Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/04/2008 G Issue 12969
الثلاثاء 24 ربيع الأول 1429   العدد  12969
توسعة المسعى بين الصفا والمروة
بقلم: خالد المالك

في عدد اليوم وما سيليه، تبدأ صحيفة «الجزيرة» في نشر ما له صلة بالموقف من توسعة (المسعى) الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اعتماداً على وجهات نظر أصحاب الفضيلة العلماء المشهود لهم بالعلم والتثبت والاستقلالية في تقديم الفتوى، سواء على شكل لقاءات أو مقالات ننشرها لذوي الاختصاص.

***

وهذا الاهتمام من «الجزيرة» مصدره ما صاحب التوسعة من أخذ ورد عن صحة السعي في المسعى الجديد، بما في ذلك ما ظهر من تباين في الفتوى بين من يجيز السعي في التوسعة الجديدة ومن يرى غير ذلك، وكلها اجتهادات لا أحد يشك في سلامة مقاصد العلماء الذين أفتوا بذلك سواء مع أو ضد السعي بالتوسعة الجديدة.

***

ومن باب تطمين المسلمين - بما في ذلك من أفتى بعدم الجواز - أردنا من خلال ما ننشره أن نؤكد للجميع على أنه قد روعي عند تنفيذ التوسعة الجديدة بأن تكون الزيادة واقعة بين الصفا والمروة اعتماداً على فتاوى معتبرة، من أكثر العلماء ومن هنا جاء هذا الحرص من «الجزيرة» على نشر ما قيل عن توسعة المسعى لإزالة أي لبس ولتوثيق وجهات نظر العلماء في هذا الشأن.

***

ولن يقتصر النشر على ما أفتى به علماء المملكة الأخيار بجواز السعي بالتوسعة الجديدة، وإنما ستكون هناك مشاركة من جميع علماء المسلمين بما في ذلك العلماء غير العرب، لضمان توسيع فرص إبداء الرأي في موضوع مهم يخص المسلمين في أنحاء المعمورة.

***

وبالتأكيد فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، ما كان ليوجه بهذه التوسعة لو لم يكن قد رجع إلى العلماء والمشايخ وتأكد منهم على أن التوسعة تدخل في النطاق الواقع بين جبلي الصفا والمروة، وأن السعي بالمسعى المضاف إلى المسعى القديم يصبح صحيحاً بحسب ما يراه أكثرية علماء المسلمين.

***

وما كان الملك عبدالله ليأمر بذلك أيضاً، لولا حرصه على راحة المسلمين ممن يقصدون البقاع المقدسة حاجين أو معتمرين، في ظل تزايد الأعداد سنة بعد أخرى، بما لم يعد المسعى بوضعه الحالي ومن غير أن تتم توسعته قادراً على استيعاب الحجاج والمعتمرين دون مشقة أو إرهاق.

***

ويحسب للمملكة على امتداد تاريخها أنها تواكب زيادة الحجيج، بأعمال لا يقوم بها إلا من لديه اهتمام وحرص على راحة المسلمين، بدليل توسعة المسجد الحرام، وما تم من عمل جبّار قضى على الزحام عند رمي الجمرات، فضلاً عن التوسعات السابقة التي تمت في المسعى والطواف، وكذلك المناطق المحيطة بالحرم، وبقية المواقع في المشاعر المقدسة.

***

على أن مكة المكرمة ومثلها المدينة المنورة حظيتا - كما هو معروف - بنصيب وافر من الاهتمام والدعم والانفاق المالي الكبير سنة بعد أخرى ما جعلها في وضع يسمح لمن يرتاد هاتين المدينتين المقدستين بأن يؤدي مناسكه بسهولة ويسر، ودون أن يتعرض للإرهاق.

***

ولعل الأكثرية من علماء المسلمين وقد حسموا الجدل بما ستقرؤونه في «الجزيرة» ينهي أي إختلاف في وجهات النظر بعد ذلك حول صحة السعي بالمسعى الجديد، بما في ذلك من قاده اجتهاده إلى القول بغير ذلك، ليراجع موقفه في ضوء هذه الآراء لمجموعة من العلماء المعتبرين، مع التأكيد على أن أحداً لا يشكك في علمهم، بل إننا على يقين بأنهم أفتوا من باب الحرص وبحسب ما تبين لهم، وأنهم يملكون من الشجاعة ما يكفي للتراجع عن موقفهم متى ما تبين لهم شيء جديد.

***

وهذه الكلمة من كاتب غير مختص، يعترف بأنها لا تضيف جديداً ولا تعني شيئاً ذا قيمة بالنسبة لهذا الموضوع أكثر من أنها تنويه لقراء «الجزيرة» كي يقرؤوا ما قاله علماء المسلمين في الصفحات الداخلية عن صحة التوسعة الجديدة للمسعى، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأمل أن تزيل هذه الآراء أي لبس ربما يكون قد صاحب ما أثارته بعض المواقع الإلكترونية وعلقت عليه عن مدى صحة السعي بالجزء الجديد المضاف إلى المسعى القديم، وكل ما قيل يدخل ضمن الاجتهاد المقدر للعلماء والمثابون عليه إن شاء الله.

***

أما أنت أيها الملك المسلم، فسوف يذكر لك -ياعبدالله-كل مسلم هذا العمل الإسلامي الجليل، وهو عمل تضيف به إنجازاً جديداً إلى أعمالك الخالدة، وتؤكد من خلاله أن المملكة قادة وعلماء ومواطنين قدرهم أن يسهروا على راحة إخوانهم المسلمين كما هو حرصهم على أنفسهم وأكثر.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد