Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
تحية عطرة.. لرجالنا البواسل
محمد بن حمد الدبيان - باريس

تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظها الله - إلى إيجاد المناخ المناسب لرفاهية الشعب السعودي، والعمل على التطور والازدهار في كل مجالات الحياة، وأن يعيش الشعب في استقرار وأمن وأمان؛ لبناء دولة ذات كيان شامخ يسوده جو من المحبة والإخاء والترابط، والرقي في إنتاجها الوطني لأعلى مستوياته، والاستفادة من ثرواتها البشرية والطبيعية.

فقد سمعت قبل أيام في نشرة الأخبار عن القبض على مجموعة من شبابنا السعودي المغرر به، الذي يخطط ويدبر لزعزعه الأمن، وإخافة الناس العزل الآمنين على أنفسهم وأموالهم في بلد عُرف بالأمن والأمان، وهذه ليست الحالة الأولى التي يظهر لنا أناس لهم أهداف وغايات مشينة في إخافة الآخرين، وإحداث الفوضى وتخويف الآمنين من أبناء الشعب السعودي، والوافدين الذين وجدوا في بلادي الملاذ الآمن لكسب العيش بحرية مطلقة قد تكون أفضل من بلادهم.

فكان لرجال الأمن البواسل في وزارة الداخلية الدور الكبير في إبطال مخططاتهم، وإيقافهم عند حدهم، والقبض عليهم لإصلاحهم ودلهم على الطريق السليم، ومنعهم من تحقيق غاياتهم الهادفة نحو الخراب والتدمير.

وبهذه المناسبة البطولية العالية الهمة من مقام وزارة الداخلية بقيادة رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، الرجل الذي كرَّس وقته وجهده في نشر الأمن بالمملكة بمساعدة رجال بواسل من أبناء هذا البلد المعطاء، أبعث لسمو الأمير مني ولرجاله الأسود البواسل تحية عطرة، وتقدير مني واحترام على كل ما بذل، وهذا ليس بكثير عليهم، إنما هي تحية عطرة من مواطن ألزمته ظروفه الخاصة للغربة الحتمية، بأن يعيش فترة من الزمن خارج الوطن الحبيب، لكن المؤكد أن القلب والحواس كلها معلقة بالوطن الغالي.

فقد يكون من المناسب أن يعقل ويدرك كل مواطن سعودي ألا حياة هنيئة، ولا سعادة في الدنيا بدون أمن تام، إذن لا بد أن نشارك إخواننا رجال الأمن العام جهودهم المضنية وحرصهم على أداء الواجب الوطني؛ فهم معنيون بالأمن من منطلقات عدة: الواجب المهني، والواجب الوطني الذي هو مسؤولية الجميع بلا استثناء.

ألا أن الواجب الوطني إنما هو شراكة يشترك فيه جميع أفراد الشعب السعودي، وأن نكون جنوداً مجندين لخدمة الوطن، والمحافظة عليه، فدور المواطن المخلص الغيور على بلده ووطنه لا يقل عن دور رجل الأمن، وذلك ببذل الجهد في المراقبة والتبليغ إلى الجهات ذات الاختصاص عن كل من هو مشتبه به أو يجد في نفسه ريبة من تصرفاته، وبهذا التصرف الحكيم تكون مواطناً صالحاً تعرف معنى حب الوطن والحرص على أمنه.

كما أن هناك أدواراً تحتم علينا تفعيلها وتنشيطها لحماية شبابنا، وتلك الأدوار تنحصر في الواجب الوطني الاجتماعي والتربوي لما لهما من أهميه بالغة للغاية.

وذلك بأن تحرص كل أسرة على أبنائها (وهو دور الأسرة)، وأن تكون قريبة منهم، ومراقبتهم عن قُرب، وكذلك عن بُعد؛ لكي تعرف توجهاتهم وميولهم حتى تحميهم من أنفسهم ومن نزغات شيطان الإنس الذي يصول ويجول لكسب بعض الشباب والتغرير بهم في غفلة من ذويهم وأهلهم.

والدور الآخر من خلال تفعيل دور المؤسسات التعليمية والتربوية في الجامعات والمدارس من خلال تكثيف حلقات النقاش والحوار حول مساوئ هذا الفكر المنحرف الهدّام، فثقافة العنف بدأت من عدم التركيز على المنهج التربوي السليم، الذي هدفه الأساسي تحسين سلوك الفرد نحو وطنه وأسرته والآخر، وتوضيح الكثير من المفاهيم العلمية لبعض الممارسات غير الطبيعية حتى يدرك الشاب أهمية أمن الوطن، وتحفيزه نحو تحمُّل مسؤوليته كمواطن صالح في وطنه لخدمته وخدمة أسرته.

كما أن هناك دوراً مهماً للمسجد؛ حيث إنه مدرسة التربية الأولى، وأن يقوم أئمة المساجد بالدور المهم الفاعل من خلال خطب الجمعة، وذلك بالتركيز على تعزيز فكر الوسطية في الدين الإسلامي والابتعاد عن الغلو، الذي قد يؤدي إلى التطرف والانحراف والعنف.

أما دور الإعلام السعودي بكل وسائله المتنوعة فهو قد يكون في تحدٍّ كبير؛ فهناك بعض الفضائيات الخارجية التي تحث الشباب على العنف بأشكال مختلفة وبأساليب متنوعة، فعلى الإعلام السعودي والإعلاميين المسارعة إلى استحواذ الشباب وتوضيح بعض المغالطات الفكرية بأسلوب جيد ومقنع.

كلي أمل أن يديم على بلادي المملكة العربية السعودية نعمة الأمن والاستقرار الدائم، وأن يقوم كل ذي دور بدوره بكل إتقان، كذلك على كل قطاع حكومي أو خاص أن يقوم بمهامه على أكمل وجه في التوجيه والنصح والإرشاد؛ فالجهات الحكومية المعنية بقضايا الشباب تحتاج إلى القيام بواجبها الحقيقي بكل دقة، وذلك بإعداد استراتيجيات علمية فاعلة للمحافظة على أرواح شبابنا من الانحراف، وتوجيههم الوجهة السليمة ليكونوا شباباً صالحاً لخدمة الدين والوطن، وأنا على يقين بأن حكومتنا الرشيدة لا تألو ذخراً في دعم كل طرح جديد نافع يخدم أفراد المجتمع السعودي وخاصة الشباب منهم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد