Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
ما الفرق بين سن الطفولة... وسن الكهولة؟
د. محسن الشيخ آل حسان - الرياض

أرسل لي أحد الأصدقاء الأعزاء على بريدي الإلكتروني حديثاً مصوراً عن (الكوميديان) الأمريكي جورج كارلين وهو على خشبة المسرح يتحدث عن مراحل العمر التي تبدأ بمرحلة الطفولة مروراً بالشباب والرجولة ومن ثم الكهولة والتي يستمر فيها المرء حتى يأتي أجله وينتقل بجوار ربه.. وهذه سنة الحياة.

وما أثار انتباهي في حديث (كارلين) أنه قال شيئاً غريباً وصادقاً حيث أشار إلى أن دائرة العمر تبدأ من نقطة ومن ثم بعد دورانها في سنوات طويلة يعود المرء إلى نفس النقطة التي بدأ منها (كطفل) ويعود لها طفلاً بسنوات أطول في عمره.. كيف ذلك؟ دعوني أعود بكم إلى الحديث المشوق إلى الكوميديان الأمريكي جورج كارلين).

يبدأ جورج حديثه عن مراحل العمر بالقول: (هل تعلموا يا سادة يا كرام أن الطفل الذي يبلغ عمره أقل من عشر سنوات يكون أكثر تحمساً وإثارة بالحديث عن عمره.. وحينما يسأله أي إنسان عن عمره يقول: عمري أربع سنوات (ونصف) أو ست سنوات (ونصف) أو تسع سنوات (ونصف) ويردد الأطفال (النصف) حتى ولو لم يبلغوا إلا يوماً واحداً بعد سنوات عمرهم، فهم يريدون أن يثبتوا أنهم أكبر سناً مما نتوقعه نحن.. بينما من يصل الثلاثين أو الأربعين والخمسين.. لا يتجرأوا أن يضيفوا على عمرهم الحقيقي (ساعة واحدة).. بل بالعكس.. فصاحب الثلاثين يقول عمري تسعة وعشرون وعدة أيام.. أو أربعون إلا عشر ساعات.. أما صاحب الخمسين فيصعب عليك سماع ما سيقوله.. ربما سيهمس قائلاً: همسين إلا كم سنة بالهاء).. ويشير السيد كارلين هذا بالنسبة للرجال أما النساء أولا وقبل كل شيء أحب أن أذكر الجميع أنه أخلاقيًا.. وأدبياً.. واجتماعياً.. وعرفياً.. لا تسأل المرأة عن عمرها.. وإذا ما كنت في موقع رسمي وتريد أن تكتب في أي نموذج رسمي يتطلب أن تضع فيه رقماً يمثل عمر المرأة، من غير أن تسألها ستجيبك بصوت عال: (يلعن الله من كان السبب) وحينما تسألها عن هذا السبب؟ تقول لك: لقد أضافوا إلى عمري عشر سنوات بالخطأ.. تقول لها: يا سيدتي أعطني رقماً أضعه في هذا النموذج.. تنظر لك وتقول: هل تعتقد يا سيدي أن عمري سبع وخمسون سنة؟ فتقول لها: لا يهمني إن كان عمرك سبعاً وخمسين أو سبعاً وتسعين.. المهم أعطني عمرك المذكور في هويتك الرسمية؟ فتصر أن عمرها الحقيقي سبع وأربعون وربما أقل.. ولكن في الهوية سبع وخمسون وهي خطأ.

وهنا يقول كارلين: سجل الرقم ولا تناقشها في العمر.

ويقول جورج كارلين أيضاً: إن الفتاة والشاب يحتفلان ببلوغهما سن (21).. ويردد كل واحد منهما عبارة: صار عمري اليوم واحدا وعشرين سنة.. أي أستطيع أن أعمل ما أشاء من أعمال إن كانت جيدة أو سيئة وليس هناك قوة تمنعني.. لكن في الجانب الآخر تجد من يجلس في زاوية مظلمة من منزله أو في الشارع أو المقهى أو المطعم وهو يبكي لأنه دخل سن الستين وهي سن التقاعد وانتظار ملك الموت حيث يدب في قلبه وعقله وجسده الخوف والرعب كلما سمع عن صديق أو قريب أو جار أو زميل قد توفي في سن الستين، وكأنما هي (ماركة) مسجلة للموت.. بينما نعلم أن كثيراً من الأموات هم في سن أقل من الستين بكثير (والموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى).

أخيراً.. أحب أن أخبركم عن سن الكهولة، آسف، أقصد (كهولة الطفولة) فالإنسان حينما يبلغ التسعين يقول (تسعون ونصف- أو مائة ونصف- أو مائة وخمسون ونصف) فهو يفتخر أنه وصل إلى هذه السن وهو بصحة وعافية ويستطيع أن يعيش أكثر.. هكذا كان يقول حينما كان طفلاً أقل من عشر سنوات.. تذكرون.. أليس كذلك؟ سبحان الله.. الإنسان غريب.

Farlimit@Farlimit.Com



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد