Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
بسبب المحليات والمحاكمات العسكرية
الإخوان تصعد خطابها ضد النظام المصري وتهدد باللجوء للخارج

لقاهرة- مكتب «الجزيرة»- علي فراج

هدد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين بالتصعيد الدولي والداخلي، وقال في تصريحات صحفية: إن جماعته لن تصمت على الظلم وهدم البلد -على حد وصفه- ولن نتهاون في إنقاذ مصر حتى لو احتاج ذلك إلى التصعيد على المستوى الخارجي ورغم تحفظ النائب الأول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب على كلام أبو الفتوح لكن ذلك لا يخفي أن الجماعة بدأت في أخذ منحى تصاعدي وتهديدي في خطابها، فقد سبق أن هدد حبيب بخيارات مفتوحة في حال فشل جماعته في الانتخابات المحلية المقرر عقدها في 8 أبريل المقبل. ويبادل النظام المصري الجماعة تصعيداً بتصعيد إذ يشن حملات متتالية في صفوف الجماعة طالت المئات من القيادات والكوادر النشطة فضلاً عن تقديم أربعين قيادة من أبرز وجوه الإخوان المسلمين لمحاكمة عسكرية بتهم غسل أموال وتمويل جماعة محظورة هدفها قلب نظام الحكم. وقد شهدت الأيام الماضية حالة من السجال العنيف واللعب الخشن بين الجماعة والنظام يتوقع لها بلوغ الذروة يوم انتخابات المحليات وفي حين يحاول الإخوان طمأنة الشارع المصري بأنهم يعملون لصالح الأمة وأن هدفهم الإصلاح السياسي والاقتصادي لكن خبراء ومحللين سياسيين يحذرون من اندلاع عنف متبادل بين الجماعة والنظام قد يعيد لمصر أجواء الصدام الذي شهدته البلاد فترة التسعينات ولكنه لم يكن مع جماعة الإخوان ولكن كان مع جماعات أخرى خرجت من رحم الجماعة.

واستبعد الدكتور ضياء رشوان خبير الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات أن تحدث هدنة بين الجماعة والنظام مستقبلاً قال: إن النظام كان واضحاً منذ التعديلات الدستورية الأخيرة حيث تم وضع عراقيل من شأنها إقصاء الجماعة عن الساحة السياسية كهيكل وإن كان يسمح للأفراد تحت مظلة المستقلين.

وتوقع رشوان أن تعمد الجماعة إلى الهدوء حتى وإن حكم على قياداتهم أمام القضاء العسكري بأحكام مفاجئة إذ إن أي تحرك منهم باتجاه التصعيد الفعلي يعد قفز في الهواء سوف يخسرون منه كثيراً ودورسهم في الماضي تجعلهم يفكرون كثيراً قبل التصعيد الفعلي ولكن رشوان لا يستبعد التصعيد الخطابي.

لكن مراقبين آخرين يرون أن المحليات والمحاكمة العسكرية سوف تكونان نهاية مرحلة التصعيد تلجأ بعدها جماعة الإخوان للهدوء نظراً لخلو العامين المقبلين من أي انتخابات وهو رأي قال به الدكتور عمرو الشوبكي خبير الحركات الإسلامية بمركز الأهرام.

وفي ضربة استباقية وجهها رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور للجماعة طالبهم بإنشاء حزب سياسي وهو أمر يصعب على الجماعة فقد حاولت إنشاء حزب وتراجعت لأن إعلان حزب لهم يعني إطلاق رصاصة الرحمة على هيكل الجماعة الذي بلغ الثمانين من عمره، وقد اعتاد قيادات الإخوان على المراوغة حين الحديث عن إنشاء حزب سياسي لهم ويتحججون بالعراقيل التي تحول دون ذلك وإن كان بعض المراقبين يرأى أن حججهم واهية.

كان فتحي سرور قد فجر مفاجأة خلال مناقشة اعتراض نائب كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان حسين إبراهيم حول عدم تمثيل كل التيارات السياسية في الوفد البرلماني المصري الذي سافر إلى أمريكا أوائل الشهر الجاري وأعلن سرور أنه يتطلع إلى اليوم الذي يتم فيه تشكيل حزب سياسي للإخوان تمشياً مع الحياة السياسية الطبيعية ودعماً للتعددية الحزبية المصرية، لكن مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان رد بسرعة في تصريحات صحفية بقوله: إن كلام سرور غير جدي ولا عقلاني ووصفه باللهو والعبث.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد