Al Jazirah NewsPaper Monday  21/04/2008 G Issue 12989
الأثنين 15 ربيع الثاني 1429   العدد  12989
كرٌّ وفرٌّ على المعابر

بين التصعيد ومحاولات التهدئة المتعثرة تظل القضية الفلسطينية تراوح مكانها، لكن في الجانب الإسرائيلي هناك ركض بلا هوادة لتكريس سياسة الأمر الواقع ببناء المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها مع انحسار الأضواء الإعلامية عما يحدث بهذا الصدد رغم خطورته على كامل التحرك الذي يستهدف تلمس سبل السلام..

وعلى طول المعابر بين غزة وإسرائيل ترتسم مظاهر التحدي؛ حيث غدت نقاط الاشتباك الرئيسة بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال، فالمعابر تمثل أحد رموز الضائقة المعيشية الصعبة الناجمة عن الحصار، وترمي المقاومة من نقل المعارك إليها إلى لفت الأنظار إلى صعوبات الحصار، وفي الحقيقة فقد نجحت المقاومة في اختراق خطوط الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة، آخرها نهار السبت حينما تسللت إلى ما وراء الخطوط الأمنية لتصيب 13 جندياً إسرائيلياً بجراح..

وبين الكرّ والفرّ في الجانبين يتواصل سقوط الشهداء الفلسطينيين بالغارات الانتقامية الإسرائيلية، فضلا عن أن الضحايا الذين قضوا نحبهم بسبب الحصار تجاوزوا المائة بكثير، هذا إلى جانب الصعوبات الناجمة عن نضوب إمدادات الوقود من خلال تحكم إسرائيل في المعابر التي يمر من خلالها.

وعلى خلفية هذه المواجهات اليومية تدور في أكثر من عاصمة عربية محاولات للتهدئة، لكنها في الغالب تقصر عن بلوغ المستوى المهيمن للفعل العسكري، الذي تتواصل فصوله الدامية وكأنه غير معني بجهود التهدئة التي تبدو في ظاهرها نشطة لكنها في واقع الأمر لا تؤثر على مجمل الوقائع اليومية في الأراضي الفلسطينية، كما أنها لا تبطئ ولو بقدر يسير جموح العسكرية الإسرائيلية الطاغي للقصف والقتل اليومي في غزة والضفة..

ولعل مما يحد من تأثير التحركات السلمية أن بعضها لا يحظى حتى باهتمام من يفترض أنهم كبار الوسطاء في المنطقة؛ فجولات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لا تجد سوى الفتور من قبل واشنطن، وبالطبع من إسرائيل التي لا تحتمل أية جهود صادقة للتسوية أو للتهدئة؛ فالوضع الأمثل لإسرائيل هو ذلك المشوب بالتوتر وبطغيان صوت الحرب على ما عداه؛ فهي أصلاً غير معنية بتسوية عادلة يمكن أن تعيد الحقوق إلى أصحابها.. ومن ثم فإن الوضع في غزة ينذر بانفجار كبير بدأت إرهاصاته ترتسم بالفعل على المعابر وعلى كل أنحاء القطاع، ففي الجانب الفلسطيني هناك إصرار على كسر الحصار وعلى تسجيل اختراقات في الحشود الإسرائيلية المتربصة بالقطاع من كل جانب، وفيما يتصل بإسرائيل فإنها تتحين كل هجوم لمواصلة مجازرها البشعة..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد