Al Jazirah NewsPaper Monday  21/04/2008 G Issue 12989
الأثنين 15 ربيع الثاني 1429   العدد  12989
مدير الجامعة وقبلة الرأس
أحمد بن عبدالعزيز الركبان - إعلامي

عندما كنت في زيارة عارضة إلى مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان وانتظرنا قليلاً عند سكرتيره المميز خلقاً وتعاملاً تركي الطلحة.. إذ بذاك الشيخ الطاعن في السن يجلس على كرسي متحرك يقوده سائقه الشخصي.. وهذا الشيخ الفاضل والأنيق يتحدث الإنجليزية بطلاقة مع سائقه؟ انتظر قليلاً معنا وجاء مدير المكتب لكي يقنعه بالاكتفاء بما قدم سابقاً؟؟ ويبدو أن الشيخ لم يأت وهو المعاق حركياً إلا لصلف معاناة ابنتيه!لكن الشيخ استأثر إلا أن يقابل معالي المدير فأبلغ معاليه وأمر على الفور بإدخال الجميع.. دخلنا إلى ذلك المكتب الشرح بصاحبه.

ومجرد أن رأى العثمان الشيخ وهو يتقدم بادر معالي الدكتور بالقيام من مقعده وخرج من طاولته وسلم على الشيخ الكبير (وقبّل رأسه ورحب به) فكل من حضر هذه اللحظة استبشر الخير؟ ذرفت دموع الشيخ لتقدير الدكتور وشرح بموجز معاناة إحدى ابنتيه لكي تنضم إلى شقيقتها في الجامعة.. وأمر معاليه بإنهاء معاناة الشيخ الكبير.

العثمان.. صنع شيئاً من التربية الوظيفية في رحابة الصدر المعهودة عنه.. يبتسم.. يقنع.. يوجد البدائل.. يذهب الضيف وهو قنوع.. وليس عجيباً أن يستثمر المدير العثمان كافة صلاحياته لأبناء الوطن..

قبلة الرأس الحانية.. استشعر منها الدكتور العثمان بأنه في يوم من الأيام سيكون في مثل هذا الشيخ فمن سيقدره إذا كان حاله حال الشيخ!!

هذا السلوك الإداري يجب أن يدرّس لمن حول بعض المسؤولين.. وإن كان فيهم من يفتخر الإنسان في التعامل معهم ممن حوله من الشباب الذين يخجلون المراجع بحسن الخلق.

مدير الجامعة ووكيله الغامدي جعلا من الباب المفتوح نبراساً يتعاملان به مع الطلبة وأولياء أمورهم.. زيادة على أنهما يحققان مطالب الناس قدر استطاعتهما.

هذان سيغادران الجامعة بعد عمر طويل إن شاء الله وبالهما مرتاح وضميرهما كذلك..

نصيحتي للعثمان والغامدي أن يستمرا على هذا النهج التربوي الإداري السليم.. وللعثمان.. قبلة رأس تقديراً وإجلالاً.. ومن مثل هذا ترفع القبعة احتراماً له..




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد