Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983

الراحل الباقي أبو عجلان
سعد بن عبدالعزيز بن فهد العجلان

 

يفارق الناس الحياة بأبدانهم وأرواحهم ولكنهم يخلِّدون ذكرى عطرة ليعيشوا بين الناس وهم أموات, فلقد رُزِئَت أسرة العجلان في الأسبوع الماضي بفقدان رجل قلَّما يتكرر مثله في الناس, فقد انتقل - إلى رحمة ربه - الغالي عبدالله بن محمد السعد العجلان رحمه الله, الذي وافته المنية في يوم السبت 28-3-1429هـ بعد أن صلى الظهر وبدأ يذكر ربه حتى توفاه الله.

عرفته منذ صغري، فكان أباً لكل صغير، وأخاً لكل كبير ومحباً للجميع, كان لا يفتر يمازح الصغار من أبناء قرابته وغيرهم حتى إنه ليعرف بهذا الطبع بينهم, وكان - رحمه الله- من الذين يعملون في الخفاء بصمت لا يريد الأجر والثناء إلا من ربه.

خالي الغالي أبو عجلان عرفتك في أيام صحتك ومرضك، فلم أزدد إلا يقيناً بأنك رجل عظيم في عافيتك وسقمك, كنت - رحمك الله- في أيام مرضك لا تفارق ذكر ربك ومولاك مع شدة ما كنت تشعر به من ألم, حتى إني كنت قريباً منك في أيامك تلك فلم أجدك تشتكي يوماً أو تجزع على ما قدَّره الله عليك، بل كنت مثالاً يحتذى به في الصبر والاحتساب, وكنت ترجو الأجر من الله والثواب منه, وتطلب ذلك وتؤمِّن على من دعا لك, نرجو من الله أن يجعلك ممن بلغ منزلة الرضا.

لقد كان أبو عجلان متواضعاً قمة التواضع؛ فقد كان من تواضعه وحسن أسلوبه مثلاً أنه لم يكن يدعوني باسمي، بل كان يناديني ( يا صديقي).. ستظل العبارات عاجزة عن وصفك لما حباك الله من مزايا قلَّما توجد في غيرك, ولكن عذري محبتك فإني أشهد ربي على حبك, كما أسأله سبحانه أن يجمعنا بك ووالديك ووالدينا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

ولا يفوتني أن أعزي نفسي وأبناء الفقيد الغالي وبناته وزوجتيه وإخوانه وأخواته في مصابهم الجلل, والله أسأل أن يجعل قبرك يا أبا عجلان روضة من رياض جنته, وأن يلحقك بالأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا, وأملنا في ذريتك أن يكونوا خير خلف لخير سلف، كما كنت أنت وبقية إخوتك ماضين على نهج والدكم العظيم..

رحم الله الجميع.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رحلتَ يا خالي العزيز ولم يزلْ

ذكرك باقٍ في الناس مختزلْ

ما مات من خلَّد الناس ذكره

مثلا يحتذى في القول والعملْ

فيا ربِّ اجعل قبر خالي روضةً

من رياض الخلد واغفر له ما زللْ

كلية الشريعة بالرياض


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد