Al Jazirah NewsPaper Friday  28/03/2008 G Issue 12965
الجمعة 20 ربيع الأول 1429   العدد  12965
الأمن والأمان في بلادنا
عبدالله بن راشد السنيدي

لاشك أن نعمة الأمن تعتبر من أهم النعم التي يأمل كل إنسان عاقل في أن تستمر في المجتمع الذي يعيش فيه لكون نعمة الأمن تتعلق بحياة الناس وبأعراضهم وأموالهم.

ولقد حرص ديننا الحنيف على ضرورة توفر نعمة الأمن في المجتمع الإسلامي وذلك لأهميتها في حياة الناس وانطلاقاً من أن (الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان) من أهم ما تسعد به البشرية، ولذا فقد حدد عقوبات رادعة لمن ينتهك أمن الناس واستقرارهم سواء بسرقة أموالهم أو انتهاك أعراضهم أو إنهاء حياتهم، وذلك بعد أن كان العرب في جاهليتهم يفتقدون هذه الميزة الإنسانية، فقد كان الغزو وقطع الطريق والسلب والقتل هو الأمر السائد آنذاك، إلى أن نعمت الجزيرة العربية بالأمن والاستقرار بعد ظهور الإسلام الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق ونبذ ما سواها من سرقة وقتل ونحوها.

وبعد عدة قرون عادت حالة عدم الاستقرار واهتزاز الأمن في الجزيرة العربية بسبب ضعف الإيمان وظهور البدع والخرافات والفخر بالعصبية القبلية واحتقار الآخرين إلى أن جاءت الدولة السعودية التي قامت ولاتزال - أيدها الله - بجهود مشهودة في هذا المجال ومن ذلك:

- طبقت مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين حسب منظور الإسلام لكون الدين الحنيف لم يفرق بين الناس إلا بقدر ما لديهم من تقوى وعمل صالح للدنيا والآخرة (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

- أشاعت جو الأمن في مختلف أنحاء البلاد وأُنشئت الأجهزة المتعددة المتعلقة بخدمة قطاع الأمن.

- وحدت معظم الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تحت راية واحدة ودولة واحدة وعقيدة واحدة.

ومن ذلك الحين وبلادنا والحمد لله تنعم بالأمن والاستقرار حيث اعتبرت بلادنا من أوائل الدول التي تنعم بالأمن، ولا يؤثر على ذلك تلك الحوادث والحالات من الجرائم التي تحصل من حين لآخر والتي يثور حولها الجدل أحياناً، فنحن لسنا مجتمعاً ملائكياً ومثل هذه الحوادث تحصل حتى في الدول المتقدمة، والنفس البشرية ليست واحدة كما ورد في القرآن الكريم (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) إذ توجد النفس التي تميل للخير، والنفس الأمارة بالسوء وكل ذلك ينعكس على واقع المجتمع.

إنني بهذا التوجه لا أبرر الجريمة ولا أؤيد السكوت عنها أو عدم مكافحتها بل ينبغي على أجهزة الأمن التي تقوم بجهود مشكورة في هذا الصدد مضاعفة جهودها وزيادة القوى العاملة فيها وتطوير أسلوب انتشارها كما ينبغي على المواطنين التعاون مع أجهزة الأمن في سبيل كشف الجريمة ومكافحتها وأول خطوات التعاون المطلوبة منهم رعاية كل رب أسرة أسرته وتفقد أحوال أبنائه والتأكد من صلاحهم وعدم مخالطتهم للأشرار أو سوء استعمالهم لوسائل التقنية الحديثة، كما أن على الأجهزة المعنية بالتوعية الدينية والثقافية كوزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة والإعلام وضع برامج توعية حول مخاطر وسلبيات انتهاك حرمات الناس وممتلكاتهم وأعراضهم، وتقوية الوازع الديني، وبث الوعي بين الناس.

ولكن المقصود أن الحالة الأمنية في بلادنا رغم مساحتها الشاسعة حالة مطمئنة وذلك بفضل الله عز وجل ثم بجهود حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومتابعة سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله، بدليل أن الملك عبدالله رعاه الله عندما كانت بلادنا في مواجهة مع الخارجين عن سماحة الدين وصفاء عقيدته والذين كانوا يريدون إدخال بلادنا في نفق مظلم من التشدد كان رعاه الله يتوعدهم بمواجهة مستمرة وطويلة وقوية وهو السبب الذي أدى بعد فضل الله سبحانه وتعالى إلى إلحاق الهزيمة بما كانوا يخططون له.

كما أن على الذين ينتهكون حرمة الأمن أن يستشعروا ما ورد في دينهم من تعاليم فاضلة تحث على التحلي بالأخلاق الفاضلة واحترام حقوق وخصوصيات الآخرين، وما يترتب على ذلك من ثواب لمن امتثل لتعليمات الدين الحنيف في هذا الجانب، والعقاب في الدنيا والآخرة لمن خالف ذلك والله الهادي إلى سواء السبيل.

فاكس 4032285



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد