريم في ظل احتلال لا يرحم، بل وينتهز هذه الظروف الصعبة ليزيد من معاناة الشعب الفلسطيني..

وتبدو الفرصة الآن أكثر من مواتية لإعادة الثقة بين القيادة والشعب، من خلال الانحياز للرغبة الفلسطينية الواسعة في وجود قيادة واعية تلتفت للأولويات، وتصرف النظر عن المكاسب الضيقة التي تتحقّق لهذا الفصيل أو ذاك، باعتبار أنّ الآليات الديموقراطية المتمثلة تحديداً في الانتخابات، تتكفّل بمهام توزيع السلطة، وفقاً للأسس المعروفة المتبعة .. كما أنّ الديموقراطية المجرّبة على الساحة الفلسطينية، من شأنها توفير كل الظروف الملائمة لضمان عدم الانزلاق مجدداً في مثل هذه الصراعات، إلاّ إذا كان الالتزام بالديموقراطية ومقتضياتها يشكِّل غطاءً لأطماع تظهر هكذا في ظل مثل هذه الصراعات، التي تنطمس إزاءها خطوط الأداء السياسي السليم..




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد