Al Jazirah NewsPaper Monday  21/04/2008 G Issue 12989
الأثنين 15 ربيع الثاني 1429   العدد  12989
أضواء
إجبار المواطنين على السفر خارجاً
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لا أعرف إلى ماذا يهدف من أحدثوا الفوضى والتخريب في متنزه الدوح؟!.. فهل يسعون إلى اغتيال الفرح؟!.. أم يسعون من وراء فعلتهم الشنعاء إلى محاربة السياحة الداخلية، ومنع الناس من الترويح البريء، وفرض الجمود والخمول على الناس؟!. أم يريدون دفع الناس إلى السفر خارج البلاد حيث يتوفر كل شيء، من اللهو البريء إلى اللهو المحرم، حيث تكثر الخمور والدعارة والمخدرات؟!.

هل وراء هذه الأعمال جهات لا تريد الخير للوطن والمواطنين -وتحرك هؤلاء الذين يدفع بعضهم الحماس والبعض الآخر الجهل والبعض المعبأ بأفكار ضالة- لفرض أفكارهم وأساليبهم وسلوكياتهم على المجتمع السعودي؟..

يقول بعض الذين يدافعون عن فعلة هؤلاء الشنيعة: (إنهم تدخلوا بعد أن وجدوا خروجاً عن العادات والتقاليد)!!.. ورغم هذا العذر غير المقبول إلا أنه كان على هؤلاء (الغيارى) أن يتجهوا إلى أقرب مركز للشرطة، أو مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليبلغوا عن ملاحظاتهم، وحتماً ستقوم هذه الجهات المسؤولة بواجبها، أما أن يقوم هؤلاء بفرض أفكارهم وسلوكياتهم على الآخرين، ويخربوا ممتلكات الدولة والمواطنين فهذا سلوك يعد عملاً تخريبياً وإرهاباً بحق الآخرين!!.. إذ ليس من حق أي شخص أو جماعة تختلف في فهمها للحقائق ولما يجب أن تكون عليه سلوكيات المجتمع، أن تنصِّب من نفسها حامية لهذه السلوكيات، وقوة تحكم وتنفذ فتضطهد أكثرية المجتمع الذي تحدد سلوكياته وتصرفات أفراده مجموعة من الآليات والضوابط، وتحكمه إدارات وأجهزة مسؤولة مناط بها تنفيذ الأحكام والضوابط التي تجعل تعايش أبناء المجتمع فيما بينهم يضبطها القانون والنظام.

أما أن يترك لكل فئة فرض آرائها وفهمها لما يجب أن تكون عليه سلوكيات الآخرين فإن ذلك مرفوض، لأنه يقود المجتمع إلى الفوضى وإشاعة الخصومات والبغضاء والكره بين أبناء الوطن الواحد.

ولذلك فإن واجب الدولة أن تقف بحزم تجاه مثل هذه التصرفات الرعناء التي ستجعل أبناء الوطن يهربون للخارج للترفيه عن أنفسهم، في ظل حصار أصحاب النفوس الحاقدة والعقول المشحونة بالكره والبغضاء.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد