Al Jazirah NewsPaper Monday  21/04/2008 G Issue 12989
الأثنين 15 ربيع الثاني 1429   العدد  12989
التحذير من خطورة اللغة الهجينة
العربية الثالثة في التداول بعد الإنجليزية والأوردو في الإمارات

دبي - أحمد يوسف

احتلت اللغة العربية المرتبة الثالثة من حيث التداول اليومي في الإمارات العربية المتحدة، بعد الإنجليزية ولغة الأوردو، هذا ما كشفت عنه الجلسة الرابعة لملتقى الهوية الوطنية الذي عُقد في أبوظبي مؤخراً.

وإذا كانت الإنجليزية لغة التجارة العالمية، وكذلك السياسة، والتطور التكنولوجي، والانفتاح على الآخر، فإن من المدهش حقاً أن تتراجع اللغة في ملعبها إلى هذا الحد، وهو ما يعني خللاً في التركيبة السكانية بدأ المسؤولون والمثقفون في الإمارات يناقشون هذا الأمر بصورة علنية، لإعادة الاعتبار للغة التي هي لغة التواصل بين أبناء المجتمع، وأحد العناصر الأساسية المكونة للهوية الوطنية العربية، عدا عن كونها لغة إلهية نزل بها القرآن الكريم.

وقد حذر بلال البدور المدير التنفيذي لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من تأثير القوميات المتعددة على الهوية المحلية قائلاً: إن الإمارات تضم أكثر من 200 جنسية وهي في مجملها تمثل قوميات لها لغاتها وأصولها العرقية المختلفة.

وأضاف أن الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية تقودنا إلى أن العدد الأكثر من هذه القوميات المتواجدة في الإمارات تتحدث بلغة واحدة هي (الأوردية) حيث يبلغ عدد المقيمين من الهند 1.4 مليون نسمة، ومن باكستان حوالي 800 ألف مقيم.

وقال البدور: إن اللغة العربية تحتل المرتبة الثالثة في سلم التداول الاجتماعي في الإمارات بعد اللغة الإنجليزية التي وصفها بأنها لغة ارتباطية تتفاهم من خلالها القوميات المتعايشة على أرض الإمارات.

وأكد البدور أن ما يخيف هو ظهور اللغة الهجينة في مجتمع الإمارات، إذ في كثير من الأحيان نستخدم اللغة العربية التي يستخدمها الآخر ضمن تراكيب لا تمت للغة العربية بصلة.

وقالت الدكتورة فاطمة البريكي الأستاذ المساعد في جامعة الإمارات إنه كي يتم التواصل مع الآخر بمفهومية معرفية تتمثل في الثقافة والانفتاح والعلاقات التجارية والاقتصادية لا بد من الحفاظ على هويتنا أولاً، والتأكيد على أننا لا يمكننا معرفة الآخر إلا عبر معرفة الذات.. الذات بمفهومها الفردي والمجتمعي.

وذكرت على أن العربية قُدمت بطريقة علمية من خلال مادة اللغة العربية في المناهج التي وصفتها بالمناهج المفتوحة على الهوية الوطنية والتنوع المجتمعي والتطور الحاصل في بنية الدول وانفتاحاً على الآخر.

هذا وقد انتقد بعض المشاركين واقع التعليم، وتدريس المعلم (الوافد) للمواطنين منهاج التربية الوطنية، واستقدام خبراء أجانب لتطوير المناهج التعليمية.

وقالوا إن اللغة الإنجليزية تسهم في ضياع هويتنا ولغتنا العربية، مشيرين إلى أن الطلبة لا يفقهون مناهج اللغة العربية.

وتساءل أحمد حميد الطاير وزير المواصلات السابق حول مسوغات تدريس التربية الإسلامية باللغة الإنجليزية للمواطنين والمقيمين في المدارس الباكستانية في الإمارات.

أما فاطمة المري عضو المجلس الوطني الاتحادي فذكرت أن تربية الأبناء على أيدي خادمات أجنبيات قد أدى إلى وجود جيل جديد، وتساءلت عن السلوك والقيم التي تزرع في نفوس الأبناء ودعت إلى إعداد خطط تضع الهوية الوطنية في كل ركن من أركانها، وأخرى لاستقطاب المواطنين إلى العمل في مجال التعليم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد