Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983
الملك عبدالله.. وكلمته التاريخية
بقلم: خالد المالك

في كلمته البليغة..

وبصوته الأخاذ..

قوياً كما عهدناه..

وصريحاً وواضحاً مثلما هو دائماً في كل المناسبات.

***

يأتي عبدالله بن عبدالعزيز متحدثاً للأمة باختياره للزمان والمكان المناسبين..

في موقع اعتاد أن يعلمنا ويعطينا الدروس في الإخلاص والوفاء والحب..

فيرسل الرجل الكبير في هذه الأجواء من مخزون حكمته وصدقه وحبه لأمته ما استمعنا وسعدنا وفرحنا به مساء أمس الأول.

***

وهكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز كما عهدناه دائماً..

قامة كبيرة..

ومقام كبير..

سواء حين يتحدث، أو عندما يلتزم الصمت، فالتوقيت واختيار المكان لصيقان دائماً في حضوره وعند غيابه..

فهو يزن الأمور بعين العقل، ويتصرف وفق ما وهبه الله له من حكمة، وبالتالي فهو دائماً يبوح من الآراء ما ينسجم مع مصلحة الأمة.

***

أبا متعب: لقد استمعنا إليكم..

أصغينا لكل كلمة تضمنها خطابكم..

واستمتعنا بكل وجهة نظر عبرتم من خلالها عن مواقفكم..

وهكذا تؤكدون بحزمكم وعزمكم وصلابة مواقفكم أن الأمانة مصانة، وأنه لا تفريط في مسؤولية تحملتموها، وأنكم على العهد والوعد مع كل ما أعلنتموه عند مبايعتكم ملكاً للمملكة العربية السعودية.

***

أبا متعب: لقد أشرتم في كلمتكم التاريخية إلى مجموعة موضوعات ومضامين غاية في الأهمية..

فتحدثتم عن الجريمة وأنها تبدأ في العقل المنحرف المريض، وهذا صحيح..

وقلتم أن جرائم الإرهاب لا تولد إلا في أشد العقول ظلاماً وضلالاً، ونحن معكم في هذا .

وجاء في خطابكم -وبوضوح- بأن علينا أن نتصدى للفكر القاتل الذي يحوّل الشباب المغرر به إلى أدوات قتل وتدمير، وهذا ما يفعله رجال أمنكم البواسل.

***

في خطابكم -يا خادم الحرمين الشريفين- إشارات مهمة، وكلمات يحسن بالأمة أن تسترشد بها في تعاملاتها وسلوكها ومواقفها وتوجهاتها..

فالإسلام دين الوسطية -كما عبرتم عن ذلك في خطابكم-، والتاريخ -كما تقولون- أثبت أن كل المتطرفين عبر العصور تطايروا في مهب الريح وبقيت الأكثرية المؤمنة المعتدلة.

***

وإذ تستذكرون في خطابكم مواقف القائد المظفر الملك عبدالعزيز الذي أرسى وأقام دولة تحكم بالكتاب والسنة، فإنكم لم تنسوا شعبكم الوفي الذي سار وراء هذا القائد، هذا الشعب الذي يقف اليوم سداً منيعاً في وجه فلول وأتباع الشيطان، كما أكدتم على ذلك في خطابكم التاريخي في افتتاحكم لأعمال الدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي تستضيفه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض.

***

إن تكريمكم بمنح شهادة الدكتوراه لكم من الجامعة، هو تكريم لمواقفكم المشرفة، وإنصاف لتاريخكم المتميز، ووفاء من الجامعة ومن نايف بن عبدالعزيز وزملائه لأدوار كثيرة قمتم بها خدمة لأمتكم وحماية لحقوقها..

بل إن شهادة الدكتوراه تأتي لتكرم وطنكم وشعبكم ورجال الامن الشجعان وكل من أبلى بلاء حسناً في سبيل ترسيخ المبادئ والقيم التي تتسم بالخير والحب والسلام بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية وعلى مستوى العالم.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد