Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/04/2008 G Issue 12969
الثلاثاء 24 ربيع الأول 1429   العدد  12969
مَنْ يعيد النظر؟
منيف خضير

100ألف ممرض وممرضة نحتاجها لسعودة مهنة التمريض!! وأتساءل بحرقة: كيف لنا أن نحقق هذا الحلم والإحباط يخيّم على نحو 14 ألف ممرض وممرضة؟!

ووفقاً لإحصاءات كثيرة نشرتها وزارة الصحة فإن السعودة في قطاع الصحة عموماً يبدو حلماً بعيد المنال على المدى المنظور، كل ذلك وغيره الكثير يجعلنا نتساءل مرة أخرى: لماذا نزرع الإحباط في هذا المرفق الحيوي المهم، ونحن بأمسِّ الحاجة إليه في الوقت الراهن؟!

وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها؛ حيث إن لدينا نسبة50% من عدد الممرضات - تحديداً - يواجهن مشكلة التسرب من الوظيفة بسبب منغصات كثيرة تجدها الممرضة السعودية، والتي سأقصر الحديث عليها.

فالممرضة السعودية لا تجد حوافز كافية تجعلها تتمسك بمهنة متعبة، فبعد أن تجاوزت نظرة المجتمع السيئة تجاهها اصطدمت بقرارات إدارية صادرة من داخل بيتها، ولعل من أهمها هو الدوام؛ حيث تقضي الممرضة من 8-12 ساعة يومياً بحسب عملها في المستشفيات أوالمراكز الخاصة بالرعاية الأولية، أو في المستوصفات الخاصة، ودعونا نركز على الحد الأدنى 8 ساعات، والمراكز الصحية معروف أنها تعمل حتى الرابعة بعد الظهر بعد قرار إلغاء دوام يوم الخميس وضم ساعاته إلى بقية الأيام، فمتى تجد الممرضة وقتاً لرعاية بيتها وأولادها؟ إضافة إلى ساعات العمل المرهقة التي تحوّل الحياة إلى طاحونة مستمرة الدوران تحول النفوس البشرية إلى ما يشبه حبات متناثرة وقعت بجانب الرحى، ولعل هذا ما يفسر كثرة حالات الطلاق في مجتمع الممرضات السعوديات وفق دراسات وإحصاءات كثيرة تنشرها الصحف ومواقع الإنترنت الرسمية باستمرار، فلا أحد يرضى أن تبتعد زوجته كل هذه المدة عن المنزل دون مبررات مقنعة أو حوافز مُرْضية، ويزداد الأمر سوءاً في شهر رمضان المبارك، والذي يتطلب تواجد الزوجة وإشرافها على المنزل حتى بوجود الخادمة التي لن تكون بديلة لربة البيت، وفي أمثالنا المحلية كثيراً ما نقول: ( كثر الطق يفك الحديد)، ولكن وزارة الصحة على كثر ما كُتب عن هذا الموضوع ألا أنها لاتزال أصلب من الحديد. فهل تعيد وزارتنا الكريمة النظر في دوام الممرضات السعوديات أم نعيد نحن النظر في أمثالنا المحلية؟!



mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد