Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/04/2008 G Issue 12974
الأحد 29 ربيع الأول 1429   العدد  12974
الشاعر والصحفي عبد الله الفارسي ل(مدارات شعبية):
الصحافة أثرت في حياتي.. والقنوات الفضائية تنقصها الخبرة والذائقة!

جدة - حوار - هلال الثبيتي

قبل أن يكون إعلاميا فهو شاعر جميل في حضوره ورائع في إبداعاته الشعرية، هادئ حتى في حديثه الذي لا يمل، يملك الكثير والكثير من مفاتيح الإبداع الشعري حيث يحلق في عالم الشعر بكل أنواعه لا يقف طموحه عند قصيدة يكتبها، بل تعدى إلى أبعد من ذلك، وأخذ يهتم بشؤون ساحة الشعر، ألف كتاب (القصيدة الشعبية الحديثة - قراءات ودراسات) وحقق من خلاله جزءاً يسيراً من طموحه، تم تكريمه مؤخرا من قبل مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، إنه الشاعر عبد الله الفارسي؛ حيث كان ل(مدارات شعبية) معه هذا اللقاء الخاص.

التكريم

* نبارك لك التكريم الذي حظيت به مؤخرا من الجنادرية، وكيف تراه؟

- الله يبارك فيك، أعتقد أن التكريم لفته إنسانية، قبل أن يكون جزءا من رد الجميل والعرفان، وعندما يأتي من مهرجان بحجم ومكانة الجنادرية الثقافية والتراثية تكون ردة الفعل أكثر لدى المكرم، مما يوحي له أن هذه اللفتة تجسد التكريم والتقدير ليس من إدارة المهرجان فقط، وإنما التكريم من الوطن ومؤسساته الثقافية والتراثية. وهذه الخطوة الجميلة تحفز الشعراء والإعلاميين على بذل المزيد من العطاء في خدمة الأدب الشعبي، وتكسر الحاجز النفسي الذي يلازم الفاعلين في هذا المجال لعدم تقدير جهودهم والالتفات لهم، حيث ارتبط التكريم لسنوات طويلة بالراحلين وهو ما رسخ المثل الدارج (العرب مداحة الميت).

العمل الصحفي وأثره

* إلى أي مدى أثر العمل الصحفي على شاعرية عبد الله الفارسي؟

- بكل تأكيد الصحافة لها تأثير على حياة عبدالله الفارسي ككل، وليس على مستوى الشعر فقط، لذلك تستطيع أن تقول إن الصحافة بقدر ما قربتني من الشعر أبعدتني عنه، وأثرت على شاعريتي بشكل كبير، بل قضت عليها، مع أنني في الأصل غير مهتم بها، ولا أبحث من خلالها عن مجد شخصي.

* من خلال تجربتك الطويلة في مجال الإعلام الشعبي. كيف ترى الساحة في الوقت الحاضر؟

- الساحة الشعرية منذ القدم فيها الجيد والرديء ليس على مستوى الإعلام الشعبي فقط، وإنما على مستوى الشعراء أيضا، فهناك من الشعراء من يملك الموهبة والوعي، وهناك من يملك الوعي وهناك من لا يملك الوعي والموهبة ومع ذلك (يطامر) في كل مكان ويجد من يصفق له.

الشعر الحقيقي

* متى يبحث عبد الله الفارسي عن الشعر الحقيقي في عالم تعددت فيه مصادر المستشعرين؟

- عندما يبحث الصحفي عن الشعر بعيدا عن الأشخاص، فإنه سيجده حتما، لأن هناك الكثير من الشعراء الحقيقيين موجودين ولم تتح لهم الفرصة لكونهم لا يجيدون التملق للآخرين ولا يريقون ماء وجوههم من أجل نشر أو عرض قصائدهم.

أصداء

* أصدرت كتاب (القصيدة الشعبية الحديثة - قراءات ودراسات) كيف وجدت صداه وما هو الهدف منه؟

- الحمد لله، الكتاب حقق ردود أفعال جيدة، والهدف منه هو جمع الدراسات والقراءات التي طرحها عدد من النقاد حول النصوص الشعرية الشعبية من خلال الصحافة أو المحاضرات والندوات وحفظها من الضياع في إصدار يبقى شاهدا ومرجعا لكل من يبحث في القصيدة الشعبية الحديثة، لا سيما وأنه هذا الإصدار ضم دراسات لأبرز النقاد والأكاديميين المعروفين في الساحة الثقافية حاليا.

تجاهل كبار الشعراء

* ما سبب تجاهل القنوات الفضائية الشعرية للأسماء الشعرية البارزة على الساحة؟

- بكل بساطه، لأن القائمين عليها لا يمتلكون الذائقة الجيدة التي يستطيعون من خلالها التفريق بين الشاعر الجيد والرديء، وأغلب العاملين فيها لا يملكون الخبرة الكافية ويبحثون عن تحقيق مجدهم وحضورهم من خلال هذه القناة أو تلك، ولا يستغرب عمل بعضهم مجانا وبدون مقابل لتحقيق هذا الهدف.

* هل هناك شعراء صنعهم الإعلام؟ ولماذا؟

- كثير، واستطاع الإعلام أن يفرضهم على المتلقي العادي الذي لا يفرق بين الشعراء ولا يعرف الشعر الجيد من الرديء، لذلك أبهرهم الضوء المسلط على الشاعر دون النظر إلى نتاجه الشعري.

* يقال إن مجلات الشعر الشعبي أفسدت الشعر بشلليتها.. ما هو تعليقك؟

- في كل وسيلة من وسائل الإعلام شللية ليس على مستوى الشعر فقط، وإنما في كل الساحات الفنية والثقافية والرياضية وغيرها، ومجلات الشعر طفرة من طفرات الإعلام، كما هو الحال في الصفحات الشعبية سابقا والقنوات الفضائية لاحقا، ولا يمكن أن نحملها الوزر كاملا.

* هل القصيدة الكلاسيكية أثرت في الساحة؟

- القصيدة الكلاسيكية موجودة منذ زمن بعيد وهي الأساس في اللهجة المحكية التي جاء من خلالها الشعر العامي عندما خرج من عباءة الشعر الفصيح، ولا يمكن أن تحدث أثرا سلبيا، وإنما الأمر السيئ هو ظاهرة (الهياط) التي اكتسحت ساحة الشعر من خلال شعراء روج لهم الإعلام وهم لا يملكون الوعي وتفتقد قصائدهم مقومات الشعر الحقيقي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد