Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
خطط إسرائيلية لإبادة الشعب الفلسطيني
مجاهد أبو دقة

مازلنا نسمع يوماً بعد يوم عن الاتفاقيات التي تبحث بين حماس وفتح من أجل حل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، فهذه لقاءات ومشاورات تحت المجهر، وذلك في محاولة لتطويق الأزمة السياسية الحاصلة بينهما منذ فترة ليست قصيرة، وتركت بصماتها السالبة على القضية وعلى أوضاع الفلسطينيين، وحتى على الجهود العربية الرامية لإيجاد الحل المناسب.

العالم بأسره يتابع ما يحدث عن كثب ويتألم كما يتألم أبناء فلسطين، ويود أن يرى الجهود الحثيثة الساعية لحل هذه الفرقة ما بين أهل غزة وأهل رام الله، فهل من خطوات جادة لحل هذه الأزمة في ظل الوضع السياسي والأمني المتدهور في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يضع الخطط لكي يقوم باجتياح قطاع غزة، وفي ظل شبح الموت الذي يهدد الأطفال والكبار تحت ضغط الحصار وندرة الغذاء والدواء.

الأمر أكبر من مجرد خلاف بين فريقين؛ لأن الأوضاع الراهنة وضعت الشعب والقضية معا على حافة الانهيار، فالعدو الإسرائيلي يعد العدة والعتاد من أجل إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وذلك من أجل أن يبينوا للعالم قدرتهم العسكرية في مواجهة الشعب المنزوع السلاح أم للتغطية السياسية للمجريات والأحداث التي تحل بهم من جراء استخدام المقاومة الباسلة صواريخ الهاون التي تنزل كالمطر على كافة أنحاء الجهة الشمالية لإسرائيل وحسب زعمهم (بدون أي إصابات) ورغم الاغتيالات اليومية لكوادر المقاومة الفلسطينية لم يستطيعوا وقف هذه الصواريخ والفشل العسكري لديهم والذي بدت نذره منذ حرب لبنان الأخيرة بدأ يكبر يوماً بعد يوم، بل يحدث خلافات عميقة وشروخا لم تشهدها البنية السياسية الإسرائيلية من قبل، فلم يجدوا سبيلاً للخروج من أزمتهم السياسية إلا بوضع الخطط من أجل إبادة إخواننا في فلسطين الأبية في قطاع غزة.

نستطيع القول إن الخلافات الفلسطينية الفلسطينية أوجدت برنامجا استراتيجيا للعدو يتحرك من خلاله ويضع خططا لم تكن بالحسبان من أجل المتاجرة بهذا الخلاف وتوظيفه لتحقيق أهداف استراتيجية كانت خفية وكانت بعض الاتفاقيات (غير المنفذة) قد غطت عليها (أدبيا على الأقل).

من هنا ندعو الفرقاء في أرض فلسطين الأبية أن يدعوا الخلاف جانبا، ويستمعوا إلى صوت العقل وتحكيم الضمير، ويتركوا التعبئة المتبادلة من أجل نصرة فريق على آخر، فليس في هذا الخلاف رابح بل الكل خاسر، إنما الرابح الوحيد هو العدو الإسرائيلي الذي يوظف هذا الخلاف بذكاء وبتكتيك يستطيع من خلاله تحقيق ما عجز عنه بالحرب وبالحوار أيضا، وليس أدل على ذلك من ارتفاع الأصوات المنادية باجتياح غزة، وهي دعوة خبيثة تحمل في طياتها ما تحمل من النوايا السيئة التي لا تفرق بين من يرفع السلاح ومن يسلك السلام، فالفلسطينيون في نظر إسرائيل سواسية، لذا يجب رص الصف وجمع الكلمة ونبذ الخلاف والاحتكام إلى المنطق وصوت العقل، وتوفير الأرضية التي يتم من خلالها تمرير الخطط الوطنية التي تلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وتحقق آماله وتطلعاته وتعيد حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة، وفي ذات الوقت تفويت الفرصة على المتربصين بالقضية والذين لا يهمهم تجويع الشعب أو تعريضه للمرض أو الموت.

هل نشهد في الأيام المقبلة خطوات جادة من قبل (فتح) و(حماس) لتطويق الأزمة وحصار الخلاف وإيجاد التوافق ولو في حده الأدنى من أجل توفير أرضية للعمل المشترك الذي يخدم المواطن ومصالحه ويدعم القضية وشرعيتها ويؤسس لوفاق وطني يمكن الرجوع إليه في ظل أي خلاف قد يطرأ دون المساس بجوهر القضية أو التأثير عليها سلبيا حتى نصل إلى الحل النهائي الذي لن يتم (أبداً) في حال الخلاف والقطيعة بين قادة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، نتمنى أن تحمل لنا الأيام بشارات مثل هذا الأمل، وندعو الله أن يهدي الطرفين بأن يخلعا المصالح الضيقة بعيدا ويجعلا مصالح الشعب والقضية فوق كل الاعتبارات، وقتها يمكن أن نتطلع إلى ما هو أكثر من ذلك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد