Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
نهارات أخرى
الكبسة في خطر!
فاطمة العتيبي

ماذا سيفعل السعوديون بعد أربعة أشهر حين ينفد مخزون الرز ونبقى بلا (رز)..

كيف سيعود السعوديون من أعمالهم..

المرجح أن يعود أكثرهم.. سيفضلون البقاء في دواماتهم على أن يدخلوا منازلهم فلا تستقبلهم رائحة الكبسة المزين سطحها العالي بالزبيب والصنوبر.. الممزوج باللون الأصفر الزعفراني مع قطع البقدونس المتناثرة على قطع اللحم المشوية بعناية..

** لن يتحمل رجالنا صدمة خلو موائدهم من هذه الكبسة العجيبة التي (تسلي الحزين) وتنسيه همه وغمه!

كثيرون لا يربطهم بمنازلهم إلا صحن الكبسة الذي يتوسط طاولة السفرة..

ولا تدري الزوجات هل يبتسم الزوج لهن أو للكبسة.. ويا لخيبة ظنهن بعد أربعة أشهر حيث سيشغر كرسي الزوج ولن تجده هو فضلاً عن ابتسامته المحيرة!!

** نفاد مخزون الأرز بعد أربعة أشهر كما لوّح بذلك تجار الرز (القطاعي) والجملة.. سيخلف أزمة كبرى في البيوت السعودية وستكون الأسر بدون غطاء عاطفي شفيف كان يحفظ ما تبقى من تماسك العلاقات الزوجية بعد غزو الاستراحات والفضائيات والإنترنت.

أرجح أن خطر نفاد الرز سيهدد الأمن الأسري أكثر بكثير مما فعلته الأسهم وخساراتها المتلاحقة التي أودت بكثير من مخزون المشاعر في البيوت السعودية وأسقطت الكثير من الأزواج والزوجات في دائرة الخلافات المادية التي تسببت في زيادة نسبة الطلاق!

** صحن الأرز الذي سيخلو بعد أربعة أشهر يهدد بطلاق جيل كامل من الزوجات اللاتي لا يملكن خياراً استراتيجياً آخر يكسبن به قلوب أزواجهن مثلما كن يفعلن عبر رائحة الكبسة النفاذة التي تجعل النايم يصحى على رأي أهل الحجاز.

** لذلك كله.. فيا أيها السعوديون تقبلوا ما يلوّح به التجار من أنهم سيرفعون سعر الأرز وأنه وعلى الرغم من الدعم الحكومي الذي لن يسري على المخزون.. إلا أنهم مضطرون لعدم خفض الأسعار..

وانتبهوا.. فقد كان تجار أمريكا يقذفون بالقمح من الطائرات إلى حيث غياهب مياه المحيط.. حتى تبقى أسعاره مرتفعة..

** اقبلوا بالأمر الواقع.. فلن تكونوا بمستوى التحدي الذي يلوّح به التجار..

أنتم أضعف بكثير من أن تفتقدوا لغطاء استراتيجي كانت تعمر فيه بيوتكم وصحونكم وقلوبكم..

** أيها السعوديون.. أنتم عقلاء.. والعاقل لا يخوض حرباً يدرك أنه سيخسرها سلفاً.. إنه الرز يا سادة إنها الكبسة برائحتها التي (تدوخ)..

فأقبلوا ب(تدويخ التجار لكم) حتى لا تدوخوا الدوخة الكبرى..!!



Fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد