Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/04/2008 G Issue 12969
الثلاثاء 24 ربيع الأول 1429   العدد  12969
الإنسولين المخلوط النوفوميكس 30 وعلاج مرض السكري
الإنسولين المخلوط النوفوميكس 30 يحوي الأسبارت السريع المفعول

سنتحدث هنا عن مرض السكري النوع الثاني واستخدام الإنسولين المخلوط النوفوميكس 30. يبدأ مرض السكري من النوع الثاني بمقاومة الإنسولين نتيجة خلل في مستقبلات الإنسولين بالإضافة إلى انخفاض الإنسولين بشكل خفيف نسبياً ويتطور بعد ذلك بفقدان القدرة على إفراز الإنسولين كلية، وهذا سيتطلب من مرضى السكري من النوع الثاني بالنهاية التزود بالإنسولين.

والأعراض الأولية هي فشل وظيفة البنكرياس التي تترافق بإفساد تحمل الغلوكوز ورفع غلوكوز الدم بعد وجبة الطعام بينما يبقى دم الصائم محافظاً على مستوياته من الغلوكوز العادية ولكن بعد فترة يرتفع مستوى السكر أثناء الصوم. وتكون قدرة البنكرياس على توريد إنسولين كافٍ عند الحاجات القصوى مثل: بعد هضم وجبة غنية بالكربوهيدرات ولكن بعد ذلك تصبح كمية الإنسولين غير مناسبة. وعندما ترتفع معدلات غلوكوز دم الصائم لدى مرضى السكري من النوع الثاني تصبح وظيفة عمل البنكرياس أقل من خمسين في المائة مما هي عليه في الحالات العادية.

مستويات الغلوكوز المتعلقة بالوجبة

بالنسبة لضبط الغلوكوز تعتبر حالة مستويات الغلوكوز في الدم بعد الوجبة محددة بأربع ساعات بعد تناول الوجبة، وخلال ذلك الوقت تهضم الكربوهيدرات ويتم امتصاصها من خلال الأمعاء الدقيقة وتدخل في جريان الدم.

يقوم الإنسولين لدى المرضى غير المصابين بالسكر بتخفيض مخرج غلوكوز الكبد ويزيد امتصاص الغلوكوز من قبل الأنسجة المحيطية في هذه المرحلة محافظاً على سكر الدم في حدوده العادية. أما لدى مرضى السكر من النوع الثاني فيرتفع مستوى السكر بعد الوجبة إلى درجة أعلى ولمدة أطول وبشكل مختلف عما هو عليه لدى المرضى غير المصابين بالسكري. ويعتبر ذلك بسبب ثلاثة أمور غير طبيعية: مثل خلل في وظيفة إفراز الإنسولين وحالة مقاومة الإنسولين وزيادة في مخرج الغلوكوز الكبدي.

بعض نتائج زيادة سكر الدم المزمنة

ترفع زيادة سكر الدم مستويات الغلوكوز داخل الخلية في الأنسجة المعتمدة على الإنسولين مثل: خلية العصب والشبكية. ويسبب ذلك تراكمات وتغيرات عكسية للجزيئات مثل الكولاجين والبروتينات داخل الخلايا وحوامض النيوكليك إلا أن استعادة مستوى السكر العادي لا يمكنه إلا أن يعكس هذه التغيرات.

تمخضت دراسات UKPDS التي شملت مرضى السكر من النوع الثاني عن أن استمرار ارتفاع مستويات سكر الدم سوف يزيد من تطور خطر مضاعفات مرض السكر. وأثبتت التحاليل الخاصة بهذه التجارب بأن انخفاض 1% من مستويات HbA1C ترافق بانخفاض ما نسبته 35% من خطر مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة وانخفاض ما نسبته 18% من خطر الاحتشاء العضلي القلبي.

خطر الوجبة المتعلقة بزيادة سكر الدم

تشير البحوث الحديثة إلى أن الوجبة ذات الصلة بزيادة سكر الدم ترفع مستويات السكر في الدم ويمكن أن يكون لها أثرها الضار الموازي أو الذي يفوق زيادة سكر الدم لدى الصائم.

أثبت الدراسة في عام 1995م أن المرضى المعرضين لارتفاع معتدل في معدل السكر بعد وجبة الطعام والسكر العادي في دم الصائم يصابون بتصلب متقدم في شرايينهم. وتشير الدراسة التجريبية التي أجريت في ألمانيا وكانت الدراسة الأولى التي تظهر صلة بين خطر الإصابة بمرض الأوعية القلبية وزيادة سكر الدم لدى مرضى السكر من النوع الثاني.

وشملت الدراسة ثلاثة وعشرين ألف مريض خلال 7 سنوات. وأظهرت أن خطر الوفاة يعتمد على مستويات الغلوكوز في الدم بعد تناول الوجبة أكثر من اعتماده على غلوكوز الدم لدى الصائم. وأشارت الدراسة إلى أن الأفراد الذين لم يصابوا بمرض السكر سابقاً يتعرضون لزيادة في مستويات السكر بعد تناول الوجبة بمعدل أكثر من 11.1مم وتكون لديهم نسبة خطر الوفاة من 2-3 أضعاف بغض النظر عن عن مستويات السكر لديهم وهم صائمون. يعتبر ارتفاع مستوى السكر في الدم المتعلق بوجبة الطعام عامل خطر مستقل يسبب مرض الأوعية القلبية والموت.

تعتبر نتائج هذه الدراسات مهمة لعلاج مرض السكر من النوع الثاني لدى مرضى السكر. وبالإضافة إلى الإجراءات التقليدية المتعلقة بالتحكم بسكر الدم ومستوياته HbA1C والسيطرة على سكر دم الصائم وسكر الدم بعد وجبة الطعام، حيث يجب اتخاذ إجراءات الفحص أيضاً لأن التحكم بسكر الدم بعد وجبة الطعام وسكر دم الصائم يشكل جزءاً من الإدارة الجيدة للسيطرة على زيادة سكر الدم لدى المرضى المصابين بهذا المرض.

العلاج المبكر لمرضى السكر من النوع الثاني

يجب أن يتركز العلاج الأساسي لمرضى السكر من النوع الثاني على خفض حاجات الجسم من الإنسولين، وذلك من خلال تخفيض امتصاص الكربوهيدرات غير النقية في الحمية وزيادة حساسية العضلات المحيطية للإنسولين وذلك عن طريق تخفيض الوزن والتمرينات الرياضية.

تعتبر إجراءات الحمية ضرورية وأساسية لمرض السكري لدى مرضى السكر من النوع الثاني وقبل تدخل أي نوع من العقاقير ويجب المحافظة على ذلك، حيث إن أهم إجراء حمية هو نظام حمية السعرات المحددة لأن معظم المصابين بمرض السكر من النوع الثاني لديهم وزناً زائداً وفي حال التزم المريض بذلك فإن ذلك يؤدي إلى فقدان الوزن وانخفاض في مقاومة الإنسولين وتحسناً في نسب غلوكوز الدم بعد وجبة الطعام وأثناء الصيام. ولمكافحة زيادة انحراف سكر الدم غير الطبيعي بعد تناول الطعام، حيث يجب الابتعاد عن تناول كميات زائدة من الكربوهيدرات.

هناك نوعان من العقاقير التي يمكن لها أن تخفض مقاومة الجسم للإنسولين وهي المتوفر الوحيد الذي يخفض إنتاج السكر من قبل الكبد ويزيد من امتصاص العضلات المحيطية للإنسولين. قيل: إن جميع المرضى الذين يعانون من مرض السكر من النموذج 2 والذين يستطيعون تحمل المتفورمين يجب أن يستعملوه للعلاج.

كما يعمل Thiazolinidinediones على تخفيض مقاومة الإنسولين حيث استعمل بمفرده ونجح في علاج مرض السكر من النوع الثاني أو بإضافته إلى Metformin وSulphonyluears.

مستويات الغلوكوز في الوجبة

هناك اتجاه لاستعمال نظرية العلاج الفيزيولوجي وذلك لعلاج انحرافات الغلوكوز في وجبة الطعام، ويتألف هذا العلاج من فئتين أساسيتين: العناصر العلاجية المساعدة التي تعمل على امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء والعناصر التي تعمل على تحريض استجابة إنسولين وجبة الطعام أو الاثنين معاً.

يعتبر Metformin وThiazolinidinediones معروفين بشكل واسع كخيارات لتخفيض مقاومة الإنسولين لدى المرضى وتحسن السيطرة على تخفيض سكر الدم لكنهما لا يتحكما بالغلوكوز بعد وجبة الطعام بشكل خاص.

يعزز عمل هذا الإنسولين تحت الجلد لفترة قصيرة استجابة الإنسولين في البنكرياس لكربوهيدرات وجبة الطعام. تستطيع هذه العقاقير تخفيض الغلوكوز بعد وجبة الطعام كما تخفض بشكل معتدل مستويات HbA1C مع تأثير خفيف على سكر دم الصائم. وأصبحت هذه الفئة لهذا العقار قليلة التأثير مع زيادة احتياطي البنكرياس. عندما يفشل الإنسولين تحت الجلد في السيطرة على سكر الدم يجب تأجيل علاج الإنسولين.

من النوع الثاني إلى عدم السيطرة على المرض. وبعد 28 أسبوعاً حصل المرضى الذين يأخذون نوفوميكس مرتين في اليوم على مستويات HbA1C بمعدل 6.9%، وذلك بعكس المعدل 7.4% الذي حصل عليه المرضى الذين يأخذون إنسولين الجالارجين. ويعتبر الجزء الأكبر من المرضى الذين يأخذون بي دي نفوميكس 30 وصلوا إلى هدفهم مستويات HbA1C بمعدل 7%. وهذا يمثل ناك 66% من المرضى مقابل 40% من المرضى الذين يأخذون الجالارجين. وكان ذلك الإجراء ممكنناً دون زيادة في انخفاض السكر في الدم بنسبة عظمى.

يعمل تناول نوفوميكس 30 مرتين يومياً على تخفيض انحرافات غلوكوز وجبات الإفطار والعشاء بنسبة 44% و34 % على التوالي.

يعتمد ذلك على اتخاذ القرار مباشرة لعلاج المرضى بالإنسولين بعد معرفة مستويات HbA1C لديهم ولكن يجب أن ننظر إلى تواريخ فحص غلوكوز الدم عندما نختار إنسولين الحمية الذي يحتاجون إليه. وفي حال كانت قراءات مستويات غلوكوز الدم بعد الوجبة عالية وغير مقبولة فيجب أن نستعمل لهم الإنسولين الممزوج مثل نوفوميكس 30 وليس الإنسولين العادي فقط.

دواعي الاستعمال

يستعمل هذا الإنسولين المخلوط لعلاج مرض السكري والجرعة هي حقنة فردية تحت الجلد. يعمل نوفوميكس 30 سريعاً وأسرع من الإنسولين البشري ويجب أن يعطى مباشرة قبل وجبة الطعام. ويمكن أن يعطى نوفوميكس 30 عند الضرورة مباشرة بعد وجبة الطعام. يمكن أن يؤخذ نوفوميكس 30 من قبل مرضى السكر من النوع الثاني بمفرده أو بالإضافة إلى Metformin عندما لا تمكن السيطرة على سكر الغلوكوز من قبل Metformin بمفرده.

التحذيرات وحيطة الاستعمال

يؤدي استعمال الجرعات غير المناسبة أو غير المعقمة إلى ارتفاع سكر الدم أو إحماض كيتونى التي تعتبر مميتة. ولتخفيض أعراض ارتفاع سكر الدم أعلاه يمكن الوصول إليها عند السيطرة المحكمة. يجب أن تكون مباشرة الاستعمال السريعة لدى المرضى الذين لديهم احتمال تأخر في امتصاص الطعام. عند التحول إلى استعمال نوع آخر من أو ماركة أخرى من الإنسولين يجب أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي المناسب. كثير من الإنسولين أو عدم تناول وجبة الطعام أو التمارين الرياضية القاسية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض سكر الدم. عند مقارنته بالإنسولين البشري يعتبر نوفوميكس 30 فعالاً أكثر بالنسبة لانخفاض السكر في الدم، حيث يمتد مفعوله لأكثر من 6 ساعات بعد حقنه ويجب أن يعوض ذلك بالتعديل الكامل للجرعة أو تناول الطعام. يمكن أن يسبب انخفاض مستوى السكر في الدم خطراً أثناء قيادة السيارة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد