Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/03/2008 G Issue 12962
الثلاثاء 17 ربيع الأول 1429   العدد  12962
من المحرر
معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي!!
عمرو بن عبد العزيز الماضي

مازال القائمون على العمل الإعلامي والصحفي بشكل خاص في المملكة لم يصلوا إلى درجة الاحترافية المطلوبة، فالبرامج التلفزيونية من تقديم وإعداد - ولو أنها تطورت قليلا- مازالت تعد بشكل تقليدي، ومن يشاهد كيف تم إعداد وإخراج شاعر المليون في قناة دبي الفضائية، وكيف يتم إعداد البرامج الشعبية لدينا يلمس الفرق في احترافه الإعداد والإخراج التي تجذب المشاهد للمتابعة والتفاعل، أما أخبار المراسلين ومندوبي الصحف فلا زال الكثير منها يعتمد على تعاميم العلاقات العامة، أو التي ترسلها الجهة الحكومية كخبر باسم المحرر المتعامل معها إلى الجريدة مباشرة، فقد وصل ضعف (الدسك) الصحفي وقله احترافيته إلى أن تقرأ الخبر وعنوانه مكرراً في أكثر من صحيفة محلية، دون أن تتغير صياغة الخبر أو حتى عنوانه، ليس هذا فقط، بل تعدى ذلك إلى أن كثيراً من العاملين في الوسط الصحفي لا يستطيعون قراءة الأحداث والتعامل معها في توجيه أسئلتهم في المؤتمرات الصحفية، فتجد البعض يوجه أسئلة صحفية تقليدية لا تتماشى مع المناسبة أو الحدث أو حتى ما يريد المسؤول تسليط الضوء عليه أو التطرق له، والبعض منهم لازال بعد سنوات من التحاقه بالعمل الإعلامي لم يتجاوز ما يقوم به قص الصحف اليومية وإعداد الملف الصحفي في الجهة التي يعمل بها ليقدمه في منتصف الدوام الرسمي إلى مكتب الوزير، كل ذلك يعود إلى قلة الاحترافية الإعلامية بسبب عدم وجود معاهد إعلامية تطبيقية متخصصة، فمعهد الإدارة العامة مازال ينفذ الدورات الإعلامية بشكل نظري بحت يطغى عليه التلقين والإلقاء، إضافة إلى أن أقسام الإعلام في الجامعات لا تخرج إعلامياً ممارسا، وإنما طالبا محملا بالكثير من النظريات الإعلامية، التي مضى على البعض منها أكثر من نصف قرن، لا تتماشى مع التطور السريع في وسائل الاتصال.وقد استشعر المسؤولون لدينا وخاصة ممن لهم علاقة مباشرة بالإعلام وأهله هذا النقص حيث، استبشر الكثير من الإعلاميين خيرا بمولد المعهد الإعلامي التطبيقي، حيث سيقوم رجل الإعلام الأول وصديق الإعلاميين وأكثر الناس قربا منهم ومعرفة باحتياجاتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في 21 من شهر ربيع الآخر القادم بافتتاح معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي الذي كما ذكر الأمير فيصل بن سلمان في أمسية إعلاميي مدينة الرياض أنه يعد المعهد الأول من نوعه في التدريب الفني والعملي لمختلف المستويات المتعلقة بصناعة الإعلام بشكل عام، حيث سيخدم هذا المعهد الإعلام بجميع قطاعاته، وسيكون الخطوة الأولى نحو بناء صرح تدريب وتأهيل إعلامي تطبيقي قادر على التفاعل مع احتياجات صناعة الإعلام في المملكة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وأنا متفائل من أن هذا المعهد التطبيقي سيحل الكثير من الصعوبات التي تواجهها الكثير من وسائل الإعلام في الحصول على الممارس الإعلامي المحترف في مختلف التخصصات، وسيؤدي إلى نقلة نوعية في أداء وسائل الإعلام المحلية ورفع درجة احترافيتها في التعامل مع المادة الإعلامية، هذا إضافة إلى استفادة الأجهزة الحكومية والقطاع الأهلي في تهيئة الكوادر العاملة لديها، إن معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي جاء في الوقت المناسب ليكون دافعاً قوياً للارتقاء بإعلام وطني فاعل.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5324 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد