Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983
أضواء
من يخرب الأمن في العراق؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

شهدت اجتماعات اللجنة الأمنية للتنسيق والتعاون لدول جوار العراق، أول مكاشفة حقيقية لما يحدث في العراق، وأسباب تدهور الأمن وتفشي الطائفية، ففي السابق وحتى الاجتماعات الأخيرة لا توضح البيانات الختامية والتوصيات الحقيقية كاملة؛ إذ تكتب البيانات بصورة مبهمة وعامة وعادة ما تكون الفقرات التالية مكررة لجميع الاجتماعات التي تناقش الأوضاع في العراق، (يؤكد المجتمعون على ضبط الحدود باعتبارها مسؤولية مشتركة بين العراق ودول الجوار)، ولأن المجتمعين في اجتماع دمشق الأخير، والاجتماعات السابقة يعرفون تماماً من هي الدول التي تفتح حدودها مع العراق والمساعدة على إرسال المقاتلين، بل وحتى تدريبهم في أراضيها ومدهم بالأسلحة والأموال.

والمجتمعون أيضاً يعرفون من هي الدول المجاورة للعراق التي تبذل جهوداً مضنية لتحصين حدودها ومتابعة مواطنيها المغرر بهم قبل سفرهم للعراق، ولكن مع هذا فلا الدول التي تخرق التعهدات وتفتح حدودها للمقاتلين يشار إليها ويسكت عن أعمالها، ولا الدول التي تعمل على تحصين حدودها وتبذل جهوداً واضحة للتعاون أمنياً، يُنوّه بعملها وتُشكر على جهودها، رغم أن ما تقوم به واجب تخلى عنه الآخرون..!!

كل هذا معروف عن اجتماعات دول الجوار التي يتغاضى المجتمعون عن ذكر إيران وسوريا مهما تجاوزت هاتان الدولتان، ولذلك فإن الاجتماعات لم تعد تحظى بالاهتمام لأن قراراتها لا تُحترم ولا يُؤخذ بها، وكانت تلك الاجتماعات تعقد دورياً ولا جديد فيها، حتى عقد الاجتماع الأخير في دمشق الذي فجّر فيه المندوب العراقي (المفاجأة) عندما فضح الدور الإيراني في تدهور الأمن في بلاده، متهماً إيران بتدريب وتزويد المليشيات الطائفية بالأسلحة والأموال وأنها تفتح حدودها لإدخال المقاتلين وتدريبهم وإعادتهم إلى العراق مدججين بالسلاح، وقدم أدلة عديدة على أن معركة البصرة الأخيرة كانت تدار من طهران وقم وأن المقاتلين في البصرة ومدينة الصدر والنجف كانوا يتلقون التعليمات من المدينتين الإيرانيتين حيث كان مقتدى الصدر يوجه مقاتليه من قم، وقادة فيلق القدس يوجه المقاتلين الآخرين من طهران، وبين (معمعة) تلك المعركة سقط الأبرياء العراقيون، ودُمِّر الأمن العراقي.

الحقائق التي قدمها ممثل العراق في اجتماعات دمشق أثارت دهشة الحضور الآخرين خصوصاً ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الجوار الأخرى؛ السعودية والأردن والكويت، ليس لكشف المعلومات، فالتدخل الإيراني معروف للجميع، ولكن سبب الدهشة هو أن يأتي كشف الحقائق عن طريق المندوب العراقي الذي لم يكن في السابق يجرؤ أن يشير ولو من بعيد ل(تخريب) إيران الحاضن السابق والحالي للأحزاب والميليشيات الطائفية الحاكمة في العراق.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد