Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983
أين حقوق المرأة ؟!
عبدالإله عبدالرحمن الصقيهي

دائماً ما أقرأ وأسمع كثيراً عن حقوق يقال لها(حقوق المرأة) فما حقوق المرأة تلك؟ وما الحقوق التي لم تصل للمرأة؟

قرأت في مقال لأحد الكتاب يقول فيه (متى نرى المرأة سيدة أعمال تقود شركة بأكملها وتقود اقتصاد البلد).

وآخر يقول (متى ستدخل المرأة إلى مجلس الشورى).

وآخر يقول (من حقوق المرأة أن تقود سيارتها بنفسها لأن ذلك أحفظ لها).

وآخر...... وآخر.......

وأنا في هذا المقام لابد أن أوجه عدة أسئلة إلى هؤلاء:

هل هذه هي حقوق فعليه للمرأة ؟ هل المرأة بحاجة إليها؟ هل إذا فقدت هذه الحقوق سوف تموت المرأة أو تبقى بين أسوار المستشفيات؟

قبل أن تجيبني سأطرح عليك بعض القضايا وبعض الحوادث التي تحصل في مجتمعنا.. فانظر هل الحقوق التي تطالب بها أهم أم هذه الحقوق:

أولا: مليون وخمسمائة فتاة فاتهن أمر الزواج.

ثانياً: 491 صك نكاح و634 صك طلاق

ثالثا: قضية التحرش بالفتيات في المجمعات والأماكن العامة.

رابعا: أين الوظائف لدى النساء؟!

خامسا: أين مكافآت ربات البيوت؟!

سادسا: أين الحل لقضايا العنف الزائدة ضد النساء؟

هذه مجموعة من القضايا التي أسألك بالله.. ما الأهم قضية قيادة المرأة للسيارة، وأن تكون المرأة في مجلس الشورى أم هذه القضايا؟

أما آن لفكرنا أن يتسع كثيرا وألا يكون فكراً شهوانيا بحتا.

أما آن لنا أن نرفع من مجتمعنا، ولن يرتفع مجتمعنا حتى نرفع شأن المرأة عندنا، فالمرأة في مجتمعنا إذا أعطيت حقوقها العامة وحقوقها التي كفلها لها الشرع، فوالله سيرتفع المجتمع وسيكون مجتمعا راقيا مميزا بين المجتمعات، ولن يكون كذلك فحسب بل سيرتقي إلى أن يكون مؤثراً في المجتمعات التي حولنا؛ فبذلك سيصلح حال الأمة الإسلامية.

أكرر سؤالي مرة أخرى وبصيغة أخرى.. هل إذا قادت المرأة السيارة فسوف يصلح حالنا أو سوف نكون مجتمعا متحضرا ؟

هل لو رمت المرأة بحجابها وجعلته حبيس الرفوف فسوف يكون مجتمعنا منفتحا وناجحا؟

هل الاشتغال بوجود حلول للعوانس والمطلقات أهم وأكبر من بحث عقبات قيادة المرأة للسيارة؟

أترك لك الإجابة.. فأنت عاقل ومنصف!!!

أما آن أن نجد حلولا لتلك الفتيات اللاتي فاتهن أمر الزواج, أو الفتيات اللاتي لم يجدن وظائف تؤمن لهن عيشاً هنيئاً بدلا من السؤال، أما آن لنا أن نجعل لكل امرأة تربي أبناءنا مكافأة لها على ما تقدم؟.. أما آن أن نجعل حدوداً وقيوداً رادعة لكل من أراد التحرش بنسائنا وفتياتنا، أما آن أن نضع حدا للعنف الأسري في المنازل؟.

نساء يمتن بين يدي أزواج ظالمين.. أين حقوق المرأة عنهم؟

وامرأة تطرد من بيت أبيها لأن بشرتها سمراء.. أين حقوق المرأة عنهم؟

وامرأة يفرق بينها وبين زوجها لعدم تكافؤ في النسب أين حقوق المرأة عنهم؟

ورجل يضرب امرأته وابنته ثم يقتلهما.. أين حقوق المرأة عنهم؟

ورجل يمنع ابنته من الزواج لأنها موظفة ويريد أخذ مالها.. أين حقوق المرأة عنهم؟

أين حقوق المرأة عن هذه الأشياء يا من ينادي بالقيادة والرئاسة، وإلى غير ذلك من المطالب التي أقول إنها مزيفة باطلة؟.

فلنعطِ المرأة حقوقها التي أقرها الإسلام، أما هذه الحقوق المزيفة فلنتوقف عن المناداة بها حتى نكون مجتمعا راقيا ناجحا بإذن المولى سبحانه وتعالى.

وفي النهاية.. قيل:

المرأة هي نصف المجتمع وتلد النصف الآخر؛ إذاً فهي المجتمع كله..

حفظ الله نساءنا وبناتنا من كل سوء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد