Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983
باستخدام أوراق مكشوفة.. الظواهري يحلم بإعادة بناء أوكار التنظيم الضال
إبراهيم المعطش

الخراب والدمار وعقوق الأوطان والتغرير بالشباب صفات ليست غريبة على نهج تنظيم القاعدة الإرهابي، ولا على فكره الدموي، ولا عقلية أيمن الظواهري الإرهابي الهارب والمطلوب لعدة جهات أولها وطنه وموئل أهله وعشيرته. وقد أكد بيان وزارة الداخلية مؤخراً الذي تم الكشف من خلاله على آخر محاولات التنظيم الضال إيجاد نوع من البلبلة في المملكة، أن أيمن الظواهري يخطط ويحاول بث الروح في جسد القاعدة المتهالك، ويهدف إلى استقطاب الدعم تحت ستار العمل الخيري، والتغرير ببعض الشباب، واستهداف مرافق حيوية سعودية لبث سموم هذا التنظيم (المسرطن) والإساءة إلى سمعة المملكة، ومحاولة زعزعة الأمن وترويع السكان من مواطنين ومقيمين.

القبض على 56 ضالاً خلال العام المنصرم 28 منهم خلال موسم الحج والتحقيق معهم، كشف أبعاد ومرامي هذا الرجل غريب الأطوار عاشق الدمار، محب الخراب، وكشف أيضاً، أساليبه الشيطانية في محاولة إحياء الفكر الضال في بيئة نظيفة لفظته ورفضته أمام الملأ.. ومحاولته استعطاف الناس باسم الأعمال الخيرية، وجمع أموال السذج والبسطاء وتوظيفها في القتل والتدمير وإفساد العقيدة وجر الشباب إلى الحرابة بلا شرعية ولا حق ولا هدف. حقاً ما قامت به الأجهزة الأمنية من خطط وعمليات استباقية سدد للفكر الإرهابي المسموم ضربات مفصلية موجعة، وكشف مخطاطاته الفاشلة، لكنه في ذات الوقت أعطى عدة دلالات ومؤشرات.. أبرزها أن عين الوطن ساهرة لا تنام أبداً.. وأن رجال الأمن الأوفياء ليسوا تقليديين في تتبعهم للمشتبه بهم من عناصر التنظيم الضال، بل استخدموا أساليب حديثة للمتابعة والمراقبة والتحليل الدقيق من أجل الوصول إلى المعلومات المفصلة والدقيقة.. كذلك كشفت هذه الأحداث أن عناصر الفئة الضالة كانوا في مرحلة سعي لتكوين وتأسيس تنظيم متكامل لفكر قاعدة الإرهاب المنبوذ.. حيث مهدوا لحملة إعلامية إلكترونية لنشر فكرهم الضال وتوريط الشباب في أعمال مخلة بالأمن والزج بهم في أتون مخاطر لا يعلم مداها إلا الله، وأفادت معلومات الداخلية (الدقيقة والموثقة) أن هؤلاء الضالين وصلوا مراحل متقدمة من التجهيز والسعي لإيجاد أوكار لخلاياهم، وتزوير وثائق التنقل لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة، معتمدين في تمويلهم على جمع الأموال بالباطل تحت غطاء العمل الخيري من أجل تمويل نشاطات شيطانية ضد الأبرياء والمنشآت الحيوية بالمملكة..

ومن الدلالات القوية التي أفرزتها التداعيات الأخيرة لمتابعة فلول الإرهاب بالمملكة إن الحرب الاستباقية أتت أكلها، وقطعت الطريق أمام أنصار الفكر الهدام، ومنعت تحقيق أحلامهم، وذلك لضعف خلايا الإرهاب وتفككها، واستخدام عناصرها وسائل وأساليب مكشوفة، وكروتاً محروقة، مثل التسول وجمع الأموال باسم العمل الخيري.. وما كان لذلك الأسلوب أن يمر على أفراد قوات الأمن البواسل في ظل حقبة يتمتعون فيها بالنضج الأمني، والمهنية الحالية، وانتهاج التثبت ودقة المعلومات، وتوقيت التحرك، واتباع المرونة والحكمة في التحقيق واستخلاص المعلومات، وتوظيفها لخدمة أمن الوطن والمواطن والحفاظ على المنشآت. كما كشف سقوط هذه الأعداد المخربة في يد قوات الأمن مدى الوعي الذي وصل إليه المجتمع، والقفز فوق المحاولات البالية، والوسائل المستهلكة (جمع المال باسم العمل الخيري) حيث يمتلك المواطن - اليوم - حساً أمنياً مرهفاً، جعله يتعاون مع قوات الأمن لمجرد الاشتباه في عناصر مريبة، أو سيارة ملفتة للنظر، أو تصرف غير طبيعي، ويبلغ قوات الأمن بما يشير شكوكه، وكان للمبادرات الفردية من المواطنين دور مهم في الوصول إلى خيوط العديد من قضايا الإرهاب.. لذا فشل فكر قاعدة الإرهاب.. ولن يكون لها- بإذن الله- أي مستقبل في أرض الحرمين الشريفين، بفضل الله ثم بيقظة رجال الأمن ووعي المواطن.. من دلالات الموقف أيضاً، تأكيد كساد الفكر الضال الذي يتصدره حالياً - الظواهري بكل ما تحمل كتفاه من حقائب تنوء بالأعمال المخزية، والملطخة بدماء الأبرياء، ودمار المنشآت الحيوية والاقتصادية، إصراره على تكرار اللعب بكروت ملعوبة ومحروقة، وخطط مكشوفة ليغامر بها في مملكة الإنسانية، وفي موسم الحج حيث تحتشد الملايين من ضيوف الرحمن.. وكفى بالمرء جرماً ووقاحة أن يعتدي على ضيوف الله.. نعم.. فكر القاعدة الضال المنبوذ في كساد لا يحسد عليه، والظواهري.. ضاقت به الأرض.. ولم يعد لديه ما يخسره أو ما يهمه ويخشى عليه.. فلا غرابة إذاً حينما يغامر بأساليب مكشوفة.. خصوصاً سيقع فيها السذج والبسطاء ويكون هو مختبئاً بأحد الكهوف.. بعيداً عن لهيب المعركة.. إذن أبناء البلد.. الشباب، أمل المستقبل.. جديرون بأن يعوا الأمر، ويستفيدوا من الدرس، وأحق بالحفاظ على أرواحهم وأهليهم ووطنهم.. لأن من يغررون بهم يتحركون من وراء الكواليس ولن يبكو عليهم.. أو يفرحوا بنجاحاتهم.. إنها وقفة تأمل يجب أن يقفها كل من يحس بصراع داخلي بشأن هذه المواقف.. التحية والتقدير لأبناء قوات الأمن البواسل الذين يرسمون الخطط ويتابعونها، وينفذونها، ويكشفون المحاولات اليائسة لإعادة بناء الهيكل المتصدع لتنظيم القاعدة الضال.. والخيبة والخسران لمحاولات الظواهري الفاشلة لإيجاد موطن قدم للتنظيم الضال في المملكة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد