Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
لما هو آت
فاحزنوا
د. خيرية إبراهيم السقاف

لا أدري لماذا ينتابني شعور بالحزن كلما بادرتني أخبار عن زيادة عدد المواليد في المجتمعات المسلمة..

وأدري أنه شعور سالب حيث الأماني أن يزيد الله في أعداد أفراده ليكونوا عونا وعضدا لأمتهم...

ربما لأن المحاضن قد تهاوت وتهالكت أبنيتها...

والدليل الأول يمكن أن يؤخذ من بنود قوائم الأعمال في مسيرة المرأة المسلمة في هذه المجتمعات...

ومن ثم في النظر عند تفنيد هذه القوائم التي تشير إلى أنها لخدمة هذه المحاضن من أجل الحصول على مكاسب دنيوية تخلو في كثير من أهم بنود وضعها لها الشارع في كتاب الله وسنته.

إذ لا يكفي أن تكون المحاضن أمهات من أبوين مسلمين أو أحدهما (الأب)...

كما لا يكفي أن تعرف أركان دينها دون تطبيقها،،، بمثل ما لا يكفي أن تنفذ ستر عورتها في جزء من جسدها دون آخر...

والقياس على الخارج من السلوك معقود بالباطن من العقيدة.. وهو أمر مسلم به.. وكلاهما سلوك موحد لبنية إما أن تكون هشة فتهوي المحاضن...

وإما أن تكون صلبة فتقوى العزائم.. أما الوسط ففي كل شؤون الحياة مقبول إلا في اتباع القواعد ومنطلقات الصواب وإتقان العمل شكلا ومضمونا لضمان استحقاق هوية المسلمة فلا جدال فيه البتة...

على أن المعقد في هذه القناعة عند العلم والرضا عن العمل والخضوع عند الإيمان.. وكل ذلك منطلق لمحضن لين في العطاء حازم دون التفريط... وسط فيما عدا ذلك.. لا فظاظة في قلب ولا انفضاض عن مسيرة...

وأدري أنني سأرمى بالتخلف وسيسمنني النساء قبل الرجال بالانغلاق وإن كان في قدرتهن نبذي أو إقصائي فإنهن سيفعلن لأن رأي لا يعضد أي بند يخرج عن قائمة البنود التي تنص على هذه المحاضن حين تفكر في الإنجاب فإن عليها أن تكون القدوة أولا ومن ثم الأرض الخصبة التي يتحرك في فناءاتها النشء ليكونوا مشبعين بالإيمان وهو معقد التقوى التي هي صمام الأمان ودرع الحماية عن زلل في المستنقعات الآسنة التي لن ينجو متعثر فيها عن الخروج من هويته...

والمجتمع المسلم ليس بحاجة لأنصاف أو أرباع أخماس مسلمين أو مسلمات... لأن محمدا بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قد ختم الله برسالته في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}.

فما بال المحاضن الآن تتوالد وقد ارتضت القوانين الوضعية الخارجة عن شرع الله دينا. تحديداً في شأن النساء محاضن الأجيال..؟

وما بال النساء الآن يتراكضن لمستنقعات الدنيا بدعوى النشاط والحقوق في المساواة على المنابر والشاشات وحول الطاولات وفي الظهور؟...

أليس للمحاضن المسلمة أن تضع أول أمانيها في أن تقدم قلوبا تتباهى على الحوض المورود.. ويتباهى بها رسولها الكريم عليه الصلاة والسلام... بعد أن تنطوي صحائف الدنيا لتنشر بين الخلق كلهم...؟

كما أليس من حق هذه المحاضن الحصول على ما أقره لها الله تعالى من الحق في يسر لا يجعلها تتخبط بين مطالبة بحق مشروع ومطالبة بحق غير في ضوء نشأة دينية هشة لم تمنحها القوة ولم تمكنها من المعرفة الصحيحة السديدة...؟

أفلا يحق الحزن على تزايد أعداد المواليد في المجتمعات المسلمة والمحاضن هشة..؟ والصراع يستديم...؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد