Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/04/2008 G Issue 12976
الثلاثاء 02 ربيع الثاني 1429   العدد  12976
عقيدة الحرب الإسرائيلية

حرصت إسرائيل على طمأنة لبنان وسوريا بأن ما تجريه من مناورات لا يستهدف أي منهما، ومع ذلك فمن يصدق دولة مثل إسرائيل تعتمد الكذب ضمن سياساتها مع الآخرين، وهي لا تأبه إن تم اكتشاف عدم صوابية ما تقوله، بل هي نفسها تقدم الدليل على كذبها..

وعلى سبيل المثال ففي الأسبوع المنصرم قالت إسرائيل إنها أزالت العشرات من الحواجز التي تفصل بين مدن وقرى الضفة الغربية، لكنها في مطلع الأسبوع الجاري قالت وعلى لسان وزير حربها يهودا باراك إنها خصصت عشرات الملايين من الشيكلات لترميم حواجز في الضفة وزيادة فعاليتها، وهذا التصريح يتفق تماما مع ما تفعله إسرائيل في الضفة الغربية التي أحالتها إلى مناطق متقطعة لا ترتبط بين بعضها البعض جغرافيا حيث يأتي ذلك في إطار مخطط كامل لتقطيع أوصال الضفة وبالتالي استحالة إقامة دولة فلسطينية..

بالنسبة للمناورات الأخيرة والتي تقول إسرائيل إنها تستفيد من أخطاء حرب صيف 2006 مع لبنان، وهي حرب لقيت فيها هزيمة شنيعة لا تزال تعاني من آثارها حتى اليوم، فإن لا أحد يصدق ما تقوله إسرائيل من أنها لا تبيت (سوء نية تجاه جيرانها في الشمال)، فالواقع الإسرائيلي هو في الأساس واقع حربي، وهي دولة تصحو وتنام على صوت الرصاص، ولا سبيل أمامها باعتبارها كيان قائم على القوة سوى إبقاء أيديها على الزناد، لأن حالة الاحتلال تفرض في ذات الوقت وجود مقاومة..

كما أن تماسك إسرائيل كدولة يعتمد على استمرار الخطاب الحربي طوال الوقت، فإسرائيل إما تخوض حربا أو أنها تستعد للحرب..

ولهذا ولغيره، فإن الجميع مطالبون بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لعملية إسرائيلية ما، طالما أن العدوان على الآخرين يكمن في صلب التكوين السياسي لإسرائيل..

ولدى إسرائيل الكثير من الدوافع لشن الحروب، فبالإضافة إلى تكوينها الحربي وسمتها العدوانية، فإن هزيمة 2006م ، أخلت كثيرا بصورة جيش الاحتلال، الذي يحاول طوال سنوات تثبيت صورته بأنه جيش لا يهزم، ومن ثم فإن استعادة هذه الفرية ربما استلزم شن حرب أخرى..

الحرب أيضا تخلص إسرائيل من التزامات ومقتضيات السلام، والسلام يعني في العقلية الإسرائيلية ضياع المسروقات الهائلة من أراض فلسطينية وعربية أخرى، وهي لذلك ستظل ضمن دائرة الحرب ولن تبرحها، وإلا فقدت مبررات وجودها كدولة معتدية تعيش على قمع الآخرين..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد