Al Jazirah NewsPaper Friday  28/03/2008 G Issue 12965
الجمعة 20 ربيع الأول 1429   العدد  12965
لنصارح أنفسنا

التضامن العربي الحقيقي يتطلب المصارحة بين الأشقاء حتى يتم كشف الأخطاء وإصلاحها، وبدون سياسة المكاشفة سيظل العرب متفرقين وضعفاء تتكالب عليهم الأمم الأخرى. ومنذ إنشاء الجامعة العربية قبل ستين عاماً كان الهدف الأكبر هو تحقيق التضامن بين الإخوة العرب للوصول إلى الوحدة العربية الحقيقية. وعلى الرغم من أن البدايات كانت طموحة إلا أن النتائج الواضحة اليوم هي مخيبة لآمال الشعوب. هذه الحقيقة المرة لا يمكن أن نغفلها أو أن نتجاهلها، فالاعتراف بها وتجرعها هو البداية لمعالجتها، من أجل صالح أمتنا العربية.

وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التاريخية الشجاعة في القمة العربية التاسعة عشرة التي عقدت في الرياض العام الماضي.

فلقد قال الملك مخاطباً القادة العرب وبكل شفافية: (منذ أكثر من ستين سنة أنشئت الجامعة العربية لتكون نواة للوحدة العربية الحقيقية... ولا شك أن السؤال الذي يطرح نفسه علينا: ما الذي تحقق من ذلك كلّه.. إن الجواب على هذا يكشفه واقعنا الذي يؤكد أننا اليوم أبعد عن الوحدة من يوم أنشئت الجامعة).

ولم تقف شجاعة الملك عبدالله عند هذا الحد، وإنما تجاوزته إلى ما يعتبر حدثاً غير مألوف في تاريخنا العربي الحديث والمعاصر، عندما قال: (لا أريد أن ألقي اللوم على الجامعة العربية... إن اللوم الحقيقي يقع علينا نحن قادة الأمة العربية، فخلافاتنا الدائمة ورفضنا الأخذ بأسباب الوحدة كل هذا جعل الأمة تفقد الثقة في مصداقيتنا وتفقد الأمل في يومها وغدها).

يجب على العرب ألا يغلبوا المصالح الضيقة على الأهداف العربية الكبرى، كما يجب أن تكون سياساتنا مسخرة لخدمة قضايانا، وهذا لن يتم إلا بمد جسور الثقة بين الدول العربية، وعدم السماح للقوى الخارجية باللعب بمصائر العرب، ويمكن التذكير مرة أخرى بكلمة قائدنا الشجاع الملك عبدالله عندما شخص المشكلة في بداية خطابه، ثم أشاع الأمل بتقديم الحل الناجع لما تعانيه الأمة من خلافات بينية، فقال: (إن أول خطوة في طريق الخلاص هي أن نستعيد الثقة في أنفسنا وفي بعضنا البعض فإذا عادت الثقة عادت معها المصداقية وإذا عادت المصداقية هبت رياح الأمل على الأمة وعندها لن نسمح لقوى من خارج المنطقة أن ترسم مستقبل المنطقة ولن يرتفع على أرض العرب سوى علم العروبة).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد