Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
توهج النصر في وجه الهلال
خالد الدلاك

في البداية أحب أن أؤكد بأن الموضوع الذي سأطرحه فيما سيتقدم من أسطر لا علاقة له بالتخدير الإعلامي الذي تركز الحديث عنه مؤخراً وخاصة من الشبابيين المثاليين في مسابقة كأس سمو ولي العهد.. فالواقع المشاهد والملموس أمامنا أن فريق النصر رغم غيابه عن منصات التتويج لسنوات طويلة ورغم هبوط مستواه ونكساته المتوالية وهزائمه بنصف درزن من الأهداف ووجود أنصاف اللاعبين أجانب أو مواطنين في صفوفه..

أقول رغم كل هذا إلا أن الفريق وأمام الهلال بالذات وخلال أكثر من عقد من الزمان قد ظل محافظاً على توازنه وقادراً على توهجه ومثبتا لتواجده وندا لغريمه ومحرجاً له في معظم المباريات، ويحدث كثيراً أن يفوز الفريق الأزرق الأقوى والأكثر نجوماً وخبرة ولكن الفوز عادة ما يأتي صعباً وبشق الأنفس وبفارق هدف أو هدفين على الأكثر، كما أن التعادل وارد والفوز قد يضيع في بعض الأحايين بسبب الحظ أو بسبب أخطاء لاعبي العالمي الفردية قليلي الخبرة والتجربة.

ظل النصر هكذا أمام الهلال ولم يستسلم ولم يرض بأن يتحول لقاء الدربي إلى لقاء عادي معروفة نتائجه مسبقاً ونجح مسؤوليه وأعضاء شرفه إعلامياً وإدراياً في استمرار وضعيتهم كمنافس تقليدي لزعيم الكرة السعودية ونجحوا أيضا بمضاعفة الجهد والاجتهاد والتركيز في المباريات التي تجمعهم به أن يواصلوا تقديم أنفسهم كطرف مهم لا يمكن تجاهله أو عدم عمل حساب له أو تخطيه دون الانزعاج منه فهو ضيف ثقيل إذا حل وعدم الخسارة منه أهم من الفوز عليه..! وساعدهم على ذلك جمهور صابر وفي يعد بدون شك ظاهرة غريبة فهو مع الفريق في السراء والضراء رغم أن الضرر عادة ما يكون فادحا ومستمراً وطويلا ولكن فوز واحد وليس بطولة ينسيها كل همومها ويمسح كل أحزانها ويعيد الابتسامة لشفاهها..

هذا هو الحال المميز والفريد للجمهور الأكثر وفاء والأجمل عطاء والأعظم عشقاً.. الجمهور الظاهرة الذي لا تزيده النكسات إلا حباً وولاء وإخلاصاً، ولولاه بدون شك لما ظل رنين اسم النصر وتوهجه ولما ظل الأكثر تواجداً في الواجهة الإعلامية ودائماً على السطح لم تغرق سفينته أو تحبط عزيمته أو تقل همته..

والبطولة إن حققها أمام فارس البطولات وزعيمها فهي بكل تأكيد ستكون خير مكافأة للجمهور الصابر المثابر الذي لم يتعبه طول الانتظار وسعة البال وهو مؤهل لذلك فهو الفريق الأكثر ثباتا واستقراراً وتركيزاً من حيث المشاركات وتكامل الصفوف ولكنها لن تكون سهلة فالفريق المقابل هوايته حصد البطولات والوصول أولا إلى المنصات ولكن الفوارق ضئيلة والكفتين قد تكون متعادلة إن لم يكن هناك تفوق نسبي في أولمبي الأصفر.. والأمر المؤكد أن المباراة ستكون حماسية وجميلة بحجم الفريقين وتاريخهما الكبير المثير.



Khalid_dlak@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد