Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/04/2008 G Issue 12976
الثلاثاء 02 ربيع الثاني 1429   العدد  12976

شيء للرياضة
المحرضون في الإعلام الرياضي
نزار العلولا

 

يطرح الدكتور علي عواد في كتابه: (الإعلام والرأي) مسألة تأثير الإعلام في سلوك الجمهور وأخلاقياته، ويرى أن عوالم التحريض والدفع والإغراء تستدعي لا إرادياً سلوكيات جماهيرية محددة يريدها المحرض ويخطط لها لدرجة انتفاء المصلحة العامة للجمهور وكسب مصلحة شخصية للفرد المحرض، فيستغل المحرضون نزق الجماهير باستخدام الشائعات ووجهات النظر الملتوية وفق البيئة التي يتأثرون بها فمثلاً: المنافسات الرياضية بيئة خصبة للتأثير في الجمهور الرياضي فيسهل ترويج الأسباب والغايات التي تثير غرائز الجمهور، وذلك بحقنه بجرعات مناسبة وإشعاره بالظلم حتى ينفجر غاضباً فيصبح مطواعاً في أيدي المحرضين.

وهذه الفكرة العامة متواجدة بوضوح في الوسط الرياضي خصوصاً أن الإعلام الرياضي يحظى بمساحة كبيرة من الحرية، لكن المحرضين في الغالب ليسوا بالضرورة إعلاميين.. لكنهم فئة ممن تتاح لهم فرصة الظهور الإعلامي باعتبارهم إداريي أندية أو أعضاء شرف أو لاعبين فيستغلون مشاعر الجماهير السلبية أو الإيجابية وخصوصاً الفئة العاطفية والفئات العمرية الصغيرة مما يشكِّل مناخاً ملائماً لاستغلالهم توجيه رأي الشارع الرياضي بما يتناسب مع أهدافهم الخاصة ثم يقوم المحرض بالتنصل من المسؤولية بعد خراب مالطة!!

فالواقع الرياضي يقول إن اللقاءات التي يسبقها حملات إعلامية جادة وتصريحات مثيرة تهيج الجماهير وتشحن نفسيات اللاعبين تحفل بأحداث سلبية وشغب جماهيري كانعكاس طبيعي لهذا التحريض بينما تحفل اللقاءات التي تسبقها رزانة إعلامية بمستوى فني وأخلاقي عالٍ وسلوكيات رياضية مشرفة.

والواقع الإعلامي يقول إن من ندرت نجاحاته كثرت تصريحاته وكلما تردت نتائج الفريق زاد الظهور الإعلامي لإدارييه، والسؤال المهم هو لماذا يسمح للأنانيين الذين لا يدركون الرسالة السامية للرياضة باستغلال فورة بعض الجماهير وتلويث أفكارهم عن طريق وسائل الإعلام؟.

ولماذا تنازلت بعض الوسائل الإعلامية عن معايير المهنة الأخلاقية مقابل الإثارة والانتشار؟.

فإذا كان المطلوب من الإعلام الرياضي المصداقية والموضوعية ومخاطبة الجمهور بطريقة تؤدي إلى بلورة رأيها الرياضي للأفضل.. فإلى أين يقودنا إعلام العواطف والمصالح؟ ومتى نرى ضوابط أكثر حزماً لحماية أفكار الجماهير وكرامة الرياضيين من تهم الكذب والقذف والافتراء لتحقيق منابع التعصب وإيقاف مسوقي الكراهية والعنف الذين دفعوا الجماهير لحمل السكاكين في المدرجات ورسموا منهجاً متعصباً حوّل النقاشات الرياضية إلى معارك تفرِّق بين الأشقاء والأصدقاء.

وأستطيع القول بأن الإعلام الرياضي ليس مذنباً بالكامل.. لكنه استخدم كثيراً بطريقة سيئة وأصبح ميداناً للصراعات وتنفيس العقد النفسية فلا مشكلة لدى البعض في أن يتحوَّل إلى منافق أو ثرثار أو أراقوز أو محرّض في سبيل هدفه الخاص.

وعلى الجانب الآخر هناك عمالقة فكر وكفاءات وطنية يفخر بها الإعلام الرياضي لمساهماتهم الكبيرة في تكوين فكر رياضي سليم وترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية وجعل الرياضة محضناً تربوياً إضافة للمتعة والتثقيف.. ولكن:

متى يبلغ البنيان يوماً تمامه

إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

وأقول إن البنيان سيبلغ تمامه إذا بادرت الجماهير الواعية بتقديم العقل على العاطفة في تعبيرها لما يقدمه الإعلام المسؤول عن تمييز الجيد عن الرديء، وهي التي سترفض المنهج الهدام وتسقط المحرضين بمختلف أهدافهم.

في ذمّة الاتصالات

الاستخدام السيئ للتقنية من قِبل ضعاف النفوس ظاهرة لا يمكن تجاهلها أو تحجيمها.. ولعل أكثر الوسائل إيذاءً للناس هو استخدام بطاقات الاتصال مسبقة الدفع (سوا) المجهولة أو المسجلة بأسماء عمالة وافدة فيستخدمها مراهقون من عديمي الأخلاق لإزعاج الناس ومعاكسة النساء بدون حسيب أو رقيب.

وفي حالة تفاقم المشكلة وتقديم شكوى رسمية ومتابعتها من قبل المتضرر فإن العقوبة لا تتجاوز إلغاء الشريحة وقيمتها مائة ريال فقط.. يا بلاش!! وهنا أتساءل عن حقوق الناس وكرامتهم التي تُؤذى ببطاقات مجهولة من شركة الاتصالات السعودية.. ولماذا لا يُعاني الناس من نفس الخدمة المقدمة من شركة موبايلي؟

هذا السؤال أقدمه لكل من يهمه الأمر، فسلبيات هذه الخدمة تتطلب حلاً حاسماً من شركة الاتصالات السعودية التي تعي مسؤولياتها الأخلاقية تجاه المجتمع.

nizar595@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد