لفت انتباهي أثناء قراءتي لأحد الكتب التربوية الأجنبية ووجدت اهتمامهم بالطفولة منذ مئات السنين فقد جعلها (الساسة) من أولوياتهم السياسية. ففي عام 1924م صدر إعلان جنيف لحقوق الطفولة وهذا نصه (على الإنسانية جمعاء واجب توفير ما هو أفضل للطفل, وعلى الجميع الالتزام بحمايته وتوفير أفضل السبل لنموه، ومنها: الغذاء للطفل الجائع ومعالجة الطفل المريض وتشجيع الطفل المقصر (وليس تأنيبه!) كذلك إعادة الطفل الضال واحتضانه ورعاية اليتيم والاعتراف باللقيط. أما عالمنا العربي الفاضل فلا إحصائات ولا دراسات ولا جمعيات أو منظمات أو هيئات تحمي وتعطي للطفل حقوقه! وإذا وجدت هذه المنظمات فهي مجرد هتافات وشعارات تردد. فالأسرة هي من تغرس البذور وترعاها في أرض صالحة ومباركة لتكمل المدرسة دورها المنوط بها ألا وهو رعاية وتهذيب هذه البذور وعند ينوع هذه الثمار تصير من أجمل بساتين الدنيا عقولاً وفكراً ومنطقاً. إن الأسرة والمدرسة هما اللتان تصنعان وترسمان معالم طريق الطفل وتشكلان ملامح شخصيته فبالحب والحنان والاحترام والتشجيع على طلب العلم بإمكاننا أن نصنع منه (مفكراً وعبقرياً وداعية وطبيباً...). وبالقسوة والعنف من ضرب وترهيب وتوبيخ بإمكانك أن تصنع من هذا الكيان الصغير (فاشلاً ومجرماً) يحب الانتقام ممن خدش براءته واستغل ضعفه متذرعاً بتربيته! لماذا يزرع في الطفل الرهبة والخوف والانكسار (لماذا يا معلمات الأجيال تستخدمن أسلوب الهدم لا البناء.. لماذا)! كثيراً ما نرى بالصور أن معلماً أو معلمة اعتدى بالضرب على طفل أو طفلة لم يتجاوز عمره ثماني السنوات! أين ذهبت إنسانيتكم وضميركم أيها المثقفون؟!! أما إذا حصل العكس واعتدى الطالب على مدرسه (قامت وزارة التربية والتعليم) ولم يشفِ غليلها إلا فصل هذا الطالب ورميه لمصير مجهول!