Al Jazirah NewsPaper Friday  28/03/2008 G Issue 12965
الجمعة 20 ربيع الأول 1429   العدد  12965

رحم الله أبا عنان
نزار رفيق بشير

 

هذه هي الدنيا وهذا طبعها لا يكاد المرء يفرح حتى يحزن ولا يكاد يسعد حتى يكدر، وما يجمع على الأيام يفترق في لحظة، كل حي هالك وكل موجود إلى زوال، والبسمة تعقبها دمعة {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}..

ألا كل حيِّ هالك وابن هالك

وذو حسب في الهالكين عريق

فقل لمقيم الدار إنك ظاعن

إلى بلد نائي المحلِّ سحيق

إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت

له عن عدو في ثياب صديق

وقال أبو البقاء الرندي:

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ

فلا يغرّ بطيب العيش إنسان

علمت بوفاة الصديق القريب النسيب الصيدلي أبي عنان وجدي صدقي كمال، وكنت أعرفه في نابلس في صيدلية الرازي أيام الشباب وأصبح لي نسيباً بعد أن تزوج ابنه المهندس محمد من ابنتي هنا في الرياض، وكم سر - رحمه الله - بزواج ابنه وكم فرح بحفيدته - حفيدتي أنا أيضاً رانية محمد كمال - ولكن لم يدم هذا السرور ولم تطل هذه الفرحة فقد اختطفه الموت بعد معاناة طويلة مع المرض صابراً محتسباً يرجو الثواب من خالقه والأجر الكبير على التحمل الطويل.. قال تعالى: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإنسان لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

رحم الله أبا عنان وأدخله فسيح الجنان وألهم أبناءه وأهله وأقاربه وذويه وأصحابه الصبر والسلوان.. قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.

وقال عز من قائل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}، وقال جل جلاله يبشر الصابرين: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. وأخيراً أقدم أخلص تعازي وصادق مواساتي لأبناء الفقيد وأحفاده وأسرته وذويه جميعاً. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد