Al Jazirah NewsPaper Monday  21/04/2008 G Issue 12989
الأثنين 15 ربيع الثاني 1429   العدد  12989
عذاريب
بطولتك يا زعيم
عبد الله العجلان

حينما استبدل الدوري بنظام المربع الذهبي، اتفق الجميع على أن المتضرر الوحيد من هذا التغيير هو الهلال، ليس لأنه لا يستطيع الفوز بالبطولة الجديدة فقد أحرزها غير مرة، ولكن بسبب أنه يجيد ويملك أكثر من غيره مقومات التفوق والإلمام بظروف وأدوات وأجواء الدوري التقليدي المتعارف عليه دولياً، وهذا بالضبط ما رأيناه في الموسم الحالي وبعد العودة إلى تطبيق الدوري الاعتيادي، حيث اتضح فيه أن هنالك علاقة وطيدة واحترام متبادل بين الاثنين (الدوري والهلال) وأن كلاً منهما يبحث عن الآخر على الرغم من المنغصات والعقبات والحواجز والموانع التي حاولت إقصاء البطل وإبعاده عن الوصول إلى بطولته..

فوز الهلال ببطولة أقوى وأصعب وأكثر دوري تعقيداً هو دليل آخر على أن الهلال كان وما زال فريق (النفس الطويل)، وأن ضربات الحظ التي أنقذت البعض في مواسم دوري خروج المغلوب لا مكان لها في دوري العدالة والإنصاف حتى وإن تعرضت مواجهاته لشيء من الأخطاء والتجاوزات التنظيمية والتحكيمية..

مباراته الأخيرة أمام الاتحاد كانت في توقيتها وحساباتها وخطورتها تجسيد حقيقي لشكل ومضمون وطريقة الهلال في حسم بطولاته، لم تمنعه أو تحبطه معادلاتها الصعبة، وإنما استخدمها لتكون النكهة الخاصة والمذاق الأجمل والعلامة الفارقة لبطولته..

الدوري عقدة العميد المزمنة

في الوقت ذاته وإذا كان الهلاليون فرحين بعودة الدوري الحقيقي، فإن الاتحاديين هم أكثر الناس خوفاً وتشاؤماً من هكذا دوري لربما يعيدهم إلى سنواتهم العجاف، وأيام ما كان يطلق عليهم (فورة البيبسي) بسبب عدم تمكنهم من الاستمرار في المنافسة على بطولة الدوري، على الرغم من تفوقهم وتألقهم في بدايته، كما شاهدناه في هذا الموسم..

مخاوف الاتحاديين من عودة (الكابوس) إياه زادت بعد أن عجز فريقهم المتكامل وعلى أرضه وبين جماهيره من الخروج بنقطة واحدة تكفل لهم إحراز بطولة مختلفة وثمينة انتظروها طويلاً ولم تكن من نصيبهم ولو مرة واحدة، وصارت بالنسبة لهم كما (العقدة)، على عكس ما كانوا عليه في مواسم المربع..

شخصياً أتمنى ألا يستسلم الاتحاديون لمخاوفهم، ولا يقتنعوا بنظرية أن بطولة الدوري الممتاز ستبقى في دواخلهم وأفكارهم وحساباتهم حلماً ووهماً وخيالاً..

أكدتها إحدى شركات الاتصال قبل زغبي

باستثناء أنها دراسة رسمية موثقة وصادرة من شركة عالمية شهيرة ومتخصصة في مجال القياس المنهجي والاستفتاء العلمي، فإن ما أعلنته (زغبي) مؤخراً حول شعبية الأندية واكتساح الهلال للجميع وبفارق شاسع ليس بالأمر الجديد بالنسبة للكثير ممن يعترفون بالواقع، ويعرفون أن زعامة الهلال وثباته واستمرار تألقه وإنجازاته دون انقطاع هذه كلها لم تأت من فراغ، وليست من صنع أشخاص أو نجوم بعينهم وإنما جاءت كنتيجة طبيعية لاتساع وامتداد الخارطة الزرقاء وزيادة شعبيتها وتنامي منسوبيها وجماهيرها والمنتمين إليها.

في الصيف الماضي وبعد توقيع عقد الشراكة بين نادي الهلال إحدى شركات الاتصال كتبت هنا أن تلك الشركة لم تختر الهلال حباً فيه أو تعاطفاً معه أو دعماً له وإنما لأنها تبحث عن الربحية ولديها بالتأكيد من الأرقام والمعلومات والإحصاءات الدقيقة ما يثبت أن الهلال الأكثر شعبية وجماهيرية، وأن توقيع العقد معه دون سواه يكفي لتحقيق هدف الربحية للشركة وارتفاع معدل نموها، وهو ما حدث بالفعل عبر مئات الآلاف من المشتركين في (في الشركة) خلال الشهور القليلة الماضية، إضافة إلى أن ارتباطها بالهلال حقق لها الدعاية الإعلامية المتميزة والشهرة الواسعة محلياً وخليجياً.

أعود لموضوع دراسة (زغبي) وأقول إن كل الاعتراضات ليست مجدية، كما أن التشكيك فيها لن يهز الثقة العالمية بأدائها، ولن يغير شيئاً في نتيجتها النهائية المعتمدة والمعمول بها في استطلاعات الانتخابات الأمريكية الأكثر أهمية وحساسية وتأثيراً من مسألة شعبية الأندية، ثم ما الذي يجعلها تنحاز للهلال طالما أن صاحب الفكرة والمقترح واختيار الشركة هو النصراوي المعروف والخلوق الأمير تركي بن خالد وتمويل الدراسة مناصفة بين الهلالي النزيه والموثوق به من الجميع الأمير عبد الله بن مساعد والنصراوي الداعم وأحد صنَّاع الإنجاز الأخير الأمير فيصل بن تركي..؟!

أخيراً مهما اختلفت القناعات وتباينت الرؤى حولها إلا أن الدراسة تظل الأفضل والأقرب للمنطق والواقع والأكثر مصداقية وموضوعية وعملية من مجرد آراء عاطفية واجتهادات شخصية لا يمكن تصديقها والاعتماد عليها إحصائياً وتنظيمياً واستثمارياً..

هكذا يفهمون!

يوجه كثير من الزملاء انتقادات لأولئك الذين يمارسون الكذب والافتراء والتضليل في آرائهم بمجرد أن ينتصر الهلال في مباراة أو إحراز بطولة، وكأن هؤلاء جديرون بالنقد أو يستحقون التحاور معهم حول قضايا أو آراء قابلة للنقاش، وبالتالي الوصول إلى نتائج مقنعة ومفيدة لهم وللقراء وللرأي العام..

بعد فوز الهلال ببطولة الدوري كان بديهياً ومتوقّعاً، بل مطلوباً منهم التناغم مع ثقافتهم والتجاوب مع طبائعهم والتخفيف من ألم وحدة صدمة البطولة، بمزاولة نفس العبث وبث لغة التلفيق والتشكيك والأكاذيب دون وازع ديني أو أخلاقي أو احترام لعقلية ومشاعر القراء الذين أصبحوا يدركون نواياهم ويفهمون مقاصدهم وسلوكياتهم..

لتتأكّدوا من ذلك.. لاحظوا كيف تعاملوا مع التنظيم الجديد لبطولة الدوري.. هم لم يتحدثوا عن سلبياته وبالذات في بداية إقراره قبل ثمانية أشهر، أو عن عدم اطلاعهم عليه وعدم معرفتهم بتفاصيله، وإنما قالوا وبمنتهى الكذب والاستخفاف: إن هذا التنظيم لم يصدر إلا قبل أسبوعين من مباراة الاتحاد والهلال، وإن صياغته بهذا الأسلوب تمت من أجل مصلحة الهلال..!!

لذلك لا تتعبوا أنفسكم مع هؤلاء، ولا تلوموهم أو تستغربوا منهم أحقادهم وافتراءاتهم.. هم هكذا يفكرون ويكتبون ويعيشون ويتنفسون!

* * *

* إليكم هذه المعلومة الموثّقة التي تؤكّد صحة مصداقية نتائج دراسة (زغبي)..

- لم يتجاوز عدد المشتركين في جوال أندية الاتحاد والأهلي والنصر مجتمعة (100) ألف مشترك، بينما اقترب عددهم في جوال الهلال من (300) ألف مشترك.

* الداهية والرئيس الأمهر والأميز والأفضل حالياً الأستاذ خالد البلطان هو القاسم المشترك في تألق الشباب وبروز وروعة الحزم..

* بعد أن نافس بقوة على البطولات الثلاث الماضية، يعد الشباب الفريق الأكثر استحقاقاً وترشيحاً لنيل بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين..

* نجومية العميد والعالمي محمد الدعيع إنصاف لوفائه وأخلاقه، وتتويج لتاريخه وألقابه وإسهاماته، ورد قوي وعنيف على كل من حاول تهميشه ومصادرة حقوقه..

* كانت لحظات مؤلمة وحزينة تلك التي انهارت فيها القلعة الأهلاوية وتحولت إلى أشباح ينتشر فيها الخوف والبؤس والازدراء.!!

* أصبح الهبوط في نظر الجهلة والمرجفين والمستنفعين نجاحاً مذهلاً وإنجازاً تاريخياً لإدارة الطائي..!!

* كثيرون يحتاجون لشيء من شجاعة النجم الخلوق إبراهيم ماطر واعترافه بصحة ضربة الجزاء الهلالية التي أعاق فيها ماطر عمر الغامدي واحتسبها الحكم الدولي المغربي سعيد بلقولة - رحمه الله - في نهائي البطولة العربية أبطال الكؤوس عام 1421هـ..

* احتساب ضربة الجزاء النصراوية (الفضيحة) أمام الحزم امتداد لكوارث مطرف القحطاني التحكيمية وتحديداً في مباريات النصر..!

* ولجنة الحكام الرئيسية تتحمّل مسؤولية إتاحة الفرصة له بارتكاب المزيد من الأخطاء المسيئة للرياضة السعودية وتشوّه صورة منافساتها..!



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد