Al Jazirah NewsPaper Monday  21/04/2008 G Issue 12989
الأثنين 15 ربيع الثاني 1429   العدد  12989
حديث مع رجل الأمن الأول
عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

كنت واحداً من طلاب العلم الذين التقوا بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، وكان هذا اللقاء في منزل الأخوة محمد وصالح وسلطان السحيباني، وقد كان اللقاء رائعاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان كان عنوانه الصراحة، ولحمته الصدق، ودثاره الإخلاص، ومعدنه الوفاء.

تحدث فيه الأمير نايف بكل وضوح وشفافية عن قضايا ساخنة ومهمة، تحدث عن الأمن الفكري، وعن الإرهاب، وعن المرأة، والهيئات، وكيفية معالجة الأخطاء، وأسهب في حديثه عن الإعلام، وعن الهجمة الشرسة على بلادنا وما تحمله من نوايا سيئة، وختم حديثه بأن هذه البلاد ثابتة على مبادئها، ولن تتزحزح عنها قيد أنملة، وأشار إلى الثوابت التي تنطلق منها المملكة العربية السعودية، وهي الحفاظ على العقيدة، وتعميق الأمن، ووحدة الصف، والتعاون بين فئات المجتمع، وقال: لا خيار لنا إذا أردنا الأمن والسلامة والثبات على العقيدة من الوقوف في وجه كل من يريد تفريق صفنا أو خلخلة بنائنا.

هذا الحديث الماتع جعلني أنقله إلى مجالس متعددة، مبيناً آثاره وثمراته، وها أنذا أشرك القارئ معي في هذه الوقفات حول هذا اللقاء الرائع:

أولاً: تحدث سمو وزير الداخلية عن الأمن الفكري وقال: إنه مطلب أساسي لحماية مكتسبات الوطن، وإذا لم يأمن الناس على أفكارهم حصل الخلل في حياتهم، وهنا يبرز دور المؤسسات التعليمية والتربوية وطلاب العلم وأصحاب الأقلام لأنهم هم القادرون على مواجهة الحرب الفكرية الضروس الموجهة إلى بلادنا وشبابنا.

ثانياً: تحدث سمو الأمير نايف عن الإرهاب، وأشار إلى المخاطر التي جرها خلال الفترة الماضية مؤكداً على أن هذه البلاد مقصودة، وأن أعداءها عجزوا من النيل منها لكنهم سلطوا هؤلاء الشباب الأغرار فأفسدوا وقتلوا وأساءوا لدينهم وبلادهم ومجتمعهم، ومع ذلك فالله جل وعلا يدافع عن هذه البلاد، وعندها المقدرة بتوفيق الله وعونه أن تؤدب كل من تسول له نفسه أن يخل بالأمن أو ينال من مكتسباتها ومقدراتها.

ومما أشار إليه سمو الأمير نايف أن أسر هؤلاء الشباب الموقوفين تحت رعاية الدولة وعنايتها فلا تزر وازرة وزر أخرى، وأسرهم لا ذنب لهم، ولذا أنفقت الدولة عليهم ملايين الريالات ولا تزال تنفق عليهم.

ثالثاً: وتحدث سمو الأمير نايف عن معالجة الأخطاء وقال: ينبغي أن يكون ذلك بالحكمة والهدوء وعدم التشهير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم له منهج واضح في معالجة الخطأ لأن الشدة لا تولد إلا شدة، والعنف لا يولد إلا عنفاً، وليس من الشرع ولا من الحكمة ولا من العقل أن يتكلم من يريد معالجة الخطأ علناً.

أمام الآخرين لأن ذلك لا مصلحة من ورائه إطلاقاً، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة وفيها:

(ما بال أقوام فعلوا كذا أو قالوا كذا) دون تصريح ودون تشويش، وهنا يصلح الخطأ ويتحقق المقصود.

رابعاً: وتحدث سمو الأمير نايف عن الثوابت التي تنطلق منها هذه البلاد، وقال: لا مساومة عليها، ولا نرضى بالمساس بها، وقيادة المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تتساهل مع من يتعرض لهذه الثوابت، وهي العقيدة والوطن، ووحدة الصف، وأمن البلاد.

وكل مواطن على ثرى هذه البلاد هو رجل أمن بالدرجة الأولى، وعليه مسئولية الحفاظ على هذه الثوابت وتعميقها في نفوس الناس.

خامساً: وتحدث سمو الأمير نايف عن الهيئات مشيرا إلى أن كل واحد منا رجل حسبة، وأن هذه البلاد قامت على هذا الأمر ولن تتنازل عنه، ولرجال الهيئات جهود بارزة في المحافظة على سلامة المجتمع، أما وقوع الأخطاء فكل من يعمل سيقع منه الخطأ، لكن الجهود واضحة والأعمال كبيرة، ونحن نقدر هذا الجهد وهذا العمل.

هذه أبرز ملامح ذلك اللقاء الرائع، والذي طوف فيه سمو الأمير نايف في حديث حول هذه القضايا وساهم بعض الحاضرين في مداخلات أثرت الموضوع.

وإني إذ أشيد بهذا اللقاء لأسأل الله جل وعلا أن يوفق قادة هذه البلاد لكل خير، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وعلماءنا، وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة.

كما أشكر الأخوة الكرام: محمد وصالح وسلطان الحسيباني دعوتهم لي، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد