Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
شاعر المليون ما أدراك ما شاعر المليون؟

هذا البرنامج الذي كتب له أن يكون الأول من نوعه وبالتالي فإن كل ما سيقدم بعده من برامج ستجد صعوبة في تقبل المشاهد لها وخصوصاً في الوقت الحالي إلا إذا استحدثت أحداث أخرى أقوى جذب للمشاهد وأصدق خدمة وتقديم للشعر والشعراء.نتحدث قليلا عن هذا البرنامج بداية بمسماه وماذا يعني؟هل تعني كلمة شاعر المليون أن هذا الشاعر هو من يحصل على مليون درهم! أم هو من يكسب البرنامج من ورائه مليون دولار! أم هو شاعر لمليون مرشح! أم هو الشاعر بالمليون! أم ماذا؟

ثانياً: ما هي الغرابة في نشوء الفكرة؟ حيث نقرأ ونسمع خلافاً حول من هو أول من اخترع هذا (البرنامج)؟ ومن يحق له براءة الاختراع وهي لا تتعدى مجرد كم جولة وكم حلقة وكم رقم وكم إثارة. الذي يمكن أن نقف عنده ولا نختلف عليه هو من ساند ودعم وأضفى الهيبة وجلب المشاهد وهو سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهذه جزء من محاسنه المتوارثة ولا خلاف على ذلك.

ثالثاً: لم نجد خلال فترة النسختين الأولى والثانية من يقر أو يشهد بقدرة أو معرفة أو إمكانات أو تأهيل اللجنة إلا ثلاثة -أنفسهم- برنامجهم - الرابح معهم فقط.

رابعاً: ما هي الدوافع وراء تمسك القائمين على هذا البرنامج بهؤلاء الأشخاص؟ ألا يظهر جلياً الفرق بين النسختين وفي أي اتجاه يتجه البرنامج؟ هذا بغض النظر عن المردود المادي حيث إنه في ظل التنافس الإقليمي والقبلي غير الرشيد وغير المعبر سيكون بالطبع كبير ولا يعطي مؤشراً على نجاح البرنامج من عدمه إلا إذا كان هو المقصود لوحده.

خامساً: هل يفوز الشاعر باللقب والبيرق بكفاءته أم برضا اللجنة عنه أم بتدافع أبناء قبيلته باستفزاز وتحريك الطاقم التنفيذي للبرنامج لهم للتصويت مهما كانت المشاركة أم أمور أخرى تخفى على الكل ما عدا!! أم كل هذا كما يقال أم ماذا؟

إذاً إذا كان بقرار من الجمهور (التصويت) فهل أثبتت التجارب صحة ذلك أم هل وجد هناك شاعر من إقليم معين أو من قبيلة معينة أو من دولة معينة وتم التصويت له من إقليم أو قبيلة أو دولة أخرى.

هل هذا يعني إقليمية أو وطنية أو عنصرية الشعر (ولو كان مكره أخاك لا بطل)، بكل ثقة نحن نعلم يقيناً قصور مفهوم أغلب المجتمعات العربية في ثقافة التصويت والترشيح، فلماذا في هذا البرنامج نثق برأي الجمهور دون غيره، وإذا كنا قد أيقنا واقتنعنا بثقافتنا المؤدية إلى اختيار وترشيح الأفضل فلماذا ما نبدأ أولاً بأعضاء اللجنة ليتم ترشيحهم واختيارهم من قبل المهتمين في الأوساط الأدبية بعد أن يتم عرض المرشحين وسيرهم الذاتية وتجاربهم الشعرية. وبهذا نكون أسقطنا كل التهم الموجهة للبرنامج عبر أعضائه وأرسأنا الثقة لدى جميع الشعراء مما يدفعهم للمشاركة بثقة تامة وباطمئنان على مكانتهم الشعرية والاجتماعية وبرضا تام عن النتائج وكذلك رضا الجمهور عندما يعلم أن أعضاء اللجنة بقراره وقرار الجمهور عامة.

وسادساً: أعزائي القراء شعراء -نقاد - كتاب - مثقفين - مهتمين - مؤرخين- مسؤولين هل سمعتم قبل برنامج شاعر المليون بما يلي:

- ليست الحكمة من الشعر!!

- المباشرة في الشعر عيباً!!! وتاريخنا منذ النطق بالعربية على لسان (يعرب) والقصيدة المباشرة هي القصيدة وذات القصد الواضح أو المقصود بعينه إضافة إلى كونها أكثر تأثيراً وأبلغ إيصالاً للرسالة أما الرمزية في القصيدة فهي حالة خاصة لنوع من الشعر لا يلجأ إليه إلا في حالات خاصة فلماذا غلب الخاص على العام وأصبحت الرمزية والغموض هي الأصل وهي المطلب واعتبرت المباشرة عيباً تنتقص فيه القصيدة ويعاب بها الشاعر.

- القصيدة تخلو من الصور! وكأن القصيدة قيلت لإبراز الصور بدلاً من وجود الصور لتجميل القصيدة وهنا في شاعر المليون أصبحت الوسيلة هي الغاية فالقصيدة التي تحتوي على ألبوم صور خيالية (وصلت في بعض الأحيان إلى المحذور والعياذ بالله) هي القصيدة الإبداعية في نظرهم وإن كانت لا تدل ولا تدعو ولا تعبر عن شيء سوى عرض هذه الصور والتفنن في إظهارها مع ما يلزم ذلك من حركات بدنية. إذا ماذا يقال عن شعر آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا وتراثنا العريق والذي تعرف فيه القصيدة باسم وتدعو أو تعني أو تدل على معنى معين وهدف واضح وأدت في وقتها الغرض الذي قيلت من أجله وتناقلها الرواة قبل المؤلفين والمصورين والمذيعين أما الآن فهل تستطيع اللجنة إفادة الجمهور بما معنى أو كم معنى في القصائد الحاصلة على أعلى درجات لديهم ونحن في الحديث العادي لا نقبل من الرجل الذي يخوض يمنة ويسرة في الحديث ولا يستقيم على وتيرة معينة لإظهار غرض معين وهذا ما تقتضيه ضرورة الكلام القائلة (خير الكلام ما قل ودل) فما معنى أن تكون القصيدة مدحاً وأغلب ألفاظها سخرية وشتم وما معنى أن تكون القصيدة غزلاً وأغلبها تفاخر وتعالٍ وما معنى أن تكون ولاء وأغلبها نقد مبطن ولما هذا ومن الناقد ومن المنقود في هذا التيار الجديد في زمن الديمقراطية!!وأخيراً هل اللجنة مخولة بنقد الشاعر لشخصه أم نقد القصيدة فقط مع حفظ كرامات الناس وسمعتهم، الإجابة يعرفها تمام المعرفة من تابع حلقات البرنامج وعلى سبيل المثال لا الحصر شاعر اختير من ضمن 48 شاعراً من بين 12000 شاعر (كما يزعمون) يقال له في آخر المطاف وهو من ضمن الـ24 شاعراً أي نقوة النقوة مثل هذه العبارة (أنت أصلاً مالك لسان)!!! ومن من؟! فهل هذا نقد للقصيدة أم للشخص أم ماذا؟ وأمثلة أخرى تشاهدونها كل حلقة عندما يستدعي فرسان الحلقة السابقة ليتم اللعب بأعصابهم والدوران حولهم وإصدار الأوامر لهم بشكل غير لائق وغير رشيد وغير مبرر ولا طائل من ورائه ولا مصلحة لأي طرف بل سلبيته على كل الأطراف أقرب.والله من وراء القصد

علي بن ثابت القحطاني



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد