عندما تفتقد إنساناً عزيزاً فإنك تفتقد حبيباً وقيماً وأخلاقاً لها تأثيرها عليك في حياتك وعلى المحيط الاجتماعي ككل، وفي يومي الأربعاء والخميس الماضيين صعقنا لوفاة رجلين عزيزين هما الشيخ فنيسان بن قعيد السيحاني والأخ العزيز عبدالله بن جودان الرويس؛ فالشيخ فنيسان رجل فاضل من الرعيل الأول وكبير في السن لكنه يمتلئ حيوية وشباباً وهو والد رجل الأعمال المعروف ناصر فنيسان السيحاني صاحب مجموعة من المراكز الطبية بالرياض، وكذلك والد الأخ منصور السحياني الموظف في ديوان مجلس الوزراء. والفقيد - رحمه الله- يعتبر أكبر قبيلته سناً ومن أكثرهم مشاركة في المناسبات الاجتماعية حتى أنه لا يجد إرهاقا في حضورها أين ما كانت بل تجده مغموراً بالسعادة عندما يشارك فيها، وهو رجل تقى ودين يعرفه الجميع بحب الخير ودائم الابتسامة في وجه الصغير والكبير في وقت شحت لدى البعض الكلمة الطيبة والابتسامة العريضة حتى أنه إذا خلت أي مناسبة فرح أو ترح وتخلف عن المشاركة فيها أحد قيل إلا أبا ناصر كان متواجداً فيها، فسبحان الله عندما يختزن الرجال الأخلاق والبشاشة والمحبة فإنهم يغدقونها وينثرونها على الآخرين لتبعث في القلوب المحبة والألفة والبشاشة والتقارب بدلاً من الجفوة والتباعد. وما إن تبلغنا بحزن فقدان أبي ناصر إذ برزية أخرى أقسى وهي وفاة الأخ البشوش صاحب الابتسامة التي لا تفارقه حتى في أحلك الظروف الأخ العزيز عبدالله بن نجر بن جودان الرويس أحد رجال الأعمال بمحافظة شقراء وكانت وفاته مفاجئة صكت أقاربه ومعارفه بالذهول وهم بين مصدق ومكذب فهل ذهب وفارق الأحبة في غياب أبدي. إنه الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات. كان آخر لقاء جمعني به قبل عدة أيام في مناسبة عامة، وكنت أتحدث معه عن زيارة سمو سيدي أمير منطقة الرياض -حفظه الله- المرتقبة لمحافظة شقراء وكان يعدني بالمشاركة فيها بشكل فاعل يتفق وحجم ما يكنه الجميع لسموه الكريم، ولا غرو فهو من أسرة كريمة عمل أفرادها في معية بعض أصحاب السمو وأثبتوا ولاءهم لقيادتهم وجدارة في أعمالهم. لقد كان رحمه الله صديقاً للجميع مشاركاً في المناسبات يحب الخير للآخرين وإني لا أستطيع أن أعدد مناقب الفقيدين لأن عبراتي تسابق حروفي لكني أختم بصادق العزاء لأبنائهما وخالص الدعاء لهما بالجنة والمغفرة. والله المستعان.