Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
شكراً وزارة الصحة
فايز بن ظاهر الشراري

رغم ما يحدث من أخطاء طبية في مستشفياتنا الحكومية والأهلية، ورغم ما نسمع عنه من اكتشاف وزارة الصحة عدداً من الأطباء الذين يحملون شهادات مزورة جعلتهم يعملون في مستشفياتنا إلى حين تم كشفهم وكف يدهم عن العمل فيها، إلا أن كل ذلك لا يوازي شيئاً أمام ما تقدمه وزارة الصحة في بلادنا من جهود عظيمة وخدمات صحية رفيعة المستوى كان يقف وراءها ذلك الدعم المتواصل من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وتلك الكفاءات الإدارية والمهنية التابعة لوزارة الصحة، والتي جندت نفسها لخدمة المواطنين والسهر على راحتهم وتقديم الخدمات الصحية الضرورية؛ حتى أصبحت بلادنا من الدول الرائدة في المجال الطبي. وقد توج كل ذلك تلك المشروعات التي يعمل بها الآن، والتي طالت مختلف مناطق ومدن بلادنا، والتي انتهى بعضها في حين يحتاج البعض الآخر منها إلى وقت بسيط ليتم تشغيله الفعلي ومن ثم تقديم خدماته الصحية للمواطنين. أقول ذلك بعد أن رأيت أن نسبة ليست بالقليلة من المواطنين والإعلاميين قد صبوا جام غضبهم على وزارة الصحة وعلى مستشفياتها ومستوصفاتها لنجد أن إظهار سلبيات وزارة الصحة أصبح هواية يمارسها كثيرون حتى أضحت مستشفياتنا وكأنها لا تقدم لنا شيئاً سوى تلك الأخطاء الطبية!! في نظري أن تلك المشكلات الصحية التي تحدث في مستشفياتنا لا توازي شيئاً عند تلك الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة لخدمة المرضى والمواطنين. نعم نحن نقف عند كل قضية تمس صحة المواطنين ويكون سببها الإهمال الطبي، سواء أكان من يقف وراء ذلك الإهمال طبيب أم ممرض أم إداري، ولكن يجب ألا يكون هذا الخطأ بمثابة الممحاة التي تمسح كل جهود وزارة الصحة!! الأخطاء الطبية تحدث في كل دول العالم، ولو تأملنا حالات الأخطاء الطبية التي تحدث في الولايات المتحدة الأمريكية لهالنا ذلك الرقم الذي يحوي أخطاء طبية تحدث سنوياً ويذهب ضحيتَها كثيرون من المواطنين الأمريكيين أنفسهم. لدينا في بلادنا - ولله الحمد - خدمات صحية على أعلى المستويات ولدينا كفاءات إدارية وطبية ناجحة، وجميع المواطنين يجدون الرعاية الصحية، سواء من خلال المستشفيات أم من خلال المستوصفات الصحية التي تنتشر في كل منطقة وقرية ومدينة، ومن دون أي رسوم مالية. شكراً وزارة الصحة رغم تلك الأخطاء الطبية التي تحدث والتي هي ليست ببعيدة عن المجال الطبي وغيره من بقية المجالات؛ فجميع بني آدم خطاؤون، والخطأ هو من طبيعة البشر والأطباء هم في النهاية بشر يصيبون ويخطئون. ولكن يكفينا أن تستمر جهود وزارة الصحة كما هي عليه الآن، والتي هي كفيلة بالحد من تلك الأخطاء الطبية وتلافيها مستقبلاً - بإذن الله - وفي نفس الوقت الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية التي ينعم بها كل مواطن سعودي.



fauz11@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد