Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
أضواء
تفشي الفيروسات بقمة دمشق
جاسر عبد العزيز الجاسر

تشهد دمشق اليوم عقد القمة العربية العشرين.. هذه القمة التي تعاني من الفشل حتى قبل انعقادها.

فالقمة التي تعقد ويستضيفها بلد متهم بانتهاك سيادة بلد مجاور له، ويعرقل إتمام استحقاق دستوري مهم يختص بانتخاب رئيس له يمثله في القمة. ولهذا فقد حاولت كثير من الدول العربية تقديم النصيحة للبلد المضيف سورية برفع يدها عن لبنان وترك أهله ينتخبون رئيساً لهم، وبدلا من أن تسهل دمشق عملية الانتخاب حاولت رمي المسؤولية على أطراف أخرى، وطالبت دولاً عربية بأن (يضغطوا) على حلفائهم في لبنان لتسيير الأمور فيه. وتسيير الأمور في لبنان حسب مفهوم دمشق هو عرقلة تنفيذ - بل وإلغاء- قرارات الأمم المتحدة الخاصة بإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري، وتسليم أسلحة المليشيات الحزبية والطائفية للحكومة وإقامة علاقات طبيعية بين لبنان وسورية من خلال استكمال العلاقات الدبلوماسية، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وبالذات من قبل إيران التي اتخذت من الأراضي السورية جسراً لإرسال الأسلحة إلى لبنان.

وبدلا من أن تساعد سورية الدولة العربية التي ترفع (راية القومية العربية) والوحيدة الملتزمة بالفكر البعثي الذي يقدم المصلحة العربية العليا (كما يدعون) على كل شيء..!!

نقول بدلا من أن تساعد سورية على تنقية الأجواء العربية وتغليب المصلحة العربية العليا، وتساعد على أن يستعيد قطر عربي استقراره وينقي استقلاله، عملت على إطلاق (فيروس التدخل الأجنبي) في لبنان.

فيروس إيران المتفشي في لبنان كما في العراق وسورية، يتكاثر بفضل دعم وريث راية (الأمة العربية ذات الرسالة الخالدة) فحمله الراية يطلبون من العرب المساعدة على توسيع حاضنة الفيروس الأجنبي في لبنان، وتهيئة الأجواء في أقطار عربية أخرى بحجة مقارعة فيروس أجنبي آخر، إذ يعمل الرفاق البعثيون على مواجهة فيروس أمريكا بفيروس إيران، وكأن الأجواء العربية قد كتب عليها أن تكون حاضنة لهذه الفيروسات القاتلة..!! وبدلا من أن نحصن الأجواء العربية من أي فيروس أجنبي، أمريكي، إيراني، فرنسي، تركي، بالعمل على تحصين المواقع العربية، والانخراط في عمل عربي مشترك لا يستهدف سوى المصلحة العربية، تريد دمشق أن تكون القمة العربية العشرين احتفالية لإطلاق فيروس إيران نحو أقطار عربية أخرى، ولهذا سيكون الوفد الإيراني لقمة دمشق العربية برئاسة وزير الخارجية منوشهر متقي، أهم من كثير من الوفود العربية التي نأت بدولها وشعوبها عن مضار التلوث بالفيروسات وأرسلت وفوداً من أجل أن لا تبقى مقاعدها فارغة كالمقعد اللبناني الذي أصابه فيروس التدخل الأجنبي.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد