Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/04/2008 G Issue 12974
الأحد 29 ربيع الأول 1429   العدد  12974
أضواء
الأخ سعودي؟...
جاسر عبدالعزيز الجاسر

وأنت جالس مع عائلتك في مطعم أو في منتزه، أو حتى في مقهى بمفردك أو مع أصدقاء لك، يتقدم لك شاب وسيم حسن الهندام يتلعثم في كلامه ويتردد في مشيته، وقبل أن ترحب به، يبادرك بالقول: (الأخ سعودي؟..).

ترد بعفوية وبدهشة: نعم، وبعضهم يزيد بنوع من العزة: نعم وأفتخر..، وهنا تنفرج أسارير الشاب، ودون أن يجلس، يقول: الحقيقة أنا (مستحي)..!! تبتسم في وجهه مشجعاً له، داعياً إياه إلى الجلوس... يتردد ثم يجلس على استحياء...!!

نعم والله أنا مستحي منك، ولكن الإخوان لبعضهم، ويبدأ في سرد قصته، أو لنقل القصة التي اخترعها، والتي لا تخرج عن تعرضه للسرقة، وأنه فقد كل نقوده، وهو كسعودي لا بد أن يلجأ إلى إخوانه السعوديين لينقذوه من هذه الورطة...!!

حدث هذا لي في مصر، فقد كنت جالساً مع صديق في مقهى العمدة في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين، عندما تقدم شاب بنفس المواصفات التي ذكرتها، وتقريباً بالحالة التي قصصت بها الواقعة، وعندما أبديت استعدادي لدفع قيمة فاتورته في المقهى طلب المزيد، وقلت له إني على استعداد لترتيب إعادته للمملكة، سواء بشراء تذكرة عودة أو تسديد ما عليه لأصحاب الشقة المفروشة، اعتذر وطلب مبلغاً معيناً ليكمل باقي إجازته التي حرم منها بعد سرقة نقوده..!!

طبعاً لم استجب لطلبه، وتسربت لي الشكوك خاصة وأن المبلغ الذي طلبه كبير، وأن ادعاءه بأنه سوف يسدده عندما نعود للبلاد..!!

بعدها بأيام وفي المقهى نفسه التقيت الزميل عبدالله الكثيري، وقصصت عليه ما حصل مع (الوسيم الذي فقد نقوده).. وهنا ضحك (أبو سعد) وأخذ يصف لي الشاب، وذكر قصته بحذافيرها وأخذ يسرد لي العديد من القصص التي تواجهه في هذا المقهى بالذات عن الشباب الذين يتسكعون ويحاولون اتيان المتعة بالشحادة..!! ومع أنهم ولله الحمد قلة إلا أنهم يسيئون كثيراً للسعوديين في مصر وغير مصر، حتى أصبح كثير من الشباب يتندرون عندما يقابلون أصدقاءهم بالقول: (هل أنت سعودي؟!).

زميلنا رسام الكاركاتير عبدالله المرزوق تناول هذه الظاهرة المؤسفة في رسم كاركاتيري، وأظهر شابين سعوديين عند وصولهما إلى مطار القاهرة يقترح أحدهم على الآخر أن يحاصروا مثل هؤلاء بالمبادرة بالطلب منهم قبل أن يطلبوا هم، بمعنى أن يشحدا منهم ليقطعوا الطريق عليهم.

طبعاً.. نوع من السخرية تجاه مثل هؤلاء الذين يجب مواجهتهم..



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد